77
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

صحيح»۱. وجاءت بعد هذا الباب أبواب أُخرى ذات صلة تطرّقت إلى موضوعات من قبيل نزول النبيّ عيسى عليه‏السلام وفتنة الدجّال.

أمّا أكثر أحاديث الإمام المهديّ صراحةً من بين الصحاح الستّة فدوّنها أبو داود، حيث نقل في سننه أحاديث متعدّدة في نهاية قسم بعنوان «كتاب المهديّ»، دلّت على الأئمّة الاثني عشر، ومماثلة الإمام المهديّ لرسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في اسمه، وطول حياته، وعلامات ظهوره.۲

كما ذُكر موضوع الإمام المهديّ في المصادر الموثّقة قبل الصحاح الستّة، فهذا عبد الرزّاق بن همّام الصّنعانيّ (ت۲۱۱ ه) عنون باباً في كتابه المصنّف باسم «باب المهديّ»، ونقل فيه أحاديث جميلة وصريحة في قيام الإمام وعدالته في العالم.۳

وأتى بعده نعيم بن حمّاد المروزيّ (ت۲۲۹ه) ليشرح في كتابه الفتن حوادثَ آخر الزمان، وخصّص بالإمام المهديّ عليه‏السلام عشرة أبواب في هذا الكتاب ذات عناوين متنوّعة اشتملت على ۲۴۴ حديثاً.۴

وابن أبي شيبة الكوفيّ (ت۲۳۵ه) أُستاذ البخاريّ نقل أيضاً في كتابه المصنّف وفي باب خصّصه بفتنة الدجّال أحاديث متعدّدة في الإمام المهديّ عليه‏السلام وكونه من ولد رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وله نفس اسمه، وأشار إلى خصائصه وعلامات ظهوره.۵

وأمّا أحمد بن حنبل فنقل في مسنده قبل أُولئك جميعاً أحاديث وفيرة في الموضوع بلغت ۱۳۶ حديثاً، ولكنّها لم تأتِ منضمّة إلى بعضها بسبب التنظيم الخاصّ في الكتاب،

1.. سنن الترمذيّ: ج ۴ ص ۵۰۵.

2.. سنن أبي داود: ج ۲ ص ۳۰۹.

3.. المصنّف لعبد الرزّاق: ج ۱۱ ص ۳۷۱.

4.. الفتن: ص ۲۶۶ ـ ۲۹۰.

5.. المصنّف لابن أبي شيبة: ج ۸ ص ۶۷۸.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
76

المسيح سيكون إمام من المسلمين يتولّى أُمور الأُمّة الإسلاميّة.۱

وقد استنتج بعض شرّاح صحيح البخاريّ بحقّ أنّ القصد من هذا الإمام ليس سوى المهديّ عليه‏السلام، ففي شرح هذا الحديث نقل ابن حجر عن أبي الحسن الخسعي الأبدي أنّه قال:

تواترت الأخبار بأنّ المهديّ من هذه الأُمّة، وأنّ عيسى يصلّي خلفه.

ويواصل ابن حجر حديثه قائلاً:

وفي صلاة عيسى خلف رجل من هذه الأُمّة مع كونه في آخر الزمان وقرب قيام الساعة، دلالة للصحيح من الأقوال: «إنَّ الأرضَ لا تَخلو عَن قائِمٍ للّه‏ِ بِحُجَّةٍ»، واللّه‏ أعلم.۲

الحديث السابق نقله مسلم في صحيحه أيضاً، وأضاف أحاديث أُخرى بشأن نزول النبيّ عيسى عليه‏السلام وسائر الموضوعات المتعلّقة بالإمام المهديّ عليه‏السلام.۳

وعقد ابن ماجة باباً في سننه باسم «باب خروج المهديّ»، ونقل سبعة أحاديث في الموضوع، أشارت إلى قيام الإمام المهديّ عليه‏السلام وأنّه من أهل بيت النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وإلى الممهّدين لظهوره.۴

وفي سنن الترمذي باب «ماجاء في المهديّ» اشتمل على أحاديث صريحة وصحيحة۵، وصرّح الترمذيّ بشأن ثلاثة أحاديث من هذه المجموعة بقوله: «هذا حديث حسن

1.. «كيفَ أنتُم إذا نَزَلَ ابنُ مَريَمَ فيكم، وإمامُكم مِنكم» راجع: ج ۶ ص ۳۱ ح ۱۶۲۹.

2.. فتح الباري: ج ۶ ص ۳۵۸.

3.. راجع: صحيح مسلم: ج ۱ ص ۱۳۵، باب نزول عيسى. و الملاحظة التي تسترعي الانتباه في صحيح مسلم هي أنّ أربعة مصادر من المصنّفات الحديثيّة لأهل السنّة نقلت عن الكتاب المذكور حديث «المَهدِيُّ مِن عِترَتي مِن وُلدِ فاطِمَةَ»، ولكنّ هذا الحديث فُقد من الطبعات الحاليّة لهذا الكتاب! يُراجع في هذا الموضوع: كنز العمّال: ج ۱۴ ص ۲۶۴ ح ۳۸۶۶۲، والصواعق المحرقة: ص ۱۶۳، وإسعاف الراغبين: ص ۱۴۵، ومشارق الأنوار للحمزاوي، ص ۱۱۲، نقلاً عن معجم أحاديث الإمام المهديّ عليه‏السلام: ج ۱ ص ۱۳۹.

4.. سنن ابن ماجة: ج ۲ ص ۱۳۶۶ ح ۴۰۸۲ ـ ۴۰۸۸ وراجع هذه الموسوعة: ص۴۱۳ ح ۲۵۲ وج ۲ ص۱۴۲ ح ۵۰۰ وج ۴ ص ۱۲۵ ح ۱۰۱۴ وص ۱۵۲ ح ۱۰۲۳ وص ۱۵۴ ح ۱۰۲۸ وج۶ ص۲۶۳ ح۱۸۹۲.

5.. سنن الترمذيّ: ج ۴ ص ۵۰۵ وراجع هذه الموسوعة: ص ۴۱۴ ح ۲۵۳ و ۲۵۵ و ج ۶ ص ۲۶۴ ح ۱۸۹۳.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15855
صفحه از 485
پرینت  ارسال به