اختباراً مستمرّاً إلى يوم القيامة، وسينجو في هذا الاختبار الذي يتمّ على يد أولياء اللّه كلّ من له أخلاق حسنة وتواضع وتسليم لهم، على العكس ممّن لايطيق وجود أولياء اللّه لضعفٍ في نفسه، فسيتهشّم كالزجاجة. وإمام الحقّ والقائم هو وليّ اللّه.
وقال في أبيات يصوّر فيها عقيدته ما معناه:
في كلّ الأزمان وليّ قائم / إلى القيامة امتحان دائم
يفلح فيه من له خلق حسن / ومن له قلب ضعيف كالزجاج ينكسر
فالإمام حيّ قائم وهو الوليّ / وسواء هو من ولد عمر أو ولد عليّ
هو مهديّ وهادي يا من تروم الصراط / غائب وجالس أمامك في الوقت ذاته
ولأنّه نور وحكمة جبرئيل / قنديله أقلّ نوراً منه
ومن ذلك، القنديل الخافت مشكاتنا / فالنور يتدرّج في المراتب۱
قسّم بعض شرّاح المثنويّ في شرحهم لهذه الأبيات الولاية إلى تكوينيّة وتشريعيّة، والتكوينيّة إلى وجوديّة وتعيينيّة، استناداً إلى آيات القرآن الكريم، ومنها الآية السادسة من سورة الأحزاب، والآية ۱۲۴ من سورة الأنعام. ثمّ قالوا:
إذا قصد المولويّ من هذه الأبيات الولاية التكوينيّة الوجوديّة وهي اكتسابيّة، فالأبيات صحيحة لاخطأ فيها وتنسجم مع عقائد الشيعة الإماميّة، ولكن لو قصد الولاية التكوينيّة التعيينيّة وهي غير اكتسابية، فالأبيات لا تسلم من مواجهة مشكلة.
وكذلك قوله: «هو مهديّ وهادي يا من تروم الصراط...»، لو عنى بالمهديّ والهادي ذلك الإنسان الإلهيّ المتّصف بالهداية ؛ أي هو هُدي السبيل ويهدي الآخرين إليه، فهو منسجم أيضاً مع الولاية التكوينيّة الوجوديّة، كما قلنا بأنّ للّه دائماً أولياء هم حجّة على الناس سواء كانوا مخفيّين أو ظاهرين؛ ولكن لو قصد منه شخص المهديّ الذي ورد ذكره في أخبار جميع الفرق الإسلاميّة ومصادرها،