موت الجاهلية: إشارة إلى الكفر أو الضلال؟
بيّنا سابقاً أنّ المسلمين متّفقون على الأحاديث التي تعتبر معرفة إمام الحقّ في جميع المراحل الزمنيّة أمراً واجباً، والموت بدون معرفته موتاً جاهليّاً، وتدلّ بوضوح ساطع على أنّ حذف الإمامة والزعامة من المجتمع الإسلاميّ تقود إلى التقهقر نحو عصر الجاهليّة فيما قبل الإسلام.
ومفاد الأحاديث الأخيرة تعاضد وتوضّح الروايات التي تعتبر الموت بدون معرفة الإمام موتاً جاهليّاً، ولكنّ الأمر الذي يدعو إلى الاهتمام في هذه الأحاديث هو أنّ رواية الحسين بن علاء ورواية ابن أبي يعفور تصرّحان بأنّ الموت بدون إمامٍ موتُ ضلالة لا موت كفر، وفي المقابل تصرّح رواية الحارث بن المغيرة أيضاً بأنّ الموت بدون معرفة الإمام موت كفر ونفاق وضلالة، وبناء على ذلك كيف يمكن الجمع بين مفاد هاتين المجموعتين من الأحاديث في بيان الموت الجاهليّ؟
للجواب عن هذا السؤل ينبغي الالتفات إلى أنّ للكفر معانٍ مختلفة۱: أحدها الكفر الجهليّ؛ وهو إخفاء الجهل مع ادّعاء العلم بالمجهول، فمن يُخفي جهله ويُظهر علم شيء لا يعلمه يُسمّى كافراً، كما يُسمّى الفلاّح كافراً لإخفائه البذور تحت التربة. فإذا لم يُخفِ