381
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

دقيقة۱، ففيها بعض الملاحظات المثيرة للاهتمام:

۱. كلّ الروايات المشار إليها يعوزها سند معتبر۲، سوى روايتين معتبرتين أشارتا إلى أنّ زرارة بعث ممثّلاً عنه إلى المدينة للتحقيق في خليفة الإمام الصادق عليه‏السلام، وقد توفّي بإيمان إجماليّ بالإمام السابع.۳

۲. اقتضت المصالح السياسيّة أن يخفي زرارة موضوع إمامة الإمام الكاظم عليه‏السلام نتيجة لحالة القمع السائدة في ذلك العصر۴، وهدفه من إرسال ابنه إلى المدينة ـ كما روي عن الإمام الرضا عليه‏السلام ـ هو معرفة تكليفه، وهل يحقّ له الإقدام على عمل مخالف للأجواء السياسيّة السائدة آنذاك؟ ونصّ الرواية ـ والتي رواها إبراهيم بن محمّد الهمداني ـ هي ما يلي:

قلت لِلرِّضا عليه‏السلام: يَابنَ رَسولِ اللّه‏ ِ، أخبِرني عَن زُرارَةَ، هَل كانَ يَعرِفُ حَقَّ أبيكَ عليه‏السلام ؟ فَقالَ: نَعَم، فَقُلتُ لَهُ: فَلِمَ بَعَثَ ابنَهُ عُبَيدَ اللّه‏ِ لِيَتَعَرَّفَ الخَبَرَ إلى مَن أوصَى الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ عليه‏السلام ؟ فَقالَ:

إنَّ زُرارَةَ كانَ يَعرِفُ أمرَ أبي عليه‏السلام وَنَصَّ أبيهِ عَلَيهِ، وَإنَّما بَعَثَ ابنَهُ لِيَتَعَرَّفَ مِن أبي عليه‏السلام هَل يَجوزُ لَهُ أن يَرفَعَ التَّقِيَّةَ في إظهارِ أمرِهِ وَنَصِّ أبيهِ عَلَيهِ، وَأنَّهُ لَمّا أبطَأَ عَنهُ ابنُهُ طولِبَ بِإِظهارِ قَولِهِ في أبي عليه‏السلام، فَلَم يُحِبَّ أن يُقدِمَ عَلى ذلِك دونَ أمرِهِ، فَرَفَعَ المُصحَفَ وَقالَ: اللّهُمَّ إنَّ إمامي مَن أثبَتَ هذَا المُصحَفُ إمامَتَهُ مِن وُلدِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ.۵

1.. راجع: ص ۳۷۸ ح ۲۲۲ ورجال الكشّي: ج ۱ ص ۳۷۱ ـ ۳۷۳ الرقم ۲۵۱ ـ ۲۵۶ و كمال الدين: ص ۷۵.

2.. معجم رجال الحديث: ج ۸ ص ۲۳۷ ـ ۲۳۹.

3.. رجال الكشّي: ص ۳۷۲ الرقم ۲۵۴ و ۲۵۵ وراجع : هذه الموسوعة : ص ۳۷۸ ح ۲۲۲ .

4.. عرّف الإمام الصادق خمسة أشخاص كأوصياء له حفاظاً على حياة الإمام السابع عليه‏السلام ومن بينهم المنصور الدوانيقي، وبهذه الطريقة أفشل مؤمرة المنصور في قتل الإمام الكاظم عليه‏السلام راجع: الكافي: ج ۱ ص ۳۱۰ ح ۱۳ و ۱۴ والمناقب لابن شهرآشوب: ج ۳ ص ۴۳۴.

5.. كمال الدين: ص ۷۵، بحار الأنوار: ج ۴۷ ص ۳۳۸ ح ۱۸.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
380

تَقولُ: اللّهُمَّ إنّي أتَوَلّى مَن بَقِيَ مِن حُجَجِكَ مِن وُلدِ الإِمامِ الماضي.۱

۳. العمل بأحكام القرآن والسنّة

التمسّك بالقرآن وسنّة رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله هو الواجب العمليّ لمن يتعذّر عليه الوصول إلى إمام زمانه۲، كما أكّدته أغلب أحاديث هذا الباب، مثل:

يَتَمَسَّكونَ بِالأَمرِ الَّذي هُم عَلَيهِ حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُم.۳

وتأسيساً على ذلك فجميع أفراد المسلمين الذين لايسعهم الوصول إلى إمام العصر عليه‏السلام وإطاعة أوامره في عصر غيبته، ينبغي عليهم أن يبذلوا جهودهم لمعرفته والاعتقاد بإمامته استناداً إلى الأحاديث الدالّة على وجوب تلك المعرفة، وأن يعملوا ـ في أداء وظائفهم الفرديّة والاجتماعيّة ـ بالقرآن والسنّة وأحاديث الإمام السابق وفقاً لروايات هذا الباب، إمّا على أساس اجتهادهم، وإما بناءً على تقليد المجتهد، أو عن طريق الاحتياط.

وبناء عليه، فالقصد من الأحاديث الدالّة على أنّه إذا لم يُعرف الإمام فلا تتمّ الحجّة الإلهيّة على الناس۴، أنّ الشرط التنجيزي للحجّية ووجوب إطاعة أوامر الإمام هو معرفته، ويُعذر من لم يقصّر في معرفة الإمام الحيّ الحاضر.

وطبيعي أنّ هذا لايوجب عدم حجّية أوامر الأئمّة السابقين، أو عدم ضرورة السعي لمعرفة الإمام الحاليّ والاعتقاد الإجماليّ به.

أمّا بشأن الأخبار الحاكية عن أنّ زرارة حين موته لم يعرف الإمام الكاظم عليه‏السلام معرفة

1.. راجع: ص ۳۷۵ ح ۲۱۶ .

2.. بديهيّ أنّ إرشادات أهل البيت عليهم‏السلام ليست سوى شرح لكتاب اللّه‏ وسنّة نبيّه.

3.. راجع: ص ۳۷۶ ح ۲۱۷ .

4.. راجع: الكافي: ج ۱ ص ۱۷۷ ح ۲ وبحار الأنوار: ج ۴۹ ص ۲۶۷ ح ۸ نقلاً عن الإمام الصادق عليه‏السلام حيث قال:«إنّ الحُجَّةَ لاتَقوم للّه‏ِِ عَلى خَلقِهِ إلاّ بإمامٍ حَتّى يُعْرَف» و الاختصاص: ص ۲۶۸ وبحار الأنوار: ج ۲۳ ص ۲ ح ۱.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15301
صفحه از 485
پرینت  ارسال به