وإضافة إلى من ذكرنا من محدّثين، هناك كثير من علماء أهل السنّة شهدوا بتواتر أو صحّة الأحاديث المبشّرة بالإمام المهديّ.۱
كما أنّ اتّفاق جميع المذاهب الإسلاميّة على هذه العقيدة جليّ للغاية، حتّى إنّ المخالفين أو المنكرين للإمام المهديّ لايسعهم إنكار هذا الإجماع، ومن أهمّ المخالفين أو المشكّكين في هذه العقيدة: ابن خلدون، حيث قال في هذا المجال:
لا امتناع في بقائه بدليل بقاء عيسى وإلياس والخضر من أولياء اللّه تعالى.
إعلم أنّ في المشهور بين الكافّة من أهل الإسلام على ممرّ الأعصار أنّه لابدّ في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيِّد الدين ويُظهر العدل، ويتّبعه المسلمون ويستولي على الممالك الاسلاميّة، ويسمّى بالمهديّ.۲
والكاتب المصريّ أحمد أمين يُعدّ من الأشخاص القليلين المخالفين للعقيدة المهدويّة، ولكنّه يعترف بأنّ الاعتقاد بالمهديّ أمر وافع في جميع الفرق الإسلاميّة، ويعتبر من عقائد الدين الإسلاميّ، فلم يكن له مفرّ من الاعتراف بهذه الحقيقة في كتابه الذي ألّفه لمخالفة أصل العقيدة المذكورة:
أمّا أهل السنّة فهم أيضاً آمنوا بالمهديّ.۳
ويتّضح بجلاء ممّا سبق أنّ الإيمان بالعقيدة المهدويّة وانتظار ظهور القائم عليهالسلام ليس اعتقاداً من إنشاء شيعة أهل البيت عليهمالسلام، وربّما هو أقلّ موضوع من بين الاعتقادات ينال هذا الاهتمام والاتّفاق لعلماء جميع الفرق الإسلاميّة، وعلى هذا الأساس يمكن القول بجرأة: إنّ هذا الموضوع أمر قطعيّ و يعدّ ضرورة من الضرورات الإسلاميّة.