123
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

العلميّة لطول العمر.

۳. أفضل دليل على إمكانيّة طول العمر

يقولون إنّ أفضل دليل على إمكانيّة الشيء هو وقوعه، وينبّئنا تاريخ الماضين۱ وما بقي من مؤّفاتهم الأدبيّة والتاريخيّة۲ بأنّ العمر الطويل في الماضي لم يكن غريباً، وإذا لم نعدّ الأخبار التاريخيّة معتبرة ولم نعتمدها معياراً، فبرجوعنا إلى النصوص الموثوقة نجد أنّ القرآن الكريم والأحاديث الإسلاميّة عرّفت أشخاصاً بأعمار مديدة جدّاً، وكنموذج على ذلك النبيّ نوح عليه‏السلام الذي عاش ألفين وخمسمئة عام۳؛ تسعمئة وخمسون عاماً من عمره كان بعد نبوّته وقبل الطوفان وفقاً لتصريح القرآن الكريم.۴

كما أشار القرآن إلى حياة النبيّ عيسى عليه‏السلام ۵، وصرّحت الأحاديث الإسلاميّة بأنّه مازال حيّاً، وسيحضر الثورة العالميّة مع الإمام المهديّ عليه‏السلام ويصلّي معه.۶

وكذلك الخضر الذي عاش في هذا العالم قبل موسى عليهماالسلام ومازال حيّاً. قال الشيخ المفيد في هذا الصدد:

الخضر عليه‏السلام موجود قبل زمان موسى عليه‏السلام إلى وقتنا هذا بإجماع أهل النقل واتّفاق أصحاب السير والأخبار، سائحاً في الأرض لا يعرف له أحدٌ مستقرّاً و لا يدّعي له اصطحاباً، إلاّ ما جاء في القرآن به من قصّته مع موسى عليه‏السلام.۷

1.. راجع بحار الأنوار: ج ۵۱ ص ۲۲۵ «باب ذكر أخبار المعمّرين لرفع استبعاد المخالفين عن طول غيبة مولانا القائم عليه‏السلام».

2.. راجع: بحار الأنوار: ج ۵۱ ص ۲۳۵ ـ ۲۴۷.

3.. الأمالي للصدوق: ص ۶۰۲ ح ۸۳۶.

4.. العنكبوت: ۱۴.

5.. النساء: ۱۵۷.

6.. راجع: ج ۶ ص ۳۵ (القسم الحادي عشر / الفصل الخامس / صلاته خلف الإمام عليه‏السلام).

7.. الفصول العشرة: ص ۸۳.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
122

أوّلاً: الأدلّة الثبوتية لطول عمر الإمام

من الضروريّ إثبات إمكانيّة طول العمر الخارق للعادة من منظار عقليّ وعلميّ قبل ذكر الأدلّة المثبتة لطول عمر الإمام المهديّ عليه‏السلام، ونطلق على البراهين الدالّة على إمكانية الأمر المومأ إليه بالبراهين الثبوتيّة.

وتكمن أهمّية دراسة هذه الأدلّة في أنّه لو لم تثبت الإمكانيّة العقليّة والعلميّة لطول العمر، فلا يجدي أيّ دليل لإثبات طول عمر الإمام المهديّ عليه‏السلام.

۱. الإمكان العقليّ لطول العمر

تكفي عدم استحالة طول العمر من منظار عقليّ لإثبات إمكانيّته العقليّة. ولاشكّ في أنّه لا دليل على عدم إمكانيّة طول العمر؛ لأنّ ما يمتنع ولا يمكن في نظر العقل هو مايستلزم اجتماع النقيضين أو ارتفاعهما، وبديهي أنّ طول العمر لايستلزم مثل ذلك.

۲. الإمكان العلميّ لطول العمر

لا دليل أيضاً على امتناع طول العمر من الناحيّة العلميّة، بل يعتقد بعض العلماء أنّ بإمكان الإنسان أن يعمّر مدّة طويلة جدّاً؛ لأنّهم يعتبرون الشيخوخة حدثاً غير طبيعيّ ناجماً عن عدم وصول الموادّ الغذائية اللاّزمة إلى خلايا الجسم، أو اختراق الجراثيم، وغيرها من العوامل ممّا يجرّه إلى الموت. ويرى هؤاء العلماء أنّ لجسم الإنسان القابليّة على عمر خالد، وأنّ العلم بإمكانه إزاحة العقبات التي تحول دون ذلك، ويهب الإنسان حياة دائميّة.۱

وبناءً على ذلك ينبغي القول بأنّه على الرغم من أنّ التعاليم الدينيّة ترفض تماماً نظريّة العمر الخالد۲، إلاّ أنّ جهود العلماء لتخطّي حاجز السنّ تكشف بجلاء الإمكانيّة

1.. اوّلين دانشگاه وآخرين پيامبر بالفارسيّة: ج ۲ ص ۲۰۶ ـ ۲۱۲.

2.. اعتبر القرآن الموت من القوانين الحتميّة للعالم، وذلك في عدّة آيات، منها الآية ۲ و۶۰ من سورة الأنعام والآية ۳۴ من سورة الأعراف والآية ۴۹ من سورة يونس والآية ۶۱ من سورة النحل والآية ۳۰ من سورة الزمر.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14125
صفحه از 518
پرینت  ارسال به