المحور السادس
المنقذ المنتظر في الأديان الإبراهيميّة۱
من أهمّ نقاط الاشتراك بين الأديان الإبراهيميّة۲ هو الاعتقاد بظهور منقذ أو مصلح عالميّ. وسنحاول هنا دراسة وتحليل هذا الموضوع في العهدين: القديم والجديد.
التعريف بالعهدين
العهدان أو الكتاب المقدّس: مجموعة كتابات قصيرة وطويلة في قسمين: العهد القديم (التوراة وملحقاتها)، والجديد (الإنجيل وملحقاته). والمسيحيّون يعتقدون بقداسة القسمين، إلاّ أنّ اليهود يعتبرون العهد القديم فقط كتاباً إلهيّاً، ويطلقون عليه اسم «تنخ».
العهدان مصطلح مسيحي يبتني على افتراض أنّ اللّه تعالى عقد مع الإنسان عهدين: أحدهما «العهد القديم»، وفيه أخذ اللّه تعالى عهداً من الإنسان أن يخضع للشريعة الإلهيّة ويبقى ثابتاً على الإيمان بها، وعلامة هذا العهد هو الختان. عُقد هذا العهد في البداية مع
1.. بقلم الباحث الجليل الدكتور علي الشيخ الذي كان من المسيحيّين الكاثوليك في العراق، ثمّ اعتنق الدين الإسلاميّ ومذهب أهل البيت عليهمالسلام، نال الدكتوراه في الفلسفة من جامعة المصطفى العالميّة في قم، وهو مشغول بالتدريس والتأليف في حقل الأديان والفلسفة، وفي بعض الحوزات العلميّة والجامعات.
2.. المراد من الأديان الإبراهيميّة أديان بدأت منذ زمن النبيّ إبراهيم عليهالسلام وجاءت الشرائع والنبوّات استمراراً لها حتّى انتهت بالدين الإسلاميّ، ولكن لم يبق من مجموع الشرائع الإبراهيميّة سوى اليهوديّة والمسيحيّة والصابئيّة والإسلام. وسنبحث هنا العقائد اليهوديّة والمسيحيّة فقط.