97
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

تكون في مخافة الربّ، فلا يقضي بحسب نظر عينيه، ولا يحكم بحسب سمع أُذنيه، بل يقضي بالعدل للمساكين، ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض، ويضرب الأرض بقضيب فمه، ويميت المنافق بنفخة شفتيه۱، ويكون البرّ منطقة متنيه، والأمانة منطقة حقويه.۲

ووصف ماشيَح العالمُ والمتكلّم اليهوديّ موسى بن ميمون، فقال:

سيكون عقله وعلمه أكثر من النبيّ سليمان أيضاً. وهو من آباء قوم يهود (إبراهيم وإسحاق ويعقوب)، وكذلك سيكون أعلى مقاماً من جميع أنبياء بني إسرائيل المبعوثين بعد النبيّ موسى.۳

۲. النصوص المتعلّقة بظهور المنقذ

ضمّ العهد القديم آيات كثيرة في ظهور المنجي الموعود وأوصافه وخصائصه، منها ما ورد في سفر زكريّا:

ابتهجي جدّاً يا بنة صهيون، اهتفي يا بنت أُورشليم، هوذا ملكك يأتي إليك، هو عادل ومنصور، وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان.۴

وجاء في سفر المزامير المنسوب للنبيّ داود عليه‏السلام في شأن المنقذ:

اللّهمّ، أعط أحكامك للملك، وبرّك لابن الملك، يدين شعبك بالعدل، ومساكينك بالحقّ، تحمل الجبال سلاماً للشعب، والآكام بالبرّ، يقضي لمساكين الشعب، ويخلّص بني البائسين، ويسحق الظالم... ينزل مثل المطر على الجزاز، ومثل

1.. «نفخة شَفَتَيه» تعبير مجازيّ، كما جاء في هذا المجال: «في يوم المقتلة العظيمة حينما تسقط الأبراج... هو ذا اسم الربّ يأتي من بعيد، غضبه مشتعل، والحريق عظيم، شفتاه ممتلئتان سخطاً، ولسانه كنار آكلة، ونفخته كنهر غامر يبلغ إلى الرقبة» أشعيا ۳۰ : ۲۵ ـ ۲۸.

2.. أشعيا ۱۱ : ۱ ـ ۵.

3.. مجلّة أُفق بينا بالفارسيّة: العدد ۴و ۵، مرداد وشهريور ۱۳۷۸ش «ما شيح ناجي جهان در پرتو قوانين و اعتقاد يهود» .

4.. زكريّا ۹ : ۹.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
96

إلى النبيّين داود وسليمان عليهماالسلام، ومن علاماته الأُخرى صدقه وزهده منذ بداية ولادته، وهما يتزايدان باطّراد حتّى يصل إلى أعلى وأرقى درجات التكامل الروحيّ؛ لفضائله وأعماله السامية.

وماشيَح يمكن أن يظهر في أيّ مرحلة زمنية طبقاً لعقائد اليهود، ولكن ليس بمعنى أنّه سيهبط من السماوات عند ظهوره، فهو على الأرض دائماً، بشر من تراب ذو مكانة مقدّسة، وروحيّ (صدّيق) حاضر ومشرف في جميع الأزمان: «سيأتي إلى الدنيا في كلّ فترة نجل من سلالة يهودا جدير بمقام ماشيَح»۱، سيحين في يوم زمن «غيولا» (الخلاص النهائي)، وستهبط «نِشما» أو الروح الخاصّة وتُهدى إلى ذلك «الصدّيق»، في حين أنّ المنقذ نفسه لم يكن يعلم قبل ذلك أنّه المسيح المنتظر.

شرح بعض علماء اليهود هذا الموضوع بالنحو الآتي:

بلغ مُشه (موسى) المنقذ الأوّل لبني إسرائيل الثمانين من العمر، ولم يكن يعلم أنّه سيُنقذ بني إسرائيل، ولم يشعر بذلك، وحتّى أنّه امتنع في البداية حينما قال له الربّ: «أقبل وسأُرسلك إلى فرعون...»، ولم يكن مستعدّاً لقبول هذه المهمّة، والأمر نفسه يصدق على المنقذ الأخير (ماشيح). أمّا شاؤ (أوّل حاكم لبني إسرائيل) فيلاحظ أيضاً أنّه بعد أن أصبح ملكاً وقف على تلك الروح المقدّسة الكائنة في وجوده من قبل ولم يحسّ بها.۲

أمّا النبي أشعيا فقال عن شخصيّة ماشيَح وصفاته الخاصّة:

ويخرج قضيب من جذع يسي۳، وينبت غصن من أُصول، ويحلّ عليه روح الربّ، روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوّة، روح المعرفة ومخافة الربّ، ولذّته

1.. ربي مُشه سُوفر، نقلاً عن ربّاي إيمانوئل شوحط باحث ديني وعارف يهوديّ في هذا المجال (راجع : مجلّة أُفق بينا «بالفارسيّة»: العدد ۴ و ۵ «ماشيح: ناجي جهان در پرتو قوانين واعتقادات يهود»، إيمانوئل شوحط، مقدّمة وتلخيص: آرش آبايي).

2.. المصدر السابق .

3.. كلمة «يسي» تعني القويّ؛ وهو اسم والد النبيّ داود راجع: قاموس كتاب مقدّس «بالفارسيّة»: ص ۹۵۱.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15562
صفحه از 485
پرینت  ارسال به