69
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

فالمطلب ليس صحيحاً؛ لأن المهديّ القائم وفقاً للمصادر الإسلاميّة شخص معيّن سيظهر في يوم ما ويتصرّف كرسول اللّه‏ مع المجتمعات.

وعلى أيّ حال فقوله: «في كلّ الأزمان وليّ قائم إلى القيامة امتحان دائم»، يمكن أن يعني الولاية التكوينيّة الوجوديّة، ويمكن أن يعني أيضا الولاية التعيّينية، ولكنّ البيت: «فالإمام حيّ قائم وهو الوليّ وسواء هو من ولد عمر أو ولد عليّ»، فلا ينسجم إلاّ مع الولاية التكوينيّة الوجوديّة، وأمّا البيت: «هو مهديّ وهادي يا من تروم الصراط غائب وجالس أمامك في الوقت ذاته»، فينسجم مع الولاية التكوينيّة الوجوديّة ومع الولاية التعيينيّة.۱

وعلى الرغم من أنّ الأبيات المذكورة تدلّ على المهدويّة النوعيّة۲، ولكنّ الأبيات التي نُقلت عنه في ديوان شمس التبريزي تبيّن بجلاء شخصيّةَ آخِرِ وليٍّ باسم المهديّ:

يا موسى التقيّ ويا أيّها النقيّ اقرآ عهداً في محبّته / وردّدا مع العسكريّ سرّاً: اللّه‏ ربّنا ومولانا عليّ

المهديّ آخر الفرسان يفكّ كمين الأعداء / عندما يأتي ذلك الملك، اللّه‏ ربّنا ومولانا عليّ

أقرّ وأظهر أيّها المولويّ الروميّ هذا الحديث / فكلّ لحظة سرّ لدنّي، واللّه‏ ربّنا ومولانا عليّ۳

۴. علاء الدولة السمنانيّ (القرن ۷ و ۸ ه)

وردت أقوال لعلاء الدولة في بعض مصنّفاته عن إمام العصر والمهديّ المنتظر لا تتواءم مع آرائه في مؤّفاته الأُخرى، ولكن يمكن الاستنتاج بنظرة كلّيّة وبقرينة ما شرحه في معنى الإحسان أنّ السمنانيّ يؤن كذلك بخاتميّة ولاية الإمام المهديّ عليه‏السلام، ويعتقد أنّه «إمام» و

1.. تفسير، نقد وتحليل مثنوي بالفارسيّة: ج۳ ص۴۱۶ ـ ۴۱۷.

2.. حاول بعض الشرّاح توضيح هذا المطلب بحيث ينطبق على شخص الإمام المهديّ عليه‏السلام راجع المصدر السابق: ص۴۰۶ ـ ۴۱۷.

3.. ديوان شمس تبريزي بالفارسيّة، النسخة الخطّية في مدرسة سبهسالار بطهران، رقم ۲۳۷ و ۷۱۱۴.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
68

اختباراً مستمرّاً إلى يوم القيامة، وسينجو في هذا الاختبار الذي يتمّ على يد أولياء اللّه‏ كلّ من له أخلاق حسنة وتواضع وتسليم لهم، على العكس ممّن لايطيق وجود أولياء اللّه‏ لضعفٍ في نفسه، فسيتهشّم كالزجاجة. وإمام الحقّ والقائم هو وليّ اللّه‏.

وقال في أبيات يصوّر فيها عقيدته ما معناه:

في كلّ الأزمان وليّ قائم / إلى القيامة امتحان دائم

يفلح فيه من له خلق حسن / ومن له قلب ضعيف كالزجاج ينكسر

فالإمام حيّ قائم وهو الوليّ / وسواء هو من ولد عمر أو ولد عليّ

هو مهديّ وهادي يا من تروم الصراط / غائب وجالس أمامك في الوقت ذاته

ولأنّه نور وحكمة جبرئيل / قنديله أقلّ نوراً منه

ومن ذلك، القنديل الخافت مشكاتنا / فالنور يتدرّج في المراتب۱

قسّم بعض شرّاح المثنويّ في شرحهم لهذه الأبيات الولاية إلى تكوينيّة وتشريعيّة، والتكوينيّة إلى وجوديّة وتعيينيّة، استناداً إلى آيات القرآن الكريم، ومنها الآية السادسة من سورة الأحزاب، والآية ۱۲۴ من سورة الأنعام. ثمّ قالوا:

إذا قصد المولويّ من هذه الأبيات الولاية التكوينيّة الوجوديّة وهي اكتسابيّة، فالأبيات صحيحة لاخطأ فيها وتنسجم مع عقائد الشيعة الإماميّة، ولكن لو قصد الولاية التكوينيّة التعيينيّة وهي غير اكتسابية، فالأبيات لا تسلم من مواجهة مشكلة.

وكذلك قوله: «هو مهديّ وهادي يا من تروم الصراط...»، لو عنى بالمهديّ والهادي ذلك الإنسان الإلهيّ المتّصف بالهداية ؛ أي هو هُدي السبيل ويهدي الآخرين إليه، فهو منسجم أيضاً مع الولاية التكوينيّة الوجوديّة، كما قلنا بأنّ للّه‏ دائماً أولياء هم حجّة على الناس سواء كانوا مخفيّين أو ظاهرين؛ ولكن لو قصد منه شخص المهديّ الذي ورد ذكره في أخبار جميع الفرق الإسلاميّة ومصادرها،

1.. مثنوي معنوي بالفارسيّة: ص ۱۹۲.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15305
صفحه از 485
پرینت  ارسال به