407
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

واستُخدم هذا التطبيق في الأحاديث المتعلّقة بالإمام المهديّ عليه‏السلام وأصحابه، وقد مرّت الآيات التي طبّقتها الأحاديث على الإمام المهديّ عليه‏السلام، وأمّا بشأن أصحابه الذين هم أخيار زمانهم والهابّون لنصرته، فيمكن القول بأنّ صفاتهم وأعمالهم مصداق للآيات المبيّنة للسنّة الإلهيّة.

وهنا تواجهنا في مقام التطبيق ثلاث مجاميع من الروايات عن أصحاب الإمام المهديّ عليه‏السلام:

المجموعة الأُولى: أصحاب الإمام المهديّ عليه‏السلام مدّخرات إلهيّة يجمعها اللّه‏ تعالى من مختلف البلدان في الوقت المقدَّر في علمه، وأحاديث هذه المجموعة مختلفة بحيث تعكس السنّة الإلهيّة في نصرة ودعم الإمام من قبل خواصّ أصحابه. وفيما يلي بعض السنن الإلهيّة الواردة في هذه الأحاديث:

۱ ـ الخلافة: طرح اللّه‏ تعالى سنّة استخلاف الصالحين على الأرض في هذه الآية:

«وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ».۱

هذه السنّة الإلهيّة التي يجب أن تتحقّق في جميع أنحاء الأرض، لاتُطبّق إلاّ في عهد الإمام المهديّ عليه‏السلام وأصحابه.۲

۲ ـ مجموعة الأصحاب: سيكون للإمام المهديّ عليه‏السلام أصحاب منتجَبون من بلدان شتّى، ولهذا سيجمعهم اللّه‏ جميعا إلى جانب الإمام في الوقت المعيّن، واستشهدت عدّة أحاديث على ذلك بهذه الآية:

1.. النور: ۵۵ .

2.. راجع: ص ۳۸۹ وراثة الصالحين وص ۳۹۵ ح ۲۴۶ (الغيبة للنعماني) .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
406

«وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى».۱

«وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا».۲

«حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ».۳

بديهيّ أن لا تُحسب دلالة هذ النوع من الآيات كإشارة إلى الحكومة العالميّة للإمام المهديّ عليه‏السلام خلافاً لظاهرها، إلاّ إذا دلّ حديث معتبر على ذلك المعنى، لكن أسناد كثير من الأحاديث المتعرّضة لهذا النوع من الآيات ليس لها اعتبار كافٍ، ولهذا فتفسير أو تأويل هذه الآيات استناداً إلى الأحاديث المشار إليها وتطبيقها على الثورة العالميّة للإمام المهديّ عليه‏السلام يحتاج إلى دراسة دقيقة وشاملة.

۴. الآيات المطبّقة على أصحاب الإمام المهديّ عليه‏السلام ۴

نزل القرآن الكريم في مرحلة زمنيّة خاصّة ناظراً إلى شأن نزول مجموعة من الآيات في مختلف الحوادث، وتطرّق قسم من تلك الآيات إلى مدح بعضٍ حيناً وذمّ غيرهم حيناً آخر، وفقاً لما يحملونه من صفات خاصّة بهم، ولاشكّ في أنّ وجود هذه الصفات لدى آخرين يُفضي بهم إلى تلقّي هذا المدح والذمّ أيضاً.۵

وطُبّقت في أحاديث أهل البيت عليهم‏السلام الآيات القرآنية عليهم وعلى أنصارهم وأعدائهم بهذا الأُسلوب والمبدأ بصراحة. وقد سُلّم بأصل هذا المبدأ كقاعدة في الأحاديث التفسيريّة، وذُكرت باسم «قاعدة الجري والتطبيق» وفقاً لمستندات قرآنيّة وحديثيّة.۶

1.. الليل: ۲.

2.. الشمس: ۳.

3.. مريم: ۷۵.

4.. دوّن هذا القسم من الدراسة الباحث الجليل فضيلة الشيخ رحمان ستايش .

5.. راجع : تفسير الميزان: ج ۱ ص ۴۲.

6.. راجع: شناخت‏نامه قرآن بالفارسيّة.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15456
صفحه از 485
پرینت  ارسال به