المحور الرابع

مناهج البحث في الكتابة عن الإمام المهديّ عليه‏السلام ^۱

نشير فيما يلي إلى عدّة أُمور ضروريّة قبل الخوض في بيان مناهج البحث للكتب التي أُلّفت عن الإمام المهديّ عليه‏السلام حتّى الوقت الحاضر:

الأمر الأول: استقطبت قضيّة الإمام المهديّ عليه‏السلام اهتمام المسلمين منذ القرون الأُولى، وأفرزت مؤّفات‏كثيرة في مختلف مراحل التاريخ الإسلامي؛ نظراً لوفرة ذكرها في أحاديث الرسول ثمّ أئمّة الشيعة، ولأنّ آخر الزمان يُعدّ من المخاوف الأساسيّة الدائمة للإنسان، ولما تمتاز به بعض الأُمور المتعلّقة بالإمام المهديّ عليه‏السلام من خروج عن قوانين الطبيعة.

الأمر الثاني: أُلّفت الكتب في الإمام المهديّ بعناوين صريحة ومباشرة حيناً، مثل: المهديّ، والغيبة، وصاحب الزمان، وبعناوين ضمنيّة ومتّصلة بالموضوع حيناً آخر، نحو: الفتن والملاحم، والرجعة، وأشراط الساعة، والدجّال، وآخر الزمان.

الأمر الثالث: تناول بعض الكتّاب موضوع الإمام المهديّ عليه‏السلام في مصنّفات مستقلّة وخصّصوا جميع عملهم به، ولكنّ كتباً كثيرة خصّصت قسماً منها فقط بالموضوع، ومثل هذه المؤّفات غير المستقلّة وفيرة بين الكتابات القديمة وبخاصّة المصادر الحديثيّة لأهل السنّة.^۲

تاريخيّين ضروريّين للتحذير من ذلك: أحدهما في المدّعين كذباً للنيابة عن إمام العصر والزمان عليه‏السلام، والآخر في مدّعي المهدويّة أو الكذّابين المدّعين أنّهم الإمام المهديّ. ونظراً لأمثال تلك الأخبار يجدر بالمسؤلين عن الشؤن الثقافيّة الإقدام على وضع خطط أساسيّة لمحاربة نفوذ الخرافات في الثقافة المهدويّة.

۱۵. أُسلوب الموسوعة في تكريم النبيّ وأهل بيته صلى‏الله‏عليه‏و‏آله

لأجل تكريم وإجلال الرسول الأكرم صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وأهل بيته عليهم‏السلام فقد ألحقنا التحيّة بأسمائهم الشريفة وإن لم ترد في المصدر^۱، وأمّا إذا كان النصّ عن غير الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وأهل البيت عليهم‏السلام، فيُكتفى بذكر اسم القائل. وقد نوّهنا إلى هذا حرصا منّا على الأمانة في النقل.