403
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

الظَّالِمِينَ».۱

وقال تعالى أيضاً في سورة الأنفال:

«وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ».۲

وعلى الرغم من عدم الإخبار الصريح عن انتشار الدين الإلهيّ في الآيتين السالفتين، لكنّ تأكيد استمرار وجوب الجهاد حتّى انتهاء أنواع الفتن وانتشار القيم الربّانيّة، يحمل إشارة واضحة إلى عالميّة الإسلام في المستقبل.

نعم، طبّقوا بيسر مثل هذه الآيات و الإشارات البيّنة إلى الحكومة الإسلاميّة العالمية على ثورة الإمام المهديّ عليه‏السلام حتّى بدون أن يضمّوا إليها ما يشرحها من أحاديث۳؛ لأنّه لايمكن عملياً إقامة حكومة إسلاميّة عالميّة دون قائد مقتدر مثل الإمام المهديّ عليه‏السلام الذي يقوم في آخر الزمان ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً استناداً إلى الأحاديث المتواترة والقطعيّة للشيعة وأهل السنّة.

۲. الآيات المشيرة إلى الحكومة الإسلاميّة العالميّة

المجموعة الثانية من آيات البشارة هي تلك التي تخلو من إشارة واضحة إلى الحكومة الإسلاميّة العالميّة، ولكن يمكن استكشاف ما تنطوي عليه من إشارات إلى البشارة بالحكومة العالميّة للإسلام بقيادة الإمام المهديّ عليه‏السلام بعد الاستعانة بأحاديث أهل البيت عليهم‏السلام والتدقيق في مضمونها. وهي كالتالي:

1.. البقرة: ۱۹۲.

2.. الأنفال: ۳۹.

3.. راجع: تفسير العيّاشي: ج۲ ص ۵۶ ح ۴۸ ومجمع البيان: ج۴ ص ۴۶۶ وبحار الأنوار: ج ۵۱ ص ۵۵ ح ۴۱.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
402

د ـ خلافة أهل الإيمان والعمل الصالح

وعد اللّه‏ تعالى أهلَ الإيمان والعمل الصالح من المسلمين بأن يستلموا الخلافة والسلطة والحكم في المستقبل، بحيث تراعى فيه القيم الدينيّة بنحوٍ كامل، ويعيش طمأنينة مطلقة:

«وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ».۱

تدلّ هذه الآية بجلاء على أنّ اللّه‏ ـ ببركة جهود مجموعة من المسلمين المؤنين الّذين يعملون الصالحات ـ سيُوجِد مجتمعاً طاهراً وصالحاً تماماً ومنزّهاً من دنس الكفر والشرك والنفاق، لا تسوده سوى القيم الدينيّة، ويعيش الشعب في ظلاله بطمأنينة كاملة لايهاب أعداء الداخل والخارج.

كما أشارت الآية إلى تصدّي أتباع الأديان الحقّة للسلطة في بعض المراحل التاريخية للأُمم السابقة، ولكن لم يتحقّق حتّى الآن بدون شكّ مجتمع في العالم تحكمه القيم الدينية ويسوده أمان كامل، ولهذا سيكون المجتمع الذي سيتحقّق في عهد حكومة الإمام المهديّ عليه‏السلام أكمل مصداق لهذه الآية استناداً إلى أحاديث أهل البيت عليهم‏السلام.۲

هـ ـ انتهاء الفتنة

أكّد القرآن الكريم مرّتين أنّ حكمة الجهاد في الإسلام هي وضع حدّ لفتن ومؤمرات المستكبرين والطغاة، وسيادة الدين الحقّ. جاء في سورة البقرة مايلي:

«وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى

1.. النور: ۵۵ .

2.. راجع ص ۳۹۴ خلافة المؤمنين.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15474
صفحه از 485
پرینت  ارسال به