405
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

وطرحت آية أُخرى الخطوات الأساسيّة للحكّام الإلهيّين في المجتمع:

«الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ».۱

اهتمّت هذه الآية بإقامة الصلاة وأداء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصفتها أبرز خصائص الحكّام الصالحين، ولايدلّ ظاهرها على الحكومة العالميّة للإسلام بقيادة الإمام المهديّ عليه‏السلام، ولكنّها تُعدّ أكمل مصداق لها دون ريب استناداً إلى حديث الإمام الباقر عليه‏السلام في توضيح هذه الآية:

هَذِهِ الآيةُ لاِلِ مُحَمَّدٍ عليهم‏السلام إلى آخَرِ الأئمَّةِ والمَهديِّ وأصحابِهِ، يُمَلِّكُهُمُ اللّه‏ُ مَشارِقَ الأرضِ وَمَغارِبَها، وَيُظهِرُ الدّينَ، وَيُميتُ اللّه‏ُ بِهِ وَأصحابِهِ البِدَعَ والباطِلَ كَما أماتَ السُّفَهاءُ الحَقَّ، حَتّى لا يُرَى أينَ الظُّلمُ۲.۳

۳. الآيات المؤّلة بقيام الإمام المهديّ عليه‏السلام

المجموعة الثالثة آياتٌ يبدو منها أنّها لاتملك حتّى إشارة إلى الحكومة الإسلاميّة العالميّة، ولكنّ الأحاديث وحدها اعتبرتها قرائن على قيام الإمام المهديّ عليه‏السلام، مثل الآيات الآتية:

«وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ».۴

«أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ».۵

«قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ».۶

1.. الحجّ: ۴۱.

2.. في بعض المصادر: «حتّى لا يُرى أثرللظلم».

3.. بحار الأنوار: ج ۵۱ ص ۴۷ ح ۹ به نقلاً عن تفسير القمّي: ج ۲ ص ۸۷ وراجع هذه الموسوعة: ج۶ ص۱۷۷ ح ۱۸۰۰ تأويل الآيات الظاهرة.

4.. يونس: ۴۸، النمل: ۷۱، سبأ: ۲۹، يس: ۴۸، الملك: ۲۵ .

5.. الحجّ: ۳۹.

6.. الملك: ۳۰.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
404

أ ـ حياة الأرض بعد موتها

«اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآَْيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ».۱

تتحدّث هذه الآية ظاهراً عن الحياة المادّية للأرض في الربيع بعد موتها في الشتاء، ولكن مع أخذ الآية السابقة لها بنظر الاعتبار و التي تطرّقت إلى موضوع القلوب الميّتة ودعوة الناس في آخرها للتأمّل في ذلك، يمكن اعتبارها إشارة إلى الحياة المعنويّة للأرض عند انتشار العدالة بقيادة الإمام المهديّ عليه‏السلام بعد موت الأرض بالظلم والجرائم، كما صُرّح بذلك في أحاديث متعدّدة، منها الحديث الآتي للإمام الصادق عليه‏السلام:

يُحييها بِعَدلِ القائِمِ عليه‏السلام بَعدَ مَوتِها بِجَورِ أئِمَّةِ الظُّلمِ وَ الضَّلالِ.۲

ب ـ انتصار الحقّ واضمحلال الباطل

«وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا».۳

تبيّن هذه الآية ـ كآيات أُخرى من آيِ الذكر الحكيم۴ ـ أصلاً كلّياً وسنّة إلهيّة خالدة في نظام الخلق، وهي أنّ الحقّ سينتصر ويزهق الباطل في آخر المطاف، وطبيعيّ أنّ أكبر مصداق لهذه الآيات انتصار الحقّ وأهله في عصر ظهور الإمام المهديّ عليه‏السلام، كما روي عن الإمام الباقر عليه‏السلام في شرح هذه الآية:

إذا قامَ القائِمُ عليه‏السلام ذَهَبَت دَولَةُ الباطِلِ.۵

1.. الحديد: ۱۷.

2.. راجع: ص ۳۸۹ ح ۲۳۵ .

3.. الإسراء: ۸۱ .

4.. نظير: «بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ» الأنبياء: ۱۸. و: «أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ» (الرعد: ۱۷).

5.. راجع: ص ۳۸۷ ح ۲۳۱.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15354
صفحه از 485
پرینت  ارسال به