5
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

ومن الطبيعيّ أن تؤَّف كتب كثيرة في هذا المضمار۱ أغلبها جدير بالثناء، ولكن مازالت الضرورة ماثلة لتقديم بحوث جديدة وجامعة وفاعلة ومتقدّمة للوصول إلى آفاق أكثر جلاءً، وبخاصّة في الوقت الحاليّ؛ حيث استهدف بعضُ الأعداء أساسَ العقيدة المهدويّة بطرح الشبهات لتوجيه ضربة للجمهورية الإسلاميّة القائمة على أساس ولاية الفقيه والنيابة العامّة عن إمام العصر عليه‏السلام، ومن هنا فأكبر خدمة تقدّمها المراكز العلميّة والبحثيّة للإمام المنتظر عليه‏السلام ـ من أجل استمرار الثورة الإسلاميّة في إيران والحفاظ على حكومته العالميّة ـ هي إعادة نظر تخصّصيّة في موضوع العقيدة المهدويّة وكتابته من جديد ؛ لتشذيب البحوث ممّا لا أساس له، ومن المطالب الواهية، وتقديم دراسات متقنة علميّاً تلبّي احتياجات العصر الحاضر.

وموسوعة الإمام المهديّ عليه‏السلام جهد متواضع في هذا الطريق، حاز تأليفها مكاناً في جدول أعمال قسم الدراسات بمؤّسة دار الحديث بعد نشر موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام سنة ۲۰۰۰ م، ولكن تأخّر إكمالها وإعدادها النهائيّ؛ لترامي أطراف الموضوع وتعقيده من جهة، ولتراكم الأعمال من جهة أُخرى.

ومع كلّ ما بُذل من جهود لإخراج هذا الكتاب على درجة عالية من الإتقان والشموليّة، لكنّنا لا نرى عملنا خالياً من الخطأ والنقص، ولذا ندعو جميع الفضلاء والباحثين الذين اطّلعوا عليه إلى أن يدعمونا باقتراحاتهم وانتقاداتهم البنّاءة ؛ من أجل الوصول إلى المحطّة المنشودة، وهي الموسوعة المهدويّة الشاملة.

شكر وتقدير

وهنا أرى من الضروريّ أن أتقدّم بجزيل الشكر إلى جميع الفضلاء والباحثين الذين أسهموا في تأليف هذه الموسوعة۲، وبخاصّة الأُستاذ الجليل حجّة الإسلام والمسلمين

1.. راجع: ص ۵۱ (مناهج البحث في الكتابة عن الإمام المهديّ عليه‏السلام).

2.. ضمّت هوية الكتاب أسماء الزملاء الأعزّاء الذين شاركوا في التأليف بمختلف مراحله؛ من جمع النصوص والأحاديث إلى الإعداد الأخير، أمّا أسماء الباحثين الذين كان لهم دور أساسيّ في الكتابة أو في التنظيم النهائيّ لتحليل البحوث فذُكرت في هامش كلّ بحث.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
4

«الاستضعاف» ـ القاسم المشترك بين جميع مظلومي العالم ـ أهمّيةً خاصّة:

«وَ نُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِى الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ».۱

وكان قائد الثورة الإسلاميّة في إيران الإمام الخمينيّ رحمه‏الله يؤكّد دائماً على نصرة المستضعفين مستوحياً من هذه الآية المباركة في إرشاداته وبخاصّة بياناته العالميّة، واعتبر نهج الثورة الإسلاميّة في إيران ـ التي ستمهّد بإذن اللّه‏ عز و جل للثورة المهدويّة العالميّة ـ نهجاً لنصرة المستضعفين۲، كما خاطب في وصيّته السياسيّة و الإلهيّة مستضعفي العالم فقال:

وأنتم أيّها المستضعفون في الدنيا، و أيّتها الدول الإسلاميّة ويا مسلمي العالم، انهضوا وخذوا الحقّ بالمخالب والأسنان، ولا تخشوا من الضجيج الإعلاميّ للدول الكبرى وعملائها الخاضعين لها... هبّوا جميعكم للدفاع عن المسحوقين في العالم ومناهضة أعداء الإسلام تحت الراية الإسلاميّة المشرّفة، وتقدّموا نحو دولة إسلاميّة واحدة بجمهوريّات حرّة مستقلّة، فإنّكم بتحقيقها ستُلزِمون جميع القوى الاستكباريّة في العالم بأن تراعي حدودها، وتأخذون بأيدي جميع المستضعفين إلى إمامة الأرض ووراثتها، على أمل ذلك اليوم الذي وعد اللّه‏ تعالى به.۳

وعلى هذا الأساس فالهدف من تأليف موسوعة الإمام المهديّ عليه‏السلام في الكتاب و السنّة و التاريخ ليس مجرّد إثباتٍ لعقيدة إسلاميّة من منظار أهل البيت عليهم‏السلام فحسب، بل افتتاح طريقٍ لتوحيد المنتمين إلى جميع الأديان، بل لجميع سكّان العالم من أجل تلبية أكثر حاجات البشر أصالة بأن يسود العدل جميع أنحاء الأرض.

1.. القصص : ۵ .

2.. قال قدس‏سره في إحدى خطاباته : «...من سيكون معنا إلى آخر المسيرة هم وحدهم الذين ذاقوا آلام الفقر والحرمان والاستضعاف، فالمعدمون والمتديّنون الفقراء هم اصحاب الثورات و هم المدبّرون الحقيقيّون لها، وينبغي أن نبذل قصارى جهودنا لنحافظ على المسار الأساسيّ للدفاع عن المستضعفين بأيّ نحو كان... وسندافع عن أداء حقوق الفقراء في المجتمعات البشريّة حتّى آخر قطرة من دمائنا» (صحيفه إمام «بالفارسية»: ج ۲۱ ص ۸۷) .

3.. المصدر السابق : ص ۴۴۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15189
صفحه از 485
پرینت  ارسال به