«قطب الأقطاب»، وهذان الوصفان هما من الأوصاف العامّة والمشهورة للوليّ الخاتم لدى الصوفيّة.۱
۵. نور الدين عبد الرحمن الجامي (۸۱۷ ـ ۸۹۷ ه)
يعتقد الجاميّ أنّ الولاية باطن النبوّة ومظهرها صاحب الزمان، ولا غبار على أنّ «صاحب الزمان» هو اللقب الذي يطلقه الشيعة على الإمام المهديّ المنتظر عليهالسلام، ويقصدون به منصب ولايته في زمانه. بل يُذعن الجامي بصراحة أكثر بأنّ:
صاحب الزمان وليّ ستظهر الولاية بظهوره وتنجلي الحقائق ويُغطّى الوجه، فقد كانوا يدرسون في المدارس إلى الآن بحث علم الظاهر والحقائق مختفية؛ من حيث إنّه كان وقت النبوّة التي كشفت عن الوجه، والآن وقت ظهور الولاية، وحينما ستظهر تتجلّى الحقائق ويُغطّى الوجه، فالآن يبحثون في المدارس عن الحقائق، ويبيّنون حقيقة الإسلام والإيمان والصلاة والصوم والحجّ، ويحاولون العثور على حقيقة الجنّة والنار والصراط والثواب والعقاب.
وقال شعرا في هذا الموضوع ما معناه:
لو غدا سرّ القدر طعمةً للأبدال / ستداس هذه الجملة من قيل وقال
فمفتي الشرع امتلأ قلبه غيظاً / وسيّد العقل اعتُقل لسانه۲
إشارة العرفاء إلى الروايات المهدويّة
اهتمّ العرفاء والصوفيّة بالتعاليم الدينيّة والنبويّة (أي الروايات) في بحث موضوع الإمام المهديّ عليهالسلام، إضافة إلى طريق ختام الولاية، وسنورد فيما يلي نماذج من هذه الاستشهادات:
منح ابن عربي الباب ۳۶۳ من الفتوحات المكّية العنوان الآتي: «في معرفة منزل وزراء