وفيما يلي نقدّم تقريراً عن جهود سبعة من تلك الشخصيّات على مدى ألف عام:
۱. الشيخ المفيد (ت۴۱۳ ه)
الشيخ المفيد من أوائل علماء الكلام الشيعة الذين تعرّضوا لموضوع الإمام المهديّ عليهالسلام بمنهج عقليّ، وكتب مصنّفات ورسائل في هذا المجال، فهو على خلاف العلماء القدماء ـ مثل النعمانيّ والشيخ الصدوق ـ اختار في مجالات دينيّة مختلفة الأُسلوب النقليّ العقليّ الذي غدا متداولاً وشائعاً في بغداد آنذاك.
فخلّف خمسة مصنّفات في موضوع الإمام المهديّ عليهالسلام ۱، أكثرها تفصيلاً كتاب الفصول العشرة في الغيبة الذي ألّفه خلال ۴۱۰ ـ ۴۱۱ه في الأعوام الأخيرة من عمره، وطرح فيه عشر مسائل عن الإمام المهديّ عليهالسلام بأُسلوب المتكلّمين، وأجاب عنها مستفيداً من الأدلّة العقليّة والآيات القرآنيّة والتاريخ والقصص.۲
۲. السيّد المرتضى (ت۴۳۶ ه)
ثاني شخصية واصلت الاستفادة من المنهج النقليّ العقليّ باندفاع أكثر زخماً: السيّد المرتضى، الذي ألّف رسالة المقنع في الغيبة، وذكر في مقدّمتها:
إنّ العقل قد دلّ على وجوب الإمامة، وإنّ كلّ زمان كُلِّف فيه المكلَّفون الّذين يجوز منهم القبيح والحسن والطاعة والمعصية لا يخلو من إمام، وأنّ خلوّه من إمام إخلال بتمكينهم وقادح في حسن تكليفهم.
ثمّ دلّ على أنّ ذلك الإمام لابُدّ من كونه معصوماً من الخطأ والزلل، مأموناً منه فِعلُ كلّ قبيح.
وليس بعد ثبوت هذين الأصلين إلاّ إمامة مَن تُشير الإمامية إلى إمامته، فإنّ الصفة