الاُخرى بهذا الموضوع أيضاً:
«وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ».۱
وهناك ثلاثة آراء في تفسير الجملة الأُولى من الآية:
۱. المقصود من الزبور: كتب الأنبياء، ومن الذكر: اللوح المحفوظ.
۲. المراد من الزبور: الكتب النازلة من بعد التوراة، ومن الذكر: التوراة.
۳. يُراد من الزبور كتاب داود عليهالسلام، ومن الذكر كتاب موسى عليهالسلام.۲
وعلى كلّ حال، تدلّ الآية على أنّ اللّه أخبر جميع أنبيائه قبل خاتم الرسل صلىاللهعليهوآله بحكومة الصالحين للعالم في المستقبل.
ج ـ إمامة المستضعفين ووراثتهم
صرّح القرآن الكريم بأنّ اللّه أراد أن يسلّم مقاليد إمامة المجتمع البشريّ وقيادته للمستضعفين، ويجعلهم وارثين لحكومة الأرض:
«وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ».۳
جاءت هذه الآية في سياق الآيات المتّصلة بقصّة موسى عليهالسلام وبني إسرائيل ومحاربتهم لأنصار فرعون، ولكنّها تدلّ بوضوح على أنّ إرادة اللّه القاطعة تقتضي انتصار المستضعفين دائماً في مجابهة المستكبرين؛ كي يحكموا العالم أجمع، ومن هنا طبّقت أحاديث أهل البيت عليهمالسلام هذا المعنى على الحكومة العالميّة للإمام المهديّ عليهالسلام.۴