93
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

المحور السادس

المنقذ المنتظر في الأديان الإبراهيميّة۱

من أهمّ نقاط الاشتراك بين الأديان الإبراهيميّة۲ هو الاعتقاد بظهور منقذ أو مصلح عالميّ. وسنحاول هنا دراسة وتحليل هذا الموضوع في العهدين: القديم والجديد.

التعريف بالعهدين

العهدان أو الكتاب المقدّس: مجموعة كتابات قصيرة وطويلة في قسمين: العهد القديم (التوراة وملحقاتها)، والجديد (الإنجيل وملحقاته). والمسيحيّون يعتقدون بقداسة القسمين، إلاّ أنّ اليهود يعتبرون العهد القديم فقط كتاباً إلهيّاً، ويطلقون عليه اسم «تنخ».

العهدان مصطلح مسيحي يبتني على افتراض أنّ اللّه‏ تعالى عقد مع الإنسان عهدين: أحدهما «العهد القديم»، وفيه أخذ اللّه‏ تعالى عهداً من الإنسان أن يخضع للشريعة الإلهيّة ويبقى ثابتاً على الإيمان بها، وعلامة هذا العهد هو الختان. عُقد هذا العهد في البداية مع

1.. بقلم الباحث الجليل الدكتور علي الشيخ الذي كان من المسيحيّين الكاثوليك في العراق، ثمّ اعتنق الدين الإسلاميّ ومذهب أهل البيت عليهم‏السلام، نال الدكتوراه في الفلسفة من جامعة المصطفى العالميّة في قم، وهو مشغول بالتدريس والتأليف في حقل الأديان والفلسفة، وفي بعض الحوزات العلميّة والجامعات.

2.. المراد من الأديان الإبراهيميّة أديان بدأت منذ زمن النبيّ إبراهيم عليه‏السلام وجاءت الشرائع والنبوّات استمراراً لها حتّى انتهت بالدين الإسلاميّ، ولكن لم يبق من مجموع الشرائع الإبراهيميّة سوى اليهوديّة والمسيحيّة والصابئيّة والإسلام. وسنبحث هنا العقائد اليهوديّة والمسيحيّة فقط.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
92

القديمة للفتوحات المكّية والنسخ الخطّية والمصوّرة لهذا الكتاب في إيران، كلّ ذلك يشهد على أنّ العبارة المذكورة موجودة في كتاب ابن عربي، بالرغم من سعي البعض لإخفاء الحقّ وحذفها من عدّة طبعات.۱

كما صرّح ابن عربي في مؤّفاته الأُخرى أيضاً بحياة الإمام المهديّ عليه‏السلام ۲، وروى حكاية عن اللقاء به۳.۴

إذن فالمعتقدات المشتركة بين جميع المذاهب الإسلاميّة استناداً إلى مامرّ، هي أنّ المنقذ المنتظر من ولد رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله واسمه محمّد ولقبه المهديّ عليه‏السلام، ويُنتظَر قيامه في آخر الزمان حيث يؤّي إلى انتصاره وتحقيق حكومة العدل العالميّة وخلافة رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وأنّ نقاط الاختلاف في هذا المجال نادرة لا يُعتنى بها، سوى موارد تتّصل بخصوصيّات الإمام المهديّ عليه‏السلام.

1.. راجع : مجلّة رواق انديشه بالفارسيّة: العدد ۱۸ ص ۷۱ «مهدي عليه‏السلام از نگاه أهل سنّت».

2.. أحد هذه المؤّفات رسالة باسم «الوعاء المختوم على السرّ المكتوم» التي ألّفها بشأن خاتم الولاية المحمّديّة المطلقة المهديّ المنتظر وكيفيّة ظهوره راجع في هذا الموضوع : تفسير فاتحة الكتاب، مقدّمة جلال الدين الآشتيانيّ. واحتوى كتابه الآخر عنقاء المغرب وشقّ الجيب على مدائح في الإمام المهديّ ومنزلته المعنويّة ووصفه وبعض أخبار ظهوره.

3.. راجع: هزار ويك كلمه بالفارسيّة: ج ۱ ص ۸۸، وشرح فصّ الحكمة العصمتيّة في الكلمة الفاطميّة: ص ۱۰۳ وهذه الموسوعة: ص ۶۷ الهامش ۱ .

4.. وجاء في الفتوحات المكّية ج ۱ ص ۱۸۵ الباب ۲۴: «وللولاية المحمّدية المخصوصة بهذا الشرع المنزل على محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهختم خاصّ هو في الرتبة دون عيسى عليه‏السلام لكونه رسولاً، وقد ولد في زماننا، ورأيته أيضا واجتمعت به، ورأيت العلامة الختميّة التي فيه، فلا وليّ بعده إلاّ وهو راجع إليه، كما أنّه لا نبيّ بعد محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إلاّ وهو راجع إليه، كعيسى إذا نزل».

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15409
صفحه از 485
پرینت  ارسال به