441
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

انتساب الإمام المهديّ علیه السلام إلى الرسول صلّی الله علیه وآله عن طريق الإمام الحسين بن عليّ علیه السّلام

ممّا هو مؤّد ولا خلاف فيه بين المسلمين انتساب الإمام المهديّ عليه‏السلام إلى رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عن طريق ابنته السيّدة فاطمة الزهراء عليهاالسلاموزوجة أمير المؤنين عليّ عليه‏السلام، ولكن هل إنّ نسبه إلى الرسول الأكرم صلى‏الله‏عليه‏و‏آله هو عن طريق الإمام الحسين، أم عن طريق الإمام الحسن عليهماالسلام ؟ وقع خلاف في ذلك بين شيعة أهل البيت عليهم‏السلام وأهل السنّة؛ فشيعة أهل البيت متّفقون على أنّ نسب الإمام المهديّ عليه‏السلام يصل إلى رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عن طريق الإمام الحسين عليه‏السلام، وذلك استناداً إلى أحاديث صحيحة ومعتبرة، أمّا عدد من أهل السنّة۱ فيرون أن نسبه يصل إلى رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عن طريق الإمام الحسن عليه‏السلام. وسنقف على أدلّتهم في هذا البحث.

دليل المعتقدين بأنّ الإمام المهديّ عليه‏السلام من ذرّية الإمام الحسن عليه‏السلام

الدليل الوحيد للمعتقدين بأنّ الإمام المهديّ عليه‏السلام من أحفاد الإمام الحسن عليه‏السلام حديث نُقل عن أبي إسحاق السبيعيّ في سنن أبي داود، حيث يقول:

قالَ عَلِيٌّ عليه‏السلام ـ ونَظَرَ إِلَى ابنِهِ الحَسَنِ فَقَالَ: ـ إِنَّ ابنِي هَذَا سَيِّدٌ كَمَا سَمَّاهُ النَّبِيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله

1.. ذهب ابن بطريق إلى أنّه لا مخالف في هذه المسألة. راجع: العمدة: ص۴۳۷. إلاّ أنّ عدداً من علماء أهل السنّة يعتقدون أيضاً بأنّ الإمام المهديّ المنتظر من أبناء الإمام الحسين عليه‏السلام راجع: تذكرة الخواصّ: ص ۳۶۳ ومطالب السؤل: ص ۸۹.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
440

ابني هذا، إنَّهُ سَمِّيُ رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وكَنِيُّهُ، الَّذي يَملَأُ الأَرضَ قِسطا وعَدلاً كَما مُلِئَت جَورا وظُلما.
يا أحمَدَ بنَ إسحاقَ، مَثَلُهُ في هذِهِ الاُمَّةِ مَثَلُ الخِضرِ عليه‏السلام، وَمثَلُهُ مَثَلُ ذِي القَرنَينِ، وَاللّه‏ِ لَيَغيبَنَّ غَيبَةً لا يَنجو فيها مِنَ الهَلَكَةِ إلاّ مَن ثَبَّتَهُ اللّه‏ُ عز و جل عَلَى القَولِ بِإِمامَتِهِ، ووَفَّقَهُ فيها لِلدُّعاءِ بِتَعجيلِ فَرَجِهِ.
فَقالَ أحمَدُ بنُ إسحاقَ: فَقُلتُ لَهُ: يا مَولايَ، فَهَل مِن عَلامَةٍ يَطمَئِنُّ إلَيها قَلبي ؟
فَنَطَقَ الغُلامُ عليه‏السلام بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ فَصيحٍ فَقالَ: أنَا بَقِيَّةُ اللّه‏ِ في أرضِهِ، وَالمُنتَقِمُ مِن أعدائِهِ، فَلا تَطلُب أثَرا بَعدَ عَينٍ يا أحمَدَ بنَ إسحاقَ.
فَقالَ أحمَدُ بنُ إسحاقَ: فَخَرَجتُ مَسرورا فَرِحا، فَلَمّا كانَ مِنَ الغَدِ عُدتُ إلَيهِ فَقُلتُ لَهُ: يَابنَ رَسولِ اللّه‏ِ، لَقَد عَظُمَ سُروري بِما مَنَنتَ بِهِ عَلَيَّ، فَمَا السُّنَّةُ الجارِيَةُ فيهِ مِنَ الخِضرِ وذِي القَرنَينِ ؟ فَقالَ: طولُ الغَيبَةِ يا أحمَدُ.
قُلتُ: يَابنَ رَسولِ اللّه‏ِ، وإنَّ غَيبَتَهُ لَتَطولُ ؟ قالَ: إي ورَبّي حَتّى يَرجِعَ عَن هذَا الأَمرِ أكثَرُ القائِلينَ بِهِ، ولا يَبقى إلاّ مَن أخَذَ اللّه‏ُ عز و جل عَهدَهُ لِوَلايَتِنا، وكَتَبَ في قَلبِهِ الإِيمانَ، وأَيَّدَهُ بِروحٍ مِنهُ.
يا أحمَدَ بنَ إسحاقَ: هذا أمرٌ مِن أمرِ اللّه‏ِ، وسِرٌّ مِن سِرِّ اللّه‏ِ، وغَيبٌ مِن غَيبِ اللّه‏ِ، فَخُذ ما آتَيتُكَ وَاكتُمهُ وكُن مِنَ الشّاكِرينَ، تَكُن مَعَنا غَدا في عِلِّيّينَ.۱

راجع: ص ۳۳۸ (القسم الأوّل / الفصل الثالث / دعاء طلب الحاجة)

و ج ۲ ص ۲۰۸ (القسم الثالث / الفصل الأوّل / إخبار الإمام الهادي عليه‏السلام عن غيبة المهدي عليه‏السلام)

و ج ۳ ص ۲۲۱ (القسم السادس / الفصل الأوّل)

و ج ۵ ص ۲۹۳ ح ۱۴۴۳ و ص ۲۹۵ ح ۱۴۴۴.

1.. كمال الدين : ص ۳۸۴ ح ۱، إعلام الورى : ج ۲ ص ۲۴۸ كلاهما بسند معتبر، كشف الغمّة : ج ۳ ص ۳۱۶ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۲۳ ح ۱۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15351
صفحه از 485
پرینت  ارسال به