ومع كلّ هذه البشارات التوراتيّة بمجيء المنقذ في آخر الزمان، لايبقى شك في أنّ عقيدة اليهود في ظهوره ينبغي أن تؤذ من الكتاب المقدّس؛ ولذلك قال العالم اليهوديّ الكبير موسى بن ميمون (شمعون) سنة ۱۲۰۴م في الأصل الثاني عشر من الأُصول الثلاثة عشر في إيمان اليهود:
أنا على إيمان كامل بقدوم ماشيَح، وعلى الرغم من تأخّره فمع ذلك نحن بانتظاره في كلّ يوم.
۳. علامات ظهور المنقذ
إنّ ظهور ماشيَح (المسيح الموعود لليهود) سرّ غارق في الغموض والاختفاء لايعلمه إلاّ اللّه، ومع ذلك بُيّنت لظهوره علامات وشروط كثيرة يثير بعضها الاضطراب والقلق۱، وبجانب ذلك تنبّؤا بعلامات تبعث على السرور والأمل في زمن ما قبل ظهور ماشيَح، منها: تقدّم البشر وازدياد سعادتهم نسبيّاً، وتجدّد الحياة في مطالعة التوراة والعلوم الدينيّة، وانفتاح بوّابات العقل من الأعلى وعيون الحكمة من الأسفل.۲
وهذه العبارة تعني أنّه من المشهود جدّاً ظهور التقدّم في التعاليم الرمزيّة والعرفانيّة في التوراة والكتب الإلهيّة. وتُشير عبارة «انفتاح عيون الحكمة في الأسفل» إلى التطوّر والتقدّم التقنيّ في الوقت الراهن.
۴. بركات ظهور المنقذ
ستُصاغ الحياة الدنيويّة للبشر بأُسلوب جديد وفقا للتعاليم الإلهيّة بعد ظهور المنقذ، وعنذاك ستظهر إصلاحات في العالم وفقاً للمعتقدات اليهوديّة، نشير فيما يلي إلى أهمّها:
أوّلاً: استتباب الأمن
الأمان موضوعا بالغ الأهمّية في حياة البشرية، ومن هنا نجد العظماء يسعون دائماً إلى