وبعض مصنّفات وكتابات القرون الماضية المرتبطة ببحثنا لم يبق منها إلاّ اسمها في الفهارس، وليس لنسختها أو أيّ عنوان يدلّ عليها أثر يُذكر، وقسم آخر بقيت مخطوطة فقط ولم تُطبع حتّى الوقت الحاضر، في حين طُبعت ونُشرت مصادر كثيرة أيضاً.
الأمر الرابع: تكشف الإحصائيّات التي بحوزتنا عن تأليف أكثر من ۲۵۰ مصنّفاً في موضوع الإمام المهديّ عليهالسلام من البداية حتّى القرن الثالث عشر، ومنذ ذلك القرن والقرنين التاليين له ـ أي بعد مئتي عام تقريباً ـ غدا الموضوع المذكور ركيزة اهتمام الباحثين، وازدادت إحصائيّة التأليف إلى ثلاثين ضعفاً تقريباً؛ حيث أثّر في التطوّر الثقافيّ بين المسلمين بنحوٍ أساسي ظهور الطباعة والنشر، وبعض العوامل الخارجية الأُخرى مثل اتّساع العلاقات بالعالم الغربي.
ولعلّ في تأليف خمسة عشر فهرساً ومرجعاً في موضوع الإمام المهديّ عليهالسلام دليلاً ساطعاً على كثرة التأليفات في هذا المجال.۱
الأمر الخامس: كتّاب هذه المؤّفات ينتمون إلى مذاهب إسلاميّة مختلفة تشمل الشيعة والسنّة والزيديّة وغيرهم، وتناولوا الموضوع باتّجاهات متنوّعة، منها: كلاميّة، وفلسفيّة، وعرفانيّة، وتاريخيّة، وحديثيّة.
ودراسة تحليليّة لهذه البحوث والمؤّفات تميط اللثام عن وجود تباين في نوع مواجهتها للقضيّة المهدويّة وتعاملها معها، وهذا التباين ـ نظير جميع المجالات الأُخرى في العلوم الإنسانيّة ـ ينشأ حيناً من الاختلاف في الأُسس والمناهج، ويبزغ حيناً آخر من الاختلاف في القابليّات والمعلومات وجهات شخصيّة أُخرى، ومايقبل الدراسة والمقارنة هنا هي المجموعة القائمة على الاختلافات في الأُسس والمناهج.
هذه المقالة تبنّت ـ بدراسة تحليلية لمؤّفات المسلمين خلال مختلف المراحل التاريخية ـ إزاحة الستار عن المناهج والخصائص المتباينة، وعن الاختلافات في الأُسس