د ـ خلافة أهل الإيمان والعمل الصالح
وعد اللّه تعالى أهلَ الإيمان والعمل الصالح من المسلمين بأن يستلموا الخلافة والسلطة والحكم في المستقبل، بحيث تراعى فيه القيم الدينيّة بنحوٍ كامل، ويعيش طمأنينة مطلقة:
«وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ».۱
تدلّ هذه الآية بجلاء على أنّ اللّه ـ ببركة جهود مجموعة من المسلمين المؤنين الّذين يعملون الصالحات ـ سيُوجِد مجتمعاً طاهراً وصالحاً تماماً ومنزّهاً من دنس الكفر والشرك والنفاق، لا تسوده سوى القيم الدينيّة، ويعيش الشعب في ظلاله بطمأنينة كاملة لايهاب أعداء الداخل والخارج.
كما أشارت الآية إلى تصدّي أتباع الأديان الحقّة للسلطة في بعض المراحل التاريخية للأُمم السابقة، ولكن لم يتحقّق حتّى الآن بدون شكّ مجتمع في العالم تحكمه القيم الدينية ويسوده أمان كامل، ولهذا سيكون المجتمع الذي سيتحقّق في عهد حكومة الإمام المهديّ عليهالسلام أكمل مصداق لهذه الآية استناداً إلى أحاديث أهل البيت عليهمالسلام.۲
هـ ـ انتهاء الفتنة
أكّد القرآن الكريم مرّتين أنّ حكمة الجهاد في الإسلام هي وضع حدّ لفتن ومؤمرات المستكبرين والطغاة، وسيادة الدين الحقّ. جاء في سورة البقرة مايلي:
«وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى