أوّلاً: الأدلّة الثبوتية لطول عمر الإمام
من الضروريّ إثبات إمكانيّة طول العمر الخارق للعادة من منظار عقليّ وعلميّ قبل ذكر الأدلّة المثبتة لطول عمر الإمام المهديّ عليهالسلام، ونطلق على البراهين الدالّة على إمكانية الأمر المومأ إليه بالبراهين الثبوتيّة.
وتكمن أهمّية دراسة هذه الأدلّة في أنّه لو لم تثبت الإمكانيّة العقليّة والعلميّة لطول العمر، فلا يجدي أيّ دليل لإثبات طول عمر الإمام المهديّ عليهالسلام.
۱. الإمكان العقليّ لطول العمر
تكفي عدم استحالة طول العمر من منظار عقليّ لإثبات إمكانيّته العقليّة. ولاشكّ في أنّه لا دليل على عدم إمكانيّة طول العمر؛ لأنّ ما يمتنع ولا يمكن في نظر العقل هو مايستلزم اجتماع النقيضين أو ارتفاعهما، وبديهي أنّ طول العمر لايستلزم مثل ذلك.
۲. الإمكان العلميّ لطول العمر
لا دليل أيضاً على امتناع طول العمر من الناحيّة العلميّة، بل يعتقد بعض العلماء أنّ بإمكان الإنسان أن يعمّر مدّة طويلة جدّاً؛ لأنّهم يعتبرون الشيخوخة حدثاً غير طبيعيّ ناجماً عن عدم وصول الموادّ الغذائية اللاّزمة إلى خلايا الجسم، أو اختراق الجراثيم، وغيرها من العوامل ممّا يجرّه إلى الموت. ويرى هؤاء العلماء أنّ لجسم الإنسان القابليّة على عمر خالد، وأنّ العلم بإمكانه إزاحة العقبات التي تحول دون ذلك، ويهب الإنسان حياة دائميّة.۱
وبناءً على ذلك ينبغي القول بأنّه على الرغم من أنّ التعاليم الدينيّة ترفض تماماً نظريّة العمر الخالد۲، إلاّ أنّ جهود العلماء لتخطّي حاجز السنّ تكشف بجلاء الإمكانيّة