75
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

المحور الخامس

الإمام المهديّ عليه‏السلام من منظار أهل السنّة۱

الاعتقاد بالإمام المهديّ من القضايا التي يتّفق عليها جميع المذاهب الإسلاميّة، ولا تختصّ بشيعة أهل البيت عليهم‏السلام، فالأعداد الغفيرة من الأحاديث المتعلّقة بالإمام المهديّ عليه‏السلام في المصادر المعتبرة لأهل السنّة ونقل علماء السنّة الكبار لهذا الموضوع وتأييدهم له، تمنحنا ثقة عالية بأنّ الاعتقاد بظهور الإمام المنتظر عليه‏السلام لا ينحصر بالشيعة بأيّ نحو كان، وأنّ الفرق الإسلاميّة كافّة تؤن به كعقيدة ضروريّة قطعيّة، وهذا لايتجلّى في عشرات الكتب والرسائل المستقلّة التي كتبها علماء أهل السنّة عن الإمام المهديّ عليه‏السلام ۲ فحسب، بل أكّدته بصراحة الصحاح الستّة التي تُعتبر أهمّ مصادرهم الحديثيّة وأكثرها اعتباراً.

الأحاديث المهدويّة في المصادر الروائيّة لأهل السنّة

على الرغم من أنّ البخاريّ لم يسجّل في صحيحه الأحاديث التي ذُكر فيها الإمام المهديّ عليه‏السلام بصراحة، ولكنّه نقل ملاحظات أُخرى على صلة بهذا الموضوع بنحوٍ ما، فمثلاً خصّص باباً بنزول النبيّ عيسى عليه‏السلام وروى فيه حديثاً يقول بأنّه في آخر الزمان عندما ينزل

1.. بقلم الباحث الجليل فضيلة السيّد حميد الحسينيّ.

2.. نقل الكاتب علي محمّد الدخيل أسماء ثلاثين كتاباً مستقلاًّ ألّفها علماء السنّة عن الإمام المهديّ عليه‏السلام راجع: الإمام المهديّ عليه‏السلام: ص۱۴۰.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
74

كما يمكن استثمار العلوم التجريبيّة للإنسان من أجل توضيح بعدها العالمي، ولكن من حيث إنّ لهذه الحقيقة بُعداً شخصيّاً أيضاً تواكبه خصائص تقتصر على شخص واحد في تاريخ البشريّة، يتعيّن أن يكون مركز الثقل المعرفيّ في القضيّة المهدويّة هي تعاليم الوحي والأحاديث المنقولة.

ومن هنا ينبغي أن تغدو تعاليم الوحي نقطة انطلاق للبحوث والدراسات، ثمّ يؤذ في مواصلتها بالأُصول والقواعد العقليّة والعلوم التجريبيّة أيضاً. والاتّكاء على القواعد العقليّة الصرفة لامسوّغ له، ولاسيّما في بعض المواضع التي تكون حدودها الوسطية معتركاً للآراء، ومحاطة بهالة داكنة من الغموض، وكذلك الاستناد إلى التعاليم العرفانيّة والصوفيّة المؤّسة على الكشف والشهود، لايمكن أن تكون بمفردها باعثة على العلم ووسيلة للتعليم والاستدلال.

وبناء عليه، يبدو نشوء المنهج النقلي أمراً طبيعيّاً في القرن الرابع، كما أنّ ظهور المنهج العقليّ النقليّ أيضاً في القرن الخامس له ما يبرّره منطقياً.

وأكثر المناهج تبريراً من يتّخذ النقل وتعاليم الوحي محوراً، ويستفيد من العقل والعلوم التجريبيّة في الموضع المناسب، وهو السبيل الذي سلكه باحثو هذه الموسوعة.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15417
صفحه از 485
پرینت  ارسال به