463
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

وفي خبر آخر:

رُوِيَ أنَّ بَعضَ أخَواتِ أبي الحَسَنِ عليه‏السلام كانَت لَها جارِيَةٌ رَبَّتها تُسَمّى نَرجِسَ.۱

وذكر مؤّف كتاب عيون المعجزات ما يلي:

قَرَأتُ في كتُبٍ كثيرَةٍ بِرِواياتٍ كَثيرَةٍ صَحيحَةٍ أنَّهُ كانَ لِحَكيمَةَ بِنتِ أبي جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ عليه‏السلام جارِيَةٌ وُلِدَت في بَيتِها ورَبَّتها، وكانَت تُسَمّى نَرجِسَ.۲

كما نقل العلاّمة المجلسيّ عن بعض مؤّفات الأصحاب:

قالَ أبو مُحَمَّدٍ عليه‏السلام: دَخَلتُ عَلى عَمّاتي فَرَأيتُ جاريَةً مِن جَواريهِنَّ قَد زُيِّنَت تُسمّى نَرجِسَ.۳

ونقول بشأن هذه المجموعة من الأخبار:

۱ ـ تمتاز هذه المجموعة من الأخبار بقوّة أكثر إذا ما قورنت بالآراء الأُخرى، وفي الوقت نفسه لا تبلغ نصوصها حدّاً يُفضي إلى الاطمئنان الكامل بها، وأسناد كلّ منها ليست كاملة بحيث يمكن الاعتماد عليها بناء على الوثوق السنديّ.

۲ ـ تتعارض هذه النصوص مع الأخبار الأُخرى الذاهبة إلى أنّ مليكة أسيرة روميّة اشتراها الإمام الهادي عليه‏السلام.

هل أُمّ الإمام حفيدة ملك الروم.

حكى خبر مفصّل نقلاً عن بشر بن سليمان النخّاس قصّة مليكة بنت يشوعا وحفيدة قيصر الروم، وهو يثبت سموّ نسب الإمام المهديّ عليه‏السلام من ناحية الأب ومن ناحية الأُمّ أيضاً، حيث يصل نسبه إلى ملك الروم وشمعون وصيّ النبيّ عيسى عليه‏السلام ۴، كما يُشاهد بيان شرف النسب

1.. راجع: ص ۴۴۹ ح ۳۲۲.

2.. عيون المعجزات : ص ۱۲۷ وراجع : هذه الموسوعة : ص ۴۵۰ الهامش ۱ .

3.. بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۲۴ .

4.. راجع: ص ۴۵۳ ح ۳۲۳ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
462

السيّدة حكيمة، أو التي أشارت إلى كونها أسيرة من الروم، ولا يدع التصريح بوصف الإمام المهديّ بـ «ابن خيرة الإماء»۱ أو «ابن سيّدة الإماء»۲ فسحة للشكّ في أنّ نرجس كانت أمَة، سوى خبر يتيم مخالف رواه الشهيد الأوّل الشيخ محمّد بن مكّي العامليّ في الدروس، حيث ذكر بعد نقل القول المشهور عن اسم نرجس عبارة: «وقيل: مريم بنت زيدٍ العلويّة»۳، فسمّى أُمّ الإمام المهديّ بمريم واعتبرها علويّة، وطبيعيّ أنّ شخصية كتلك لا يمكن أن تكون أمَة.

وواضح أنّ هذا الخبر الضعيف ـ الذي لم يؤّده حتّى ناقله وصدّره بكلمة «قيل» ـ لايمكنه الصمود أمام ما يعدّها أمَة من أخبار متوافرة. نقل المحدّث البحراني أنّ العلاّمة المجلسيّ قال عن هذا الخبر:

إنّ القول بكونها مريم بنت زيد العلويّة في نهاية الضعف.۴

ومن جانب آخر فإنّ كون أُمّ الإمام المهديّ عليه‏السلام أمة هو أمر يمكن تقبّله، مثلما كانت أُمّهات بعض الأئمّة الآخرين إماء، ولكنّ اعتبار نرجس أمة لعمّة الإمام الحسن العسكريّ عليه‏السلام قبل الزواج به، فهو موضوع آخر قابل للبحث، حيث اعتبرتها بعض النصوص كذلك، فجاء في خبر منقول عن حكيمة أنّها قالت:

كانَت لي جارِيَةٌ يُقالُ لَها: نَرجِسُ.۵

وجاء في خبر مشابه:

إنَّهُ كانَت عِندي صَبِيَّةٌ يُقالُ لَها: نَرجِسُ، وكُنتُ اُرَبّيها مِن بَينِ الجَواري، ولا يَلي تَربِيَتَها غَيري.۶

1.. راجع: ص ۴۴۸ ح ۳۱۸ ـ ۳۱۹ و ص ۴۴۹ ح ۳۲۱ .

2.. راجع: ص ۴۳۶ ح ۳۰۲ و ج ۲ ص ۱۲ ح ۳۳۹ .

3.. راجع: ص ۴۴۶ ح ۳۱۴.

4.. الحدائق الناضرة: ج ۱۷ ص ۴۴۰.

5.. راجع: ج ۲ ص ۲۶ ح ۳۴۵.

6.. راجع: ج ۲ ص ۳۲ ح ۳۴۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15500
صفحه از 485
پرینت  ارسال به