المسيح سيكون إمام من المسلمين يتولّى أُمور الأُمّة الإسلاميّة.۱
وقد استنتج بعض شرّاح صحيح البخاريّ بحقّ أنّ القصد من هذا الإمام ليس سوى المهديّ عليهالسلام، ففي شرح هذا الحديث نقل ابن حجر عن أبي الحسن الخسعي الأبدي أنّه قال:
تواترت الأخبار بأنّ المهديّ من هذه الأُمّة، وأنّ عيسى يصلّي خلفه.
ويواصل ابن حجر حديثه قائلاً:
وفي صلاة عيسى خلف رجل من هذه الأُمّة مع كونه في آخر الزمان وقرب قيام الساعة، دلالة للصحيح من الأقوال: «إنَّ الأرضَ لا تَخلو عَن قائِمٍ للّهِ بِحُجَّةٍ»، واللّه أعلم.۲
الحديث السابق نقله مسلم في صحيحه أيضاً، وأضاف أحاديث أُخرى بشأن نزول النبيّ عيسى عليهالسلام وسائر الموضوعات المتعلّقة بالإمام المهديّ عليهالسلام.۳
وعقد ابن ماجة باباً في سننه باسم «باب خروج المهديّ»، ونقل سبعة أحاديث في الموضوع، أشارت إلى قيام الإمام المهديّ عليهالسلام وأنّه من أهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآله، وإلى الممهّدين لظهوره.۴
وفي سنن الترمذي باب «ماجاء في المهديّ» اشتمل على أحاديث صريحة وصحيحة۵، وصرّح الترمذيّ بشأن ثلاثة أحاديث من هذه المجموعة بقوله: «هذا حديث حسن
1.. «كيفَ أنتُم إذا نَزَلَ ابنُ مَريَمَ فيكم، وإمامُكم مِنكم» راجع: ج ۶ ص ۳۱ ح ۱۶۲۹.
2.. فتح الباري: ج ۶ ص ۳۵۸.
3.. راجع: صحيح مسلم: ج ۱ ص ۱۳۵، باب نزول عيسى. و الملاحظة التي تسترعي الانتباه في صحيح مسلم هي أنّ أربعة مصادر من المصنّفات الحديثيّة لأهل السنّة نقلت عن الكتاب المذكور حديث «المَهدِيُّ مِن عِترَتي مِن وُلدِ فاطِمَةَ»، ولكنّ هذا الحديث فُقد من الطبعات الحاليّة لهذا الكتاب! يُراجع في هذا الموضوع: كنز العمّال: ج ۱۴ ص ۲۶۴ ح ۳۸۶۶۲، والصواعق المحرقة: ص ۱۶۳، وإسعاف الراغبين: ص ۱۴۵، ومشارق الأنوار للحمزاوي، ص ۱۱۲، نقلاً عن معجم أحاديث الإمام المهديّ عليهالسلام: ج ۱ ص ۱۳۹.
4.. سنن ابن ماجة: ج ۲ ص ۱۳۶۶ ح ۴۰۸۲ ـ ۴۰۸۸ وراجع هذه الموسوعة: ص۴۱۳ ح ۲۵۲ وج ۲ ص۱۴۲ ح ۵۰۰ وج ۴ ص ۱۲۵ ح ۱۰۱۴ وص ۱۵۲ ح ۱۰۲۳ وص ۱۵۴ ح ۱۰۲۸ وج۶ ص۲۶۳ ح۱۸۹۲.
5.. سنن الترمذيّ: ج ۴ ص ۵۰۵ وراجع هذه الموسوعة: ص ۴۱۴ ح ۲۵۳ و ۲۵۵ و ج ۶ ص ۲۶۴ ح ۱۸۹۳.