443
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

إلى ابنه الحسين» بدلاً من «نظر إلى ابنه الحسن»۱، كما ذكرت بعض مصادر أهل السنّة جملة «ابنه الحسين» على أنّها نسخة بدل۲، بل روت بعض المصادر السنّية القديمة: «ابنه الحسين»۳ أيضاً نقلاً عن سنن أبي داود.

وبناء عليه، فسند هذه الرواية ضعيف إضافة إلى عدم إمكان الاعتماد على متنها.

۳ ـ إنّ تصحيف «حسين» إلى «حسن» في الكتابة وحتّى تحريف الخبر الأصليّ، احتمال ينبغي أخذه على محمل الجدّ؛ لأنّ مواكبة أبناء الإمام الحسن عليه‏السلام لثورة بني العبّاس أدّى بالقادة السياسيّين إلى الاستغلال جميع الفرص الممكنة، وتحريف «حسين» إلى «حسن» يمكن أن يصبّ في رافد استغلال العقائد الإسلاميّة.

وبناء عليه، لايوجد دليل معتبر يُثبت غير ما أثبتته الأدلّة المعتبرة المنقولة عن طريق شيعة أهل البيت عليهم‏السلام من إثبات انتساب الإمام المهديّ عليه‏السلام إلى رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عن طريق الإمام الحسين عليه‏السلام، ومن لا يسلّم بتلك الأحاديث المعتبرة ينبغي عليه اختيار الصمت حيال طريق انتساب الإمام المهديّ عليه‏السلام إلى فاطمة الزهراء عليهاالسلام.

ولكن نظراً إلى أنّ والدة الإمام الباقر عليه‏السلام هي فاطمة بنت الحسن عليه‏السلام، فوفقاً لهذه النظريّة يرى شيعة أهل البيت عليهم‏السلام أنّ الإمام المهديّ من أبناء الإمام الحسن عليهماالسلام من ناحية الأُمّ.

جدير بالذكر أنّ ابن تيمية استند إلى رواية أبي داود في ردّ نظرية انتساب الإمام المهديّ إلى الإمام الحسين عليهماالسلام دون الإشارة إلى ضعف السند والمتن۴. وما يُثير التأمّل ويعكس حالة التعصّب الشديدة أنّ الدكتور عبد العليم عبد العظيم البستوي الذي وصف هذه الرواية بالضعيفة والموضوعة، استند إلى الرواية نفسها نقلاً عن ابن تيمية وابن كثير في ردّ انتساب

1.. الغيبة للنعمانيّ: ص ۲۱۴ ح ۲، الغيبة للطوسيّ : ص ۱۹۰ ح ۱۵۲، العمدة: ص ۴۳۴ ح ۹۱۲.

2.. الفتن: ج۱ ص۳۷۵ ح ۱۱۱۳ الهامش ۲.

3.. أسمى المناقب في تهذيب أسنى المناقب: ص ۱۶۸ ح ۶۱.

4.. راجع: منهاج السنّة النبويّة: ج ۴ ص ۲۱۱.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
442

وَسَيَخرُجُ مِن صُلبِهِ رَجُلٌ يُسَمّى بِاسمِ نَبِيِّكُم، يُشبِهُهُ فِي الخُلُقِ وَلاَ يُشبِهُهُ فِي الخَلقِ.۱

ورواه نعيم بن حمّاد عن محمّد بن جعفر عن الإمام عليّ عليه‏السلام، إذ قال:

سَمَّى النَّبيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله الحَسَنَ سَيِّداً وَسَيُخرِجُ [اللّه‏ُ] مِن صُلبِهِ رَجُلا اسمُهُ اسمُ نَبِيِّكُم، يَملَأُ الأَرضَ عَدلاً كَما مُلِئَت جوراً.۲

ردّ لرأي انتساب الإمام المهديّ إلى الإمام الحسن عليهماالسلام

لا يمكن التسليم بهذا الرأي للأدلّة الآتية:

۱ ـ طريق أبي داود إلى أبي إسحاق ليس معتبراً۳، وبناء عليه لايصحّ الاستناد إلى هذه الرواية في إثبات انتساب الإمام المهديّ عليه‏السلام إلى رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عن طريق الإمام الحسن عليه‏السلام.

كما صرّح مؤّف كتاب مختصر سنن أبي داود بأنّ أبا إسحاق لم يسمع حديثاً عن الإمام عليّ عليه‏السلام بنحو مباشر.۴

ورواية نعيم بن حمّاد أكثر ضعفاً من رواية أبي داود من حيث السند.

۲ ـ لم تنقل المصادر الشيعيّة أيضاً الرواية المذكورة عن أبي إسحاق، ولكن ورد: «نظر

1.. سنن أبي داود: ج ۲ ص ۳۱۱ الرقم ۴۲۹۰.

2.. الفتن : ج۱ ص ۳۷۴ ح ۱۱۱۳.

3.. اعتقد أحد علماء أهل السنّة بأنّ أسناد هذا الحديث غير جديرة بالاعتماد، وقال بأنّ هارون بن المغيرة ثقة، ولكن يبدو أنّ هذا السند ليس متّصلاً، فهناك سقط فيه بين أبي داود وهارون بن المغيرة. وعمرو بن أبي قيس ثقة أيضاً، ولكنّه ليس ضابطاً ويمزج المسائل مع بعضها. وأبو إسحاق السبيعيّ اضطرب حاله في نهاية حياته وغدا من المدلّسين، وهو على الرغم من رؤته لأمير المؤنين عليه‏السلام ولكنّه لم يسمع عنه حديثاً راجع: الموسوعة في أحاديث المهديّ الضعيفة والموضوعة: ص ۳۴۸.
ونضيف ملاحظة على أبي إسحاق السبيعيّ وهي أنّه ولد سنة ۳۳ للهجرة، نقلاً عن ابن حجر، وبهذا يكون عمره سبعة أعوام عند شهادة الإمام عليّ عليه‏السلام (راجع: تهذيب التهذيب: ج۴ ص۳۴۰ الرقم ۵۹۴۸) .

4.. مختصر سنن أبي داود: ج ۶ ص ۱۶۲.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15306
صفحه از 485
پرینت  ارسال به