والمسلّم بها؛ كحديث الخلفاء الاثني عشر۱، وحديث الثقلين۲ الذي يفقد رسالته الرئيسة ـ وهي استمرار إمامة اثني عشر خليفة لرسول اللّه صلىاللهعليهوآله إلى يوم القيامهـ بدون الاعتقاد بولاية وحياة الإمام المهديّ عليهالسلام، كما توجد وثائق كثيرة شهد فيها على ولادة هذا المولود الإمامُ الحسن العسكريّ عليهالسلام وأشخاص آخرون وُفّقوا لرؤته.۳
وفي المقابل انتهج منكرو ولادة المهديّ المنتظر عليهالسلام أُسلوب الإنكار والاستبعاد قبل السعي وراء الاستدلال على مدّعاهم، وحاول بعضهم أن يُظهر أدلّة استبعاده في إطار الخلافات والروايات المتباينة في الجزئيّات، مثل: اسم الوالدة وزمان الولادة وكيفيّتها. والحقيقة أنّ جزئيات كثيرٍ من الحوادث الأُخرى تتغلغل إليها اختلافات في الآراء والنقول المتباينة، فهذا الموضوع عاجز لأن يكون دليلاً على إنكار أصل الحوادث، ليس هذا فحسب، بل قد يغدو علامة على ثقة أكبر في أساس الحادثة.
هذا من ناحية، ومن ناحية أُخرى أكّد بعض علماء أهل السنّة أيضاً ولادة الإمام المهديّ عليهالسلام، بل صرّح قسم منهم بولادة ابنٍ للإمام الحسن العسكريّ عليهالسلام اسمه محمّد ويُلقّب بالمهديّ، وأظهر استقصاءٌ أجراه بعض الباحثين جملة أسماء لأُولئك العلماء، منهم:
الشبلنجي في نور الأبصار۴، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب۵، والشبرواي الشافعي
1.. وهو حديث أخبر رسول اللّه صلىاللهعليهوآله بواسطته عن اثني عشر خليفة له، ونُقل مراراً في أهمّ المصادر الحديثيّة لأهل السنّة، راجع: بهذا الشأن صحيح البخاريّ: ج ۶ ص ۲۶۴۰ وصحيح مسلم: ج ۳ ص ۱۴۵۲ ح ۵ ـ ۱۰ وسنن أبي داود: ج ۴ ص ۱۰۶ ح ۴۲۷۹ و ۴۲۸۰ وهذه الموسوعة: ص ۲۸۷ الفصل الثالث: أحاديث عدد الأئمّة.
2.. عرّف الرسول صلىاللهعليهوآله كتاب اللّه وعترته كوثيقتين خالدتين لهداية الأُمّة الإسلاميّة استناداً إلى أهمّ المصادر الروائيّة لأهل السنّة راجع على سبيل المثال: سنن الترمذيّ: ج ۵ ص ۶۶۲ «مناقب أهل بيت النبيّ عليهمالسلام» وصحيح مسلم: ج ۴ ص ۱۸۷۴ ح ۳۷ ومسند ابن حنبل: ج ۴ ص ۳۶ ح ۱۱۱۳۱ وهذه الموسوعة: ص ۲۴۳ القسم الأوّل / الفصل الثاني / حديث الثقلين برواية أهل السنّة.
3.. راجع: منتخب الأثر: ص ۳۹۷ و ۴۳۸ وهذه الموسوعة : ج ۳ ص ۲۲۱ القسم السادس / الفصل الأوّل : مَن زارَ الإمام قبل الغيبةِ.
4.. راجع: نور الأبصار: ص ۳۴۲.
5.. راجع: البيان في أخبار صاحب الزمان : ص ۵۲۱ .