71
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

المهديّ الظاهر في آخر الزمان الذي بشّر به رسولُ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وهو من أهل البيت عليهم‏السلام».

ونقل في هذا الفصل مضمون كثير من الأحاديث النبويّة، نظير مماثلة المهديّ عليه‏السلام مع رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في الاسم، وملئه العالم بالقسط والعدل.۱

وصوفيّ الموصل الكبير عمر بن شجاع الموصليّ (ت بعد ۶۶۰ه) مُراد ومُرشد الأتابك بدر الدين لؤؤالزنكيّ، خصّص في كتابه النعيم المقيم فصلاً باسم: «الإمام محمّد المنتظر ابن الإمام الحسن العسكريّ»، وأدرج فيه روايات عن سيرته وولادته، ونقل أقوالاً عنه، وصرّح بأنّه معمّر ومازال على قيد الحياة، واعتبره أمام اُمّة رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ومهديّها وهاديها.۲

وعبد الرحمن الجاميّ عارف آخر عني كثيراً بالروايات في مؤّفاته، وعقد في كتاب شواهد النبوّة باباً باسم: «ذكر محمّد بن حسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا، لقّبه الإماميّة بالحجّة والقائم والمهديّ المنتظر وصاحب الزمان، وهو عندهم خاتم الاثني عشر إماماً».۳

وذكر عبد الوهّاب الشعرانيّ (ت۹۷۳ه) ـ من متصوّفة أهل السنّة ـ في كتابه اليواقيت والجواهر، وفي بحث علامات وحوادث ما قبل وقوع القيامة، ذكر ظهور الإمام المهديّ عليه‏السلام وخروجه، ونزول النبيّ عيسى عليه‏السلام، واسم والد الإمام، ووقت ولادته وسنّه، حتّى ليبدو وكأنّه كان شيعيّ المذهب، ثمّ نقل قسماً من الفتوحات (الباب ۳۶۳) أغلبه نصوص الروايات الموجودة في المصادر الشيعيّة والسنّية.

ثمّ أجاب عن الأسئلة التاليّة: كيفيّة ظهور المهديّ، وهل أحكامه على أساس النصوص أم الاجتهاد ؟ استناداً إلى كلمات ابن عربي، واعتبر المهديّ حاكماً عادلاً عاملاً بالشريعة المحمّديّة التي يمكنه تشخصيها بنحو مصان من الزلل والخطأ والهوى، ونقل عن ابن عربي أنّ المهديّ كجميع أهل اللّه‏ له ارتباط مباشر بالحقّ وبالرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؛ ولذا عدّه غنيّاً عن التقليد،

1.. راجع: الفتوحات المكّيّة: ج ۶ ص ۵۱ من الطبعة القديمة، وج ۳ ص ۳۲۷ من طبعة دار صادر.

2.. النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم: ص ۴۱۱ و ۴۴۳ ـ ۴۶۱.

3.. شواهد النبوّة: ص ۴۰۴.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
70

«قطب الأقطاب»، وهذان الوصفان هما من الأوصاف العامّة والمشهورة للوليّ الخاتم لدى الصوفيّة.۱

۵. نور الدين عبد الرحمن الجامي (۸۱۷ ـ ۸۹۷ ه)

يعتقد الجاميّ أنّ الولاية باطن النبوّة ومظهرها صاحب الزمان، ولا غبار على أنّ «صاحب الزمان» هو اللقب الذي يطلقه الشيعة على الإمام المهديّ المنتظر عليه‏السلام، ويقصدون به منصب ولايته في زمانه. بل يُذعن الجامي بصراحة أكثر بأنّ:

صاحب الزمان وليّ ستظهر الولاية بظهوره وتنجلي الحقائق ويُغطّى الوجه، فقد كانوا يدرسون في المدارس إلى الآن بحث علم الظاهر والحقائق مختفية؛ من حيث إنّه كان وقت النبوّة التي كشفت عن الوجه، والآن وقت ظهور الولاية، وحينما ستظهر تتجلّى الحقائق ويُغطّى الوجه، فالآن يبحثون في المدارس عن الحقائق، ويبيّنون حقيقة الإسلام والإيمان والصلاة والصوم والحجّ، ويحاولون العثور على حقيقة الجنّة والنار والصراط والثواب والعقاب.

وقال شعرا في هذا الموضوع ما معناه:

لو غدا سرّ القدر طعمةً للأبدال / ستداس هذه الجملة من قيل وقال

فمفتي الشرع امتلأ قلبه غيظاً / وسيّد العقل اعتُقل لسانه۲

إشارة العرفاء إلى الروايات المهدويّة

اهتمّ العرفاء والصوفيّة بالتعاليم الدينيّة والنبويّة (أي الروايات) في بحث موضوع الإمام المهديّ عليه‏السلام، إضافة إلى طريق ختام الولاية، وسنورد فيما يلي نماذج من هذه الاستشهادات:

منح ابن عربي الباب ۳۶۳ من الفتوحات المكّية العنوان الآتي: «في معرفة منزل وزراء

1.. راجع: العروة لأهل الخلوة والجلوة: ص ۳۳ ـ ۳۴.

2.. مقصد اقصى بالفارسيّة: ص ۲۴۴ ـ ۲۴۵.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15463
صفحه از 485
پرینت  ارسال به