سيغنينا من الإجابة عن هذا السؤل: إمامة أيّ إمام تضمن استمرار الإسلام الحقيقيّ؟ وإزالة إيّ إمامة من المجتمع تعيده إلى مصافّ الجاهلية؟
هل يُعقل أن يكون ماعناه النبيّ صلىاللهعليهوآله: هو أنّ معرفة واتّباع أيّ شخص يتولّى زمام أُمور المجتمع، واجب و ضروريّ على جميع المسلمين، ومن لم يعرف مثل هذا القائد مات ميتة جاهليّة، من دون الالتفات إلى احتمال كونه ظالماً أو ممّن يصفهم القرآن: «أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ»۱ ؟!
بديهي أنّ جميع الحكّام الفاسدين في التاريخ الإسلاميّ استندوا إلى هذا الحديث لإثبات أحقّيتهم ووجوب إطاعتهم على الشعب وتقوية أركان حكومتهم، ولهذا نرى أنّ معاوية بن أبي سفيان أيضاً عُدّ من رواة هذا الحديث.۲
وكذلك من الطبيعيّ أن يفسّر وعّاظ السلاطين حديث رسول اللّه صلىاللهعليهوآله بالدافع نفسه ويطبّقونه على أئمّة الجور، وما هو إلاّ تلاعب بالألفاظ، وليس من باب الخلل في الفكر أو سوء الفهم لمعنى الحديث كما هو واضح.
فلا يمكن أن نصدّق أبداً أنّ عبد اللّه بن عمر ـ كما جاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ـ لم يبايع الإمام عليّاً عليهالسلام بسبب سوء فهمه ووهن بصيرته، ولكنّه يسعى ليلاً للقاء الحجّاج بن يوسف الثقفيّ ليبايع الحاكم في ذلك الوقت عبد الملك بن مروان تمسّكاً بالحديث الذي نقله بنفسه: «مَن ماتَ بغَير إمام»؛ لكيلا يطلع عليه الصبح وهو بليلة ليس له فيها إمام !
نعم، من لايعتقد بأنّ أمير المؤنين عليّاً عليهالسلام إماماً ولا يبايعه، يجب أن يؤن بأنّ عبد الملك بن مروان إمام تستلزم ترك بيعته الرجوع إلى الجاهليّة، ويجب عليه أيضاً أن يبايع ليلاً بذاك الذلّ والاحتقار قدمي عامله السفّاك الحجّاج بن يوسف الثقفيّ!
لقد وصل الأمر بعبد اللّه بن عمر إلى أن يرى يزيد بن معاوية ـ بكلّ جرائمه في حقّ