۲. الأدلّة التجريبيّة
تقسّم البراهين التجريبيّة الدالّة على عمر الإمام المهديّ عليهالسلام إلى مجموعتين:
المجموعة الأُولى: المشاهدات، فلقد التقى الإمامَ وشاهَدَه عددٌ غفير من العلماء والمنتخبين والصالحين الموثوق بهم على طول مساحة تاريخيّة غطّت غيبته لما يقرب من ألف ومئة وثلاثة وثمانين عاماً، كما نقلت ذلك وثائق معتبرة لاريب في صحّة أغلبها، وقد بلغت تلك الأخبار من الكثرة والاتّساع ما تخطّى بها حدود التواتر ليستجلب مشارف اليقين، وكُتبت بشأنها عديد من الكتب۱، وخصّصنا بها قسماً من هذه الموسوعة.
وهذا بالتأكيد لايعني أنّ كلّ من يدّعي رؤةَ الإمام المهديّ عليهالسلام فسيُقبَل منه ذلك۲، بل على العكس، فنحن واثقون بأنّ كثيراً من مدّعي مشاهدة الإمام إمّا يكذبون وإمّا يخطؤن، فكيف إذا ما كانت ادّعاءاتهم تهدف إلى خلق شبهات في الدعوات الصادقة ! ولكن مثلما لم تستطع الادّعاءات الكاذبة للنبوّة الطعن في صدق الآتين بها، كذلك لا تتمكّن الادّعاءات الكاذبة لرؤة الإمام المهديّ عليهالسلام من منع قبول الدعاوى الصادقة.
المجموعة الثانية: التوسّل بالإمام المهديّ عليهالسلام، فلقد حلّ اللّه تعالى مشاكل ما لا يُحصى عددهم من المتوسّلين بالإمام المهديّ عليهالسلام والمعتقدين بإمامته. ولا شكّ في أنّ وصول التوسّل بذلك الإمام الحيّ إلى نتيجة مثمرة، دليل صالح لا على إثبات طول عمره فحسب، بل على إثبات إمامته أيضاً. نماذج متكاثرة من أمثال هذا التوسّل شوهدت في زماننا، وسنذكر أمثلة منها في كرامات الإمام.۳
حريٌّ بالقول إنّ التوسّل بالإمام المهديّ عليهالسلام بصفته إماماً حيّاً يختلف عن التوسّل بسائر الأئمّة عليهمالسلام.