«الاستضعاف» ـ القاسم المشترك بين جميع مظلومي العالم ـ أهمّيةً خاصّة:
«وَ نُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِى الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ».۱
وكان قائد الثورة الإسلاميّة في إيران الإمام الخمينيّ رحمهالله يؤكّد دائماً على نصرة المستضعفين مستوحياً من هذه الآية المباركة في إرشاداته وبخاصّة بياناته العالميّة، واعتبر نهج الثورة الإسلاميّة في إيران ـ التي ستمهّد بإذن اللّه عز و جل للثورة المهدويّة العالميّة ـ نهجاً لنصرة المستضعفين۲، كما خاطب في وصيّته السياسيّة و الإلهيّة مستضعفي العالم فقال:
وأنتم أيّها المستضعفون في الدنيا، و أيّتها الدول الإسلاميّة ويا مسلمي العالم، انهضوا وخذوا الحقّ بالمخالب والأسنان، ولا تخشوا من الضجيج الإعلاميّ للدول الكبرى وعملائها الخاضعين لها... هبّوا جميعكم للدفاع عن المسحوقين في العالم ومناهضة أعداء الإسلام تحت الراية الإسلاميّة المشرّفة، وتقدّموا نحو دولة إسلاميّة واحدة بجمهوريّات حرّة مستقلّة، فإنّكم بتحقيقها ستُلزِمون جميع القوى الاستكباريّة في العالم بأن تراعي حدودها، وتأخذون بأيدي جميع المستضعفين إلى إمامة الأرض ووراثتها، على أمل ذلك اليوم الذي وعد اللّه تعالى به.۳
وعلى هذا الأساس فالهدف من تأليف موسوعة الإمام المهديّ عليهالسلام في الكتاب و السنّة و التاريخ ليس مجرّد إثباتٍ لعقيدة إسلاميّة من منظار أهل البيت عليهمالسلام فحسب، بل افتتاح طريقٍ لتوحيد المنتمين إلى جميع الأديان، بل لجميع سكّان العالم من أجل تلبية أكثر حاجات البشر أصالة بأن يسود العدل جميع أنحاء الأرض.