99
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

ومع كلّ هذه البشارات التوراتيّة بمجيء المنقذ في آخر الزمان، لايبقى شك في أنّ عقيدة اليهود في ظهوره ينبغي أن تؤذ من الكتاب المقدّس؛ ولذلك قال العالم اليهوديّ الكبير موسى بن ميمون (شمعون) سنة ۱۲۰۴م في الأصل الثاني عشر من الأُصول الثلاثة عشر في إيمان اليهود:

أنا على إيمان كامل بقدوم ماشيَح، وعلى الرغم من تأخّره فمع ذلك نحن بانتظاره في كلّ يوم.

۳. علامات ظهور المنقذ

إنّ ظهور ماشيَح (المسيح الموعود لليهود) سرّ غارق في الغموض والاختفاء لايعلمه إلاّ اللّه‏، ومع ذلك بُيّنت لظهوره علامات وشروط كثيرة يثير بعضها الاضطراب والقلق۱، وبجانب ذلك تنبّؤا بعلامات تبعث على السرور والأمل في زمن ما قبل ظهور ماشيَح، منها: تقدّم البشر وازدياد سعادتهم نسبيّاً، وتجدّد الحياة في مطالعة التوراة والعلوم الدينيّة، وانفتاح بوّابات العقل من الأعلى وعيون الحكمة من الأسفل.۲

وهذه العبارة تعني أنّه من المشهود جدّاً ظهور التقدّم في التعاليم الرمزيّة والعرفانيّة في التوراة والكتب الإلهيّة. وتُشير عبارة «انفتاح عيون الحكمة في الأسفل» إلى التطوّر والتقدّم التقنيّ في الوقت الراهن.

۴. بركات ظهور المنقذ

ستُصاغ الحياة الدنيويّة للبشر بأُسلوب جديد وفقا للتعاليم الإلهيّة بعد ظهور المنقذ، وعنذاك ستظهر إصلاحات في العالم وفقاً للمعتقدات اليهوديّة، نشير فيما يلي إلى أهمّها:

أوّلاً: استتباب الأمن

الأمان موضوعا بالغ الأهمّية في حياة البشرية، ومن هنا نجد العظماء يسعون دائماً إلى

1.. تلمود گماراى سوطا: ۴۹ ب.

2.. تلمود گماراى سنهدرين: ۹۸ أ، زوهر: ج اول ۱۱۷ الف.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
98

الغيوث الذارفة على الأرض، ويشرق في أيّامه الصديق وكثرة السلام إلى أن يضمحلّ القمر، ويملك من البحر إلى البحر، ومن النهر إلى أقاصي الأرض، أمامه تجثو أهل البرية، وأعداؤ يلحسون التراب... ويسجد له كلّ الملوك، وكلّ الأُمم تتعبّد له؛ لأنّه ينجي الفقير المستغيث، والمسكين إذ لا معين له... من الظلم والخطف يفدي أنفسهم، ويكرم دمهم في عينيه... ويصلّي لأجله دائماً، واليوم كلّه يباركه، وتكون حفنة برّ في الأرض في رؤس الجبال...يكون اسمه إلى الدهر... ويتباركون به، كلّ أُمم الأرض يطوبونه....۱

وامتلأ سفر النبيّ أشعيا بنظير هذه البشارات عن المنجي، فمنها مثلاً:

روح السيّد الربّ عَلَيّ؛ لأنّ الربّ مسحني لأُبشّر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب، لأُنادي للمسبّيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق لأُنادي بسنّة مقبولة للربّ وبيوم انتقام لإلهنا، لأُعزّي كلّ النائحين.۲

وأُشير في سفر ملاخي أيضاً إلى اليوم الموعود وظهور المنقذ المنتقم:

فهوذا يأتي اليوم المتّقد كالتنّور، وكلّ المستكبرين وكلّ فاعلي الشرّ يكونون قشّاً، ويحرقهم اليوم الآتي، قال ربّ الجنود۳: فلا يبقي لهم أصلاً ولا فرعاً، ولكم أيّها المتّقون اسمي، تشرق شمس البرّ والشفاء في أجنحتها، فتخرجون وتنشأون كعجول الصيرة، وتدوسون الأشرار لأنّهم يكونون رماداً تحت بطون أقدامكم.۴

وجاء كذلك في المزامير:

لأنّ الربّ يحبّ الحقّ، ولا يتخلّى عن أتقيائه، إلى الأبد يُحفظون. أمّا نسل الأشرار فينقطع، والصدّيقون يرثون الأرض ويسكنونها إلى الأبد.۵

1.. المزامير ۷۲.

2.. أشعيا ۶۱ : ۱ ـ ۳.

3.. أي الربّ الخالد للجنود.

4.. ملاخي ۴ : ۱ ـ ۳.

5.. المزامير ۳۷ : ۲۸ ـ ۲۹.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15482
صفحه از 485
پرینت  ارسال به