يتكفّلان بإثبات صفة خاصّة لشخص معيّن، وكذلك الفقه فيما يتعلّق بتعيين مرجع التقليد حيث يعرض كاملاً ضرورة أصل المرجع من جهة، وأوضاعه وأوصافه من جهة أُخرى، ولكن من يعيّن مرجعيّة شخص بعينه هو بحث الخبراء أوّلاً، ورجوع عامّة الناس إليه ثانياً. والكتاب الحاليّ استعان بالعقل والنقل ليعرض الاعتقاد بالمهديّ كشخص، وهو الإمام الحجّة بن الحسن المهديّ الموجود و الموعود.۱
وقد انتظمت موضوعات هذا الكتاب في ثلاثة أقسام: القسم الأوّل: معرفة الإمام. القسم الثاني: الانتظار. القسم الثالث: من الظهور إلى المدينة الفاضلة للمهدي عليهالسلام.
ضمّ كلّ قسم عدّة فصول، وتمّ انتظام الكتاب في تسعة منها.
ومع أن الأُسلوب والمنهج الظاهري للكتاب هو المنهج العقليّ والنقليّ، غير أنّ أُسس الحكمة المتعالية وبعض البحوث العرفانيّة تكشف عن نفسها في الكتاب، ولاسيّما في الفصل الثالث من القسم الأوّل بعنوان: «المهدويّة الشخصيّة»، كما يمكن الإشارة إلى بحوث في هذا المجال، من قبيل: الإنسان الكامل، ووحدة الإنسان الكامل.۲
ثالثاً: المنهج العرفانيّ الصوفيّ
ذكرنا سابقاً أنّ أحد المناهج الأُخرى في بحث موضوع الإمام المهديّ عليهالسلام هو المنهج العرفانيّ الصوفيّ الذي أخذت ملامحه بالظهور في القرن السابع بين المسلمين، حيث طرح العرفاء والمتصوّفة المسلمون الموضوع المذكور عبر التعاليم الأصليّة للعرفان والتصوّف؛ أي عقيدة الإنسان الكامل وخاتم الأولياء.
طبيعيّ أنّ لهذه المجموعة اختلافات في المهدويّة الشخصيّة والنوعيّة، سنشير إليها في المباحث الآتية، وسنتوقّف في المحطّة القادمة عند آراء خمس شخصيّات سلكت هذا