45
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

نراعيه في صلاحيّة مصادر الموسوعتين المذكورتين، وبناء عليه إذا فُقد التقييم السندي في هامش حديثٍ ما، فهذه علامة على ضعف سنده؛ وبهذه الخصّيصة امتازت موسوعة الإمام المهديّ عليه‏السلام على الموسوعتين السابقتين من حيث المصادر المعتبرة.

وضعف السند لايعني بالضرورة كون الحديث موضوعاً وغير صادر عن أهل البيت عليهم‏السلام، فمن المحتمل تسمية أحاديث بالضعيفة من جهة السند، ولكنّ الباحث قد يطمئنّ بصدورها عن المعصومين؛ نظراً إلى القرائن الحافّة بها، وبذلك نبرّر استنادنا إلى الأحاديث الضعيفة من جهة السند إلى جانب الأحاديث المعتبرة في سندها.

۳. الاستناد الموسّع إلى مصادر الفريقين

إضافة إلى اعتمادنا في تأليف هذه الموسوعة على المصادر الشيعيّة الحديثيّة المعتبرة، كذلك استندنا كثيرا إلى مصادر أهل السنّة؛ نظراً إلى أنّ الاعتقاد بالإمام المهديّ عليه‏السلام من المشتركات بين جميع الفرق الإسلاميّة، فبلغت مراجعتنا لجميع المصادر أكثر من ۹۸۵ كتاباً في نحو ما يربو على ۳۸۰۰ مجلّدا لتأليف هذه الموسوعة، كما أحلنا في الهامش على آلاف الكتب من مصادر الفريقين؛ ليجني الباحثون مزيداً من الفائدة.

۴. نقد وتقييم للأدلّة غير النقلية للعقيدة المهدويّة

إنّ نظرة فاحصة لما كُتب عن الإمام المهديّ عليه‏السلام من القرن الرابع حتّى الوقت الراهن، تُفصح عن أنّ مؤّفيها اعتمدوا الأُسلوب النقليّ المحض حيناً، واستندوا حيناً آخر إلى الأُسس العقليّة إلى جانب النقل، وتناولوا الموضوع بأُسلوب عرفانّي حيناً ثالثاً.۱

ونرى أنّ الأدلّة غير النقليّة لاتكفي بمفردها لإثبات المهدويّة الشخصيّة۲، بل

1.. راجع: ص۵۱ (مناهج البحث في الكتابة عن الإمام المهديّ عليه‏السلام) .

2.. يُراد من المهدويّة الشخصيّة: أنّ المهديّ هو شخص الإمام الثاني عشر للشيعة؛ أي الإمام محمّد بن الحسن العسكريّ وليس شخصاً آخر، في حين أنّ المهدويّة النوعيّة تعني كون الشخص مهديّاً أيّاً كان.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
44

وتاريخ»، ونالت ترجمته جائزة أفضل ترجمة في المهرجان السنوي السادس لكتاب الولاية سنة ۱۳۸۲ ش / ۱۴۲۴ ه / ۲۰۰۳ م.

تجربتنا الثانية هي تأليف كتاب موسوعة الإمام الحسين عليه‏السلام في الكتاب والسنّة والتاريخ الذي طُبع سنة ۱۳۸۸ ش/ ۱۴۲۵ ه / ۲۰۰۴ م.

كما تُرجم إلى الفارسيّة تحت عنوان «دانش نامه إمام حسين عليه‏السلام بر پايه قرآن، حديث وتاريخ» الذي طُبع سنة ۱۳۸۸ ش/ ۱۴۲۵ ه / ۲۰۰۴ م، وحاز في السنة ذاتها عنوان «الكتاب الجدير بالتقدير» في المؤمر السنويّ لكتاب الحوزة العلميّة بمدينة قم، كما نالت نسخته العربية العنوان ذاته في المؤمر المذكور سنة ۱۳۹۱ ش / ۱۴۳۳ ه / ۲۰۱۲ م، واسترعى اهتمام الباحثين كثيراً حتّى أُعيدت طباعته مرّات عديدة. كما صدرت كتب اقتُبست منها؛ نظير: الصحيح من مقتل سيّد الشهداء وأصحابه، وحصلت على جائزة كتاب الفصل.

وموسوعتنا هذه (موسوعة الإمام المهديّ في القرآن والحديث والتاريخ)، هي محاولتنا الثالثة في التأليف الموسوعيّ عن أئمّة أهل البيت عليهم‏السلام في هذا المركز للدراسات والبحوث، وتُعدّ تجربتنا في تأليف الموسوعتين السابقتين بضاعة ثمينة أخذت بأيدينا في تدوين هذه الموسوعة، ولذلك تُلمس بجلاء الخصائص العامّة لتينك الموسوعتين في هذا الكتاب.

۲. التحقّق المضاعف من صحّة المصادر

اعتمد منهجنا في كتابة الموسوعتين السابقتين على الاستناد إلى المصادر المعتبرة، والتأكيد على التوثيق اللائق، واختيار النصّ المنشود، ثمّ نقده وتقييمه استناداً إلى القرائن العقليّة والنقليّة لإحراز نوع من الثقة بصحّته واستقامته.۱

ولكنّ موسوعة الإمام المهديّ عليه‏السلام واجهت شبهات كثيرة في موضوعها دفعتنا لذكر أسناد الروايات وتقييمها ودرج مدى الاعتماد عليها في الهامش، إضافة إلى الاهتمام بما كنّا

1.. راجع: موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام: ج۱ ص۴۲.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15546
صفحه از 485
پرینت  ارسال به