125
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

ثانياً: الأدلة الإثباتيّة على طول عمر الإمام المهديّ عليه‏السلام

بعد إثبات إمكانيّة طول عمر الإمام المهديّ عليه‏السلام الخارق للعادة من ناحية عقليّة ونقليّة، نستطيع أن نثبت تحقّقه من خلال طريقين:

۱. الأدلّة النقليّة

الأدلّة النقليّة التي تثبت طول عمر الإمام المهديّ عليه‏السلام هي أحاديث معتبرة، تتّصل أسنادها برسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أو أهل بيته الطاهرين عليهم‏السلام بواسطة أشخاص معروفين ويستحقّون الثقة والاطمئنان، وتصرّح وتؤّد بأساليب منوّعة على استمرار حياة الإمام، وتُعتبر أهمّ أدلّتنا على وجود الإمام المهديّ عليه‏السلام وطول عمره الشريف، وتُقسّم إلى عدّة مجموعات:

المجموعة الاُولى: الأحاديث المؤّدة على أنّ الأرض ما خلت من الإمام والحجّة ولن تخلو أبداً على الرغم من غيابه عن الأنظار.۱

المجموعة الثانية: الأحاديث المشبّهة لطول عمر الإمام المهديّ عليه‏السلام بنوح وعيسى والخضر عليهم‏السلام.۲

المجموعة الثالثة: الأحاديث الدالّة على ظهور الإمام بعد طول غيبته، أو التي قسّمت غيبته إلى قصيرة الأمد وطويلته.۳

المجموعة الرابعة: أحاديث وردت عن أهل السنّة وحصرت الخلفاء بعد رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله باثني عشر شخصاً، فلو قرنت هذه الأحاديث بالروايات الدالّة على أنّ الأئمّة وخلفاء الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله اثنا عشر ووصلت قيامه بيوم القيامة، فستدلّ على حياة الإمام المهديّ عليه‏السلام إلى يوم القيامة.۴

1.. راجع: ص ۲۴۹ (القسم الثالث / الفصل الثالث: بركات الإمام الغائب التكوينيّة).

2.. راجع: ص ۱۱۷ (فيه سنّة من نوح عليه‏السلام) و ص ۱۱۸ (مَثَله مَثَل الخضر) و ص ۱۲۰ (مَثَله مَثَل عيسى).

3.. راجع: ص ۲۱۰ (القسم الثالث / الفصل الأوّل / له غيبة طويلة) و ص۲۱۱ (له غيبتان: إحداهما قصيرة والاُخرى طويلة) وص ۲۱۳ (استبعاد الناس ظهوره لطول غيبته).

4.. راجع: ج ۱ ص ۲۸۷ (القسم الأوّل / الفصل الثالث: أحاديث عدد الأئمّة).


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
124

ويعتقد عدد من علماء أهل السنّة أيضاً باستمرار حياة الخضر. قال الديار بكري:

والمختار بقاؤها. وقال ابن الصلاح: هو حيّ عند جماهير العلماء والصالحين، والعامّة معهم في ذلك.۱

وإضافة إلى ذلك دلّت بعض الأحاديث المعتبرة لدى أهل السنّة على حياة الدجّال في عصر رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وبقائه حيّاً إلى قيام الإمام المهديّ عليه‏السلام ۲، فمن يعتقد بعمر الدجّال الذي تجاوز ألفاً وأربعمئة عاماً منذ زمن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إلى الآن، كيف يمكنه إنكار طول عمر الإمام المهديّ عليه‏السلام ۳؟

1.. تاريخ الخميس: ج ۱ ص ۱۰۶.

2.. صحيح البخاري: ج ۳ ص ۱۱۱۲ ح ۲۸۹۱ و۲۸۹۲، صحيح مسلم: ج ۴ ص ۲۲۴۳ ح ۹۴ و ص ۲۲۴۵ ح ۹۵ و۹۶.

3.. قال الشيخ الصدوق بعد نقله لرواية تدلّ على طول عمر الدجّال وخروجه: «إنّ أهل العناد والجحود يصدّقون بمثل هذا الخبر ويروونه [في صحاحهم الستّ] في الدجّال وغيبته وطول بقائه المدّة الطويلة وخروجه في آخر الزمان، ولا يصدّقون بأمر القائم عليه‏السلاموأنّه يغيب مدّة طويلة، ثمّ يظهر فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً، مع نصّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهوالأئمّة عليهم‏السلام بعده عليه باسمه وغيبته ونسبه، وإخبارهم بطول غيبته؛ إرادةً لإطفاء نور اللّه‏ عز و جل وإبطالا لأمر وليّ اللّه‏، «وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ»[سورة التوبة: الآية ۳۲]، وأكثر ما يحتجّون به في دفعهم لأمر الحجّة عليه‏السلامأنّهم يقولون: لم نرو هذه الأخبار التي تروونها في شأنه ولا نعرفها. هكذا يقول من يجحد نبوّة نبينا صلى‏الله‏عليه‏و‏آله من الملحدين والبراهمة واليهود والنصارى والمجوس: إنّه ما صحّ عندنا شيء ممّا تروونه من معجزاته ودلائله ولا نعرفها، فنعتقد ببطلان أمره لهذه الجهة، ومتى لزمنا ما يقولون لزمهم ما تقوله هذه الطوائف وهم أكثر عدداً منهم. ويقولون أيضا: ليس في موجب عقولنا أن يعمّر أحد في زماننا هذا عمراً يتجاوز عمر أهل الزمان، فقد تجاوز عمر صاحبكم على زعمكم عمر أهل الزمان. فنقول لهم: أتصدّقون على أنّ الدجّال في الغيبة يجوز أن يعمّر عمراً يتجاوز عمر أهل الزمان، وكذلك إبليس اللعين، ولا تصدّقون بمثل ذلك لقائم آل محمّد عليهم‏السلام مع النصوص الواردة فيه بالغيبة وطول العمر والظهور بعد ذلك للقيام بأمر اللّه‏ عز و جل؟! وما روي في ذلك من الأخبار التي قد ذكرتها في هذا الكتاب، ومع ما صحّ عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إذ قال: كلّ ما كان في الأُمم السالفة يكون في هذه الأُمّة مثله حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة» كمال الدين: ص ۵۲۹، بحار الأنوار: ج ۵۲ ص ۲۰۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14509
صفحه از 518
پرینت  ارسال به