121
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

دراسة في طول عمر الإمام المهديّ علیه السلام

لاتختصّ عقيدة قيام الإمام المهديّ عليه‏السلام في آخر الزمان بمذهب الإماميّة، بل تتّفق عليها جميع المذاهب الإسلاميّة، فألّف كثير من علماء أهل السنّة كتباً فيها.۱

قال ابن أبي الحديد المعتزليّ في هذا الصدد:

قد وقع اتّفاق الفرق من المسلمين أجمعين على أنّ الدنيا والتكليف لا ينقضي إلاّ عليه.۲

وما يفترق به مذهب الإمامية عن بقيّة المذاهب الإسلاميّة هو اعتقادهم بأنّ المهديّ عليه‏السلام هو ابن الإمام الحسن العسكريّ عليه‏السلام، وولد سنة ۲۵۵ه۳، وعاش حتّى الآن (۱۴۳۸ه.ق) ألفاً ومئة وثلاثة ثمانين عاماً بعد سِتار الغيبة الكبرى، وسيبقى حيّاً مادامت الأرضيّة اللاّزمة لقيامه لم تتوفّر بعد، وسيظهر عند توفّرها، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً.

ويواجه هذا المبدأ الاعتقاديّ سؤلان:

۱ ـ هل يمكن من الناحية العقليّة والعلميّة أن يطول عمر إنسان إلى هذا الحدّ وأكثر؟

۲ ـ ماهو دليل شيعة أهل البيت عليهم‏السلام لإثبات طول عمر الإمام المهديّ عليه‏السلام ؟

وللجواب عن هذين السؤلين يجب بحث موضوع طول عمر الإمام ثبوتاً وإثباتاً.

1.. راجع: عقيدة أهل السنّة والأثر في المهديّ المنتظر : ص ۱۳۰، وقد عرّف فيه عشرة كتب بهذا المضمون.

2.. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج ۱۰ ص ۹۶.

3.. راجع: ص ۷ (الفصل الثاني / تاريخ ولادته عليه‏السلام).


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
120

لَهُ، ولا لِكِتابٍ نَزَّلَ عَلَيهِ، ولا لِشَريعَةٍ يَنسَخُ بِها شَريعَةَ مَن كانَ قَبلَهُ مِنَ الأَنبِياءِ عليهم‏السلام، ولا لاِءِمامَةٍ يُلزِمُ عِبادَهُ الاِقتِداءَ بِها، ولا لِطاعَةٍ يَفرِضُها، بَلى إنَّ اللّه‏َ تَعالى لَمّا كانَ في سابِقِ عِلمِهِ أن يُقَدِّرَ مِن عُمُرِ القائِمِ عليه‏السلام في أيّامِ غَيبَتِهِ ما يُقَدِّرُهُ، وعَلِمَ ما يَكونُ مِن إنكارِ عِبادِهِ بِمِقدارِ ذلِكَ العُمُرِ فِي الطّولِ، طَوَّلَ عُمُرَ العَبدِ الصّالِحِ مِن غَيرِ سَبَبٍ أوجَبَ ذلِكَ إلاّ لِعِلَّةِ الاِستِدلالِ بِهِ عَلى عُمُرِ القائِمِ عليه‏السلام ؛ لِيَقطَعَ بِذلِكَ حُجَّةَ المُعانِدينَ، لِئَلاّ يَكونَ لِلنّاسِ عَلَى اللّه‏ِ حُجَّةٌ.۱

۵ / ۳

مَثَلُهُ مَثَلُ عيسى علیهما السلام

۴۷۸.الغيبة للطوسيّ: مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللّه‏ِ الحِميَرِيُّ، عَن أبيهِ، عَن مُحَمَّدِ بنِ عيسى، عَن سُلَيمانَ بنِ داودَ المِنقَرِيِّ، عَن أبي بَصيرٍ، قالَ: سَمِعتُ أبا جَعفَرٍ عليه‏السلام يَقولُ:
في صاحِبِ هذَا الأَمرِ أربَعُ سُنَنٍ مِن أربَعَةِ أنبِياءَ: سُنَّةٌ مِن موسى عليه‏السلام، وسُنَّةٌ مِن عيسى عليه‏السلام، وسُنَّةٌ مِن يوسُفَ عليه‏السلام، وسُنَّةٌ مِن مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.
فَأَمّا سُنَّةٌ مِن موسى عليه‏السلام فَخائِفٌ يَتَرَقَّبُ، وأَمّا سُنَّةٌ مِن يوسُفَ عليه‏السلام فَالغَيبَةُ، وأَمّا سُنَّةٌ مِن عيسى عليه‏السلام فَيُقالُ: ماتَ، ولَم يَمُت، وأَمّا سُنَّةٌ مِن مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فَالسَّيفُ.۲

راجع: ص ۱۲۷ (الفصل السادس / ما فيه خصائص الأنبياء عليهم‏السلام).

1.. الغيبة للطوسيّ : ص ۱۶۷ ح ۱۲۹ ، كمال الدين : ص ۳۵۲ ح ۵۰ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۲۱۹ ح ۹ وراجع تمام الحديث في هذه الموسوعة: ص ۱۳۱ ح۴۸۴ .

2.. الغيبة للطوسيّ : ص ۴۲۴ ح ۴۰۸ بسند معتبر، كمال الدين : ص ۱۵۲ ح ۱۶ ، بسند موثّق، دلائل الإمامة : ص ۴۷۰ ح ۴۶۰ نحوه، كنز الفوائد : ج ۱ ص ۳۷۴ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۲۱۶ ح ۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14402
صفحه از 518
پرینت  ارسال به