67
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

وأمّا ختم الولاية المحمّدية فهي لرجل من العرب، من أكرمها أصلاً ويداً، وهو في زماننا اليوم موجود، عرفت به سنة خمس وتسعين وخمسمئة ورأيت العلامة التي له قد أخفاها الحقّ فيه عن عيون عباده، وكشفها لي بمدينة «فاس» حتى رأيت خاتم الولاية منه۱.۲

۲. العطّار النيشابوري (ت۶۱۸ ه)

يرى العطّار النيشابوري أنّه مثلما خُتمت نبوّة الأنبياء بنبوّة أحمد المصطفى صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، ستُختم الولاية بعد عليّ المرتضى عليه‏السلام بالإمام المهديّ عليه‏السلام الهادي والمرشد إلى الدين الإلهي فقال ما معناه:

من بين جميع أنبياء كلّ زمان / إعلم أن النبوّة خُتمت بأحمد

بعدها خُتمت الولاية بعلي / نور الرحمة من كلامه جلي

وستُختم بعد حيدر بالمهديّ / ذلك، الهادي في دين الهداية

كما قال في أبيات أُخرى ما معناه:

مئات الآف من الأولياء على الأرض / يطلبون المهديّ من اللّه‏ بيقين

يا الهي أظهر مهديّي من الغيب / لكي يسطع العدل على العالم

مهدي وهادي وتاج الأنبياء / أفضل الخلق وحصن الأولياء

۳. المولويّ (۶۰۴ ـ ۶۷۲ ه)

اعتقد مولانا جلال الدين البلخي أيضاً بأنّ الولاية شأن من الشؤن الذاتيّة للحقّ، ومبدأ ظهور وتعيّن حقائق الخليقة، وكذلك ولاية من إذا حضر في هذا العالم المادّي بين الأُمّة بعث على انسجامها ووحدتها.

واعتقد أيضاً بأنّه يوجد وليّ في كلّ مرحلة من تاريخ الإنسانيّة، يُختبر بوجوده الناس

1.. الفتوحات المكّية: ج ۲ ص ۴۹ دار صادر ـ بيروت، دائرة المعارف بزرگ اسلامي (بالفارسيّة): ج ۴ ص ۲۸۲.

2.. لمزيد من الاطّلاع على آراء ابن عربي عن الإمام المهديّ تراجع: دائرة المعارف بزرگ اسلامي بالفارسيّة: ج ۴ ص ۲۸۲ ـ ۲۸۳.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
66

النهج، هي:

۱. محيي الدين ابن عربي (۵۶۰ ـ ۶۳۸ ه)

يُعدّ ابن عربي مؤّسا للعرفان النظريّ بين المسلمين، وهو أوّل من تعرّض إلى موضوع الإمام المهديّ عليه‏السلام من هذه الزاوية، وتطرّق إليه في مؤّفاته العديدة.۱

ويبدو من بعض أقوال ابن عربي اعتقاده بأنّ الإمام المهديّ الموعود عليه‏السلام هو خاتم الأولياء، حيث يقول في باب معرفة وزراء المهديّ الظاهر في آخر الزمان:

اعلم ـ أيّدنا اللّه‏ ـ أنّ للّه‏ خليفة يخرج وقد امتلأت الأرض جَوراً وظلما فيملؤها قسطاً وعدلاً، لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ يوم واحد طوّل اللّه‏ ذلك اليوم حتى يلي هذا الخليفة من عترة رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله من ولد فاطمة، يواطئ اسمه اسم رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، جدّه الحسن بن عليّ بن أبي طالب، يبايع بين الركن والمقام.۲

ثمّ واصل ابن عربي كلامه بذكر صفات الإمام المهديّ عليه‏السلام وفضائله، وأعوانه وأتباعه، وكيفيّة بداية ونهاية عمله، ثمّ زيّن البحث بأبياته الآتية:

ألا إنّ ختم الأولياء شهيد

وعين إ مام العالمين فقيد

هو السيّد المهديّ من آل أحمد

هو الصارم الهندي حين يبيد

هو الشمس يجلو كلّ غمّ وظلمة

هو الوابل الوسمي حين يجود۳

وكتب ابن عربي في مكان آخر:

1.. ومنها: الفتوحات المكّية: الأبواب ۲۴ و ۷۳ و ۳۳۶، وفصوص الحكم، الفصّ الشيثي، وعدّة مصنّفات مستقلّة راجع: ج ۷ القسم الرابع عشر: ببليوغرافيا الكتابات المهدويّة / الكتابات المهدويّة في القرن السابع.

2.. الفتوحات المكّيّة: ج ۳ ص ۳۲۷ مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث، والجملة الأخيرة في قوله لاتتلاءم مع عقائد الشيعة، وتطابق بعض روايات أهل السنّة، وربّما تعرّضت لبعض التصحيف؛ لأنّه ورد «حسين» في بعض النسخ الخطيّة لهذا الكتاب في مكتبات تركيا وإيران وشمال أفريقيا، مثلما ورد بطبعة دار صادر في بيروت، ونقلت في هذه الموسوعة ص ۸۹ ، الهامش ۱۰ . وعلى الرغم من وجود هذه العبارة في النسخ القديمة للفتوحات، إلا أنّها حُذفت من بعض الطبعات المتأخّرة.

3.. الفتوحات المكّية: ج ۱ ص ۱۵۰ ب ۱۴ و ج ۲ ص ۴۹ ب ۷۳ و ج ۴ ص ۱۹۵ ب ۵۷۷.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15523
صفحه از 485
پرینت  ارسال به