9
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

أعقبَت كلمتي كلمة ثمينة لسماحة القائد سيأتي تفصيلها لاحقا، ولكنّني سأكتفي هنا بالإشارة إلى أبرز ما جاء فيها؛ فبعد تهنئته بذكرى ولادة بقية اللّه‏ عليه‏السلام الزاخرة بالنعم والبركات، اعتبر موسوعة الإمام المهدي (عجل اللّه‏ فرجه) هدية نفيسة ليست له فحسب، بل للمجتمع الإسلامي أيضا، ونصّ كلمته في هذا المجال كما يلي:

أتوجّه بالشكر إلى فضيلة الشيخ الري شهري وزملائه الأعزّاء المحترمين على هذه الهدية الثمينة التي قدّموها إلى المجتمعَين الإسلامي والعلمي بمناسبة هذا العيد الأغرّ، وأعني بها هذه الموسوعة المهدوية بالميزات الهامّة التي ذكروها. لقد أتوا بالكتاب يوم أمس أو اليوم الذي قبله ـ على ما أظنّ ـ واُتيحت لي فرصة موجزة لتصفّحه، وأعتقد أنّه كتاب متميّز ومثير للاهتمام، وسأُخصص ـ إن شاء اللّه‏ ـ وقتا لقراءته من بدايته إلى نهايته، فهو نتاج ضخم وفي غاية الأهميّة. والأمر الأساسي هو أن يتوجّه الذهن إلى الحاجة والفراغ، ويسعى لمل‏ء ذلك الفراغ وتلبية تلك الحاجة.

وأشار سماحته إلى تحقّق الوعد الإلهي في ظهور الإمام المهدي عليه‏السلام استنادا إلى ما قرئ من آيات في المجلس، ثمّ شبّه الصراط المستقيم في عصر الظهور بطريق واسع لا يأخذ بيد أشخاص معدودين إلى غاية الخلقة فحسب، بل بيد البشرية والمجاميع الإنسانية أيضا، ثم لفت الأنظار إلى بثّ الأمل لانتظار الفرج، واعتبر تحقّق تأسيس الجمهورية الإسلامية شاهدا على تحقّق سائر الوعود الإلهية، ومنها فرج إمام العصر عليه‏السلام. بعدها أومأ إلى جهود مؤسّسة دار الحديث فقال:

ينبغي حقّا أن أشكركم ـ أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء ـ على مجموع ما أنجزتموه من أعمال في هذه الأعوام بإدارة فضيلة الشيخ الري شهري، أعمال أُنجزت في غاية الجودة، وأعمال اكتسبت طابع الجِدَة، فالمهمّ هو أن تنشط العقول لمعرفة مواقع الفراغ، وهذا فنّ عظيم بحدّ ذاته، فالعثور على الحاجة فنّ مهمّ، حيث يتحرّى الإنسان ويجد مواقع الفراغ. ومجموعتكم هذه اجتازت ـ لحسن الحظّ ـ


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
8

الجامعة ومعاهد الدراسات، نقدّم لحضرتكم موسوعة الإمام المهديّ عليه‏السلام، ثمّ ننهل من عذب توجيهاتكم وإرشاداتكم».

فاستجاب لهذا الطلب أيضا بنبله وكرمه. وأُقيم بهمّة العاملين في اليوم المحدّد معرض لإصدارات دار الحديث، وفي مقدّمتها موسوعة الإمام المهدي عليه‏السلام، وتهيّأ لاستقبال سماحة القائد.

في صباح الأربعاء ۱۳ / شعبان / ۱۴۳۵ ه (۲۱ / ۳ / ۱۳۹۳ ش) توجّه زملاؤنا من مدينتي قم والريّ يحدوهم شوق وافر إلى حسينية الإمام الخميني رحمه‏الله، وكنتُ مع مسؤولي دار الحديث في باحة مكتب سماحة القائد نتطلّع إلى قدومه لمرافقته وتقديم الإيضاحات اللازمة عن المعرض.

وصل قائد الثورة الإسلامية في الساعة العاشرة وخمس وعشرين دقيقة، فصحبناه إلى المعرض، واستغرقت مشاهدته له نحو ساعة واحدة، أصغى خلالها إلى إيضاحات الزملاء بدقّة، وأعرب عن ملاحظات قيّمة لتطوير الأعمال. وأسفرت نهاية هذه الزيارة المركّزة عن سروره ورضاه الكامل الذي حظي بانعكاسات ملموسة في محاضرته.

بعدها رافقناه إلى الطابق العلوي من حسينية الإمام الخميني رحمه‏الله حيث احتشد ثلائمئة شخص تقريبا من مدراء دار الحديث وباحثيها وأساتذتها وبقية العاملين فيها.

ثمّ بدأ هذا اللقاء المبارك بتلاوة مباركة للقرآن الكريم تلاها القارئ السيّد سبز علي، إذ قرأ ما تيسّر له من بداية سورة القصص، جاءت بعدها تواشيح لمجموعة الفجر، ثم كلمة كاتب السطور، فهنّأت فيها الحاضرين بذكرى ولادة بقية اللّه‏ (أرواحنا فداه)، وقدّمت لهم الشكر والتقدير، وعرضت بإيجاز عشر خصائص من أبرز ميزات موسوعة الإمام المهدي عليه‏السلام الواردة في مقدّمتها، ثم ختمتها بالتضرّع إلى اللّه‏ جلّ وعلا ليجعل نظام الجمهوريّة الإسلاميّة المقدّس موطّئا لحكومة المهدي عليه‏السلام العالميّة، ويُقدّر فرجه الشريف في أيّام حياتنا، ويوفّق سماحة قائد الثورة بتسليم راية الجمهورية الإسلامية المقدّسة إلى صاحبها الأصلي، ويجعلنا من أعوانه وأنصاره والذّابّين عنه.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15816
صفحه از 485
پرینت  ارسال به