61
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

المختلفة، واُردف ذلك بطرف من الأخبار الدالّة على صحّة ما نذكره؛ ليكون ذلك تأكيداً لما نذكره، وتأنيساً للمتمسّكين بالأخبار، والمتعلّقين بظاهر الأحوال، فإنّ كثيراً من الناس يخفى عليهم الكلام اللطيف الذي يتعلّق بهذا الباب، وربّما لم يتبيّنه، وأجعل للفريقين طريقاً إلى ما نختاره ونلتمسه.۱

۴. الشيخ نصير الدين الطوسيّ (۵۹۷ ـ ۶۷۲ ه)

الشيخ نصير الدين الطوسي من متكلّمي الشيعة في القرن السابع، وقد قضية الإمام المهديّ عليه‏السلام بنحوٍ موجز، فقال:

الإمام لطف فيجب نصبه على اللّه‏ تعالى تحصيلاً للغرض، والمفاسد معلومة الانتفاء، وانحصار اللطف فيه معلوم للعقلاء، ووجوده لطف، وتصرّفه لطفٌ آخر، وعدمه منّا.۲

۵. صدر الدين الشيرازي (۹۷۹ ـ ۱۰۵۰ ه)

استنتج ملاّ صدرا عدّة قواعد عقلية لإثبات الإمامة من أحاديث باب الحجّة في شرح أُصول الكافي، وقد سَرَت استفادته من القواعد العقلية في الإمامة إلى موضوع الإمام المهديّ عليه‏السلام، وانتشرت بعده، بحيث إن الاستدلالات العقليّة تطوّرت استناداً إلى نتائجه.

فنجده يطرح هذا الأمر في موضع برهان العلّة الغائية ويطبّق بعض الأحاديث عليه، حيث قال:

إنّ وجود النبيّ والإمام ليس بمجرّد أنّ الخلق محتاجون إليه في إصلاح دينهم ودنياهم وإن كان ذلك مترتّباً على وجوده ضرورةً، بل إنّما قامت بوجوده الأرض ومَن فيها؛ لكون وجوده الكوني علّة غائيّة للوجود فلا تقوم الأرض ومن فيها لحظة إلاّ بوجود الإنسان الكامل.۳

1.. الغيبة للطوسي: ص ۲.

2.. كشف المراد: ص ۳۶۲.

3.. شرح أُصول الكافي لملاّ صدرا: ج ۲ ص ۵۰۲.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
60

التي دلّ العقل على وجوبها لا توجد إلاّ فيه، ويتعرّى منها كلُّ من تُدّعى له الإمامة سواه، وتنساق الغَيبة بهذا سوقاً حتى لا تبقى شبهة فيها.

وهذه الطريقة أوضحُ ما اعتُمِد عليه في ثبوت إمامة صاحب الزمان، وأبعدُ من الشبهة. فأنّ النقل بذلك وإن كان في الشيعة فاشياً، والتواتر به ظاهراً، ومجيؤه من كلّ طريق معلوماً، فكلّ ذلك يمكن دفعه وإدخال الشبهة فيه، التي يحتاج في حلّها إلى ضروب من التكليف. والطريقة التي أوضحناها بعيدة من الشبهات، قريبة من الأفهام.۱

وترك السيّد المرتضى رسالة أُخرى باسم الزيادة المكمّلة له، وهي بمنزلة تكملة لبحث سبب الغيبة في كتاب المقنع.

۳. الشيخ الطوسيّ (ت۴۶۰ ه)

اتّخذ الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة هذا المنهج ـ من النقل إلى جانب الاستدلال العقلي الكلاميّ ـ أيضاً، فعرّف بأُسلوبه في مقدّمة كتابه الذي رتّبه في سبعة فصول، فقال:

أمّا بعد، فإنّي مجيب إلى ما رسمه الشيخ الجليل ـ أطال اللّه‏ بقاءه ـ من إملاء كلامٍ في غيبة صاحب الزمان، وسبب غيبته، والعلّة التي لأجلها طالت غيبته، وامتداد استتاره، مع شدّة الحاجة إليه وانتشار الحيل، ووقوع الهرج والمرج، وكثرة الفساد في الأرض وظهوره في البر والبحر، ولم لم يظهر، وما المانع منه، وما المحوج اليه؟ والجواب عن كل ما يسأل في ذلك من شُبَه المخالفين، ومطاعن المعاندين.

وأنا مجيب إلى ما سأله، وممتثل ما رسمه، مع ضيق الوقت، وشعث الفكر، وعوائق الزمان، وصوارف الحدثان، وأتكلّم بجمل يزول معها الريب وتنحسم به الشبه، ولا اُطوّل الكلام فيه فيملّ، فإنّ كتبي في الإمامة وكتب شيوخنا مبسوطة في هذا المعنى في غاية الاستقصاء، وأتكلّم على ما يسأل في هذا الباب من الأسئلة

1.. المقنع في الغيبة: ص ۳۴ ـ ۳۵.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15314
صفحه از 485
پرینت  ارسال به