65
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

يتكفّلان بإثبات صفة خاصّة لشخص معيّن، وكذلك الفقه فيما يتعلّق بتعيين مرجع التقليد حيث يعرض كاملاً ضرورة أصل المرجع من جهة، وأوضاعه وأوصافه من جهة أُخرى، ولكن من يعيّن مرجعيّة شخص بعينه هو بحث الخبراء أوّلاً، ورجوع عامّة الناس إليه ثانياً. والكتاب الحاليّ استعان بالعقل والنقل ليعرض الاعتقاد بالمهديّ كشخص، وهو الإمام الحجّة بن الحسن المهديّ الموجود و الموعود.۱

وقد انتظمت موضوعات هذا الكتاب في ثلاثة أقسام: القسم الأوّل: معرفة الإمام. القسم الثاني: الانتظار. القسم الثالث: من الظهور إلى المدينة الفاضلة للمهدي عليه‏السلام.

ضمّ كلّ قسم عدّة فصول، وتمّ انتظام الكتاب في تسعة منها.

ومع أن الأُسلوب والمنهج الظاهري للكتاب هو المنهج العقليّ والنقليّ، غير أنّ أُسس الحكمة المتعالية وبعض البحوث العرفانيّة تكشف عن نفسها في الكتاب، ولاسيّما في الفصل الثالث من القسم الأوّل بعنوان: «المهدويّة الشخصيّة»، كما يمكن الإشارة إلى بحوث في هذا المجال، من قبيل: الإنسان الكامل، ووحدة الإنسان الكامل.۲

ثالثاً: المنهج العرفانيّ الصوفيّ

ذكرنا سابقاً أنّ أحد المناهج الأُخرى في بحث موضوع الإمام المهديّ عليه‏السلام هو المنهج العرفانيّ الصوفيّ الذي أخذت ملامحه بالظهور في القرن السابع بين المسلمين، حيث طرح العرفاء والمتصوّفة المسلمون الموضوع المذكور عبر التعاليم الأصليّة للعرفان والتصوّف؛ أي عقيدة الإنسان الكامل وخاتم الأولياء.

طبيعيّ أنّ لهذه المجموعة اختلافات في المهدويّة الشخصيّة والنوعيّة، سنشير إليها في المباحث الآتية، وسنتوقّف في المحطّة القادمة عند آراء خمس شخصيّات سلكت هذا

1.. امام مهدي عليه‏السلام موجود موعود بالفارسيّة: ص ۱۸ ـ ۱۹.

2.. امام مهدي عليه‏السلام موجود موعود بالفارسيّة: ص ۱۰۶ ـ ۱۲۰.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
64

منهجه وأُسلوبه، فقال:

وأما تجسيد هذه الفكرة في الإمام الثاني عشر عليه الصلاة والسلام فهذا ما توجد مبرّرات كافية وواضحة للاقتناع به. ويمكن تلخيص هذه المبررات في دليلين: أحدهما إسلامي، والآخر علمي. فبالدليل الإسلامي نثبت وجود القائد المنتظر، وبالدليل العلمي نبرهن على أنّ المهدي ليس مجرّد أُسطورة وافتراض، بل هو حقيقة ثبت وجودها بالتجربة التاريخية.

أما الدليل الإسلامي: فيتمثّل في مئات الروايات الواردة عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله والأئمة من أهل البيت عليهم‏السلام والتي تدلّ على تعيين المهديّ وكونه من أهل البيت، ومن ولد فاطمة، ومن ذرّية الحسين، وأنّه التاسع من ولد الحسين، وأنّ الخلفاء اثنا عشر. فإنّ هذه الروايات تحدّد تلك الفكرة العامّة وتشخيصها في الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت، وهي روايات بلغت درجة كبيرة من الكثرة والانتشار على الرغم من تحفّظ الأئمّة عليهم‏السلام واحتياطهم في طرح ذلك على المستوى العام؛ وقايةً للخلف الصالح من الاغتيال أو الإجهاز السريع على حياته. وليست الكثرة العددية للروايات هي الأساس الوحيد لقبولها، بل هناك إضافة إلى ذلك مزايا وقرائن تبرهن على صحّتها....

وأما الدليل العلمي: فهو يتكوّن من تجربة عاشتها أُمّة من الناس فترة امتدّت سبعين سنة تقريباً وهي فترة الغيبة الصغرى. ولتوضيح ذلك نمهّد بإعطاء فكرة موجزة عن الغيبة الصغرى....۱

۷. آية اللّه‏ جوادي الآمليّ

تناول آية اللّه‏ عبد اللّه‏ جوادي الآمليّ في المرحلة المعاصرة موضوع الإمام المهديّ عليه‏السلام بهذا المنهج في كتابه «امام مهدي عليه‏السلام موجود موعود (بالفارسيّة)»، فذكر في مقدّمة كتابه ما يلي:

ليس من الميسّر إثبات شخص الإمام المهديّ بالعقل وحده؛ لأنّ الفلسفة وعلم الكلام يُبيّنان الخطوط العامّة للقيادة وصفات القائد وأوضاعه ومخطّطاته، ولا

1.. بحث حول المهديّ عليه‏السلام: ص ۱۰۴ ـ ۱۰۸.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15256
صفحه از 485
پرینت  ارسال به