۳ / ۱۱
حَديثُ مَحضِ الإِسلام
۱۵۸.عيون أخبار الرضا عليهالسلام: حَدَّثَنا عَبدُ الواحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبدوسٍ النَّيسابورِيُّ العَطّارُ رضىاللهعنهبِنَيسابورَ في شَعبانَ سَنَةَ اثنَتَينِ وخَمسينَ وثَلاثِمِئَةٍ، قالَ: حَدَّثَنا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ قُتَيبَةَ النَّيسابورِيُّ، عَنِ الفَضلِ بن شاذانَ، قالَ:
سَأَلَ المَأمونُ عَلِيَّ بن موسَى الرِّضا عليهالسلام أن يَكتُبَ لَهُ مَحضَ الإِسلامِ عَلى سَبيلِ الإِيجازِ وَالاِختِصارِ، فَكَتَبَ عليهالسلام لَهُ:
إنَّ مَحضَ الإِسلامِ شَهادَةُ أن لا إلهَ إلاَّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، إلها واحِدا أحَدا فَردا صَمَدا، قَيّوما سَميعا بَصيرا، قَديرا قَديما قائِما باقِيا، عالِما لا يَجهَلُ، قادِرا لا يَعجِزُ، غَنِيّا لا يَحتاجُ، عَدلاً لا يَجورُ، وأَنَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيءٍ ولَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ، لا شِبهَ لَهُ ولا ضِدَّ لَهُ، ولا نِدَّ لَهُ ولا كُفءَ لَهُ، وأَنَّهُ المَقصودُ بِالعِبادَةِ وَالدُّعاءِ، وَالرَّغبَةِ وَالرَّهبَةِ، وأَنَّ مُحَمّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ، وأَمينُهُ وصَفِيُّهُ، وصَفوَتُهُ مِن خَلقِهِ، وسَيِّدُ المُرسَلينَ وخاتَمُ النَّبِيّينَ، وأَفضَلُ العالَمينَ، لا نَبِيَّ بَعدَهُ، ولا تَبديلَ لِمِلَّتِهِ ولا تَغييرَ لِشَريعَتِهِ، وأَنَّ جَميعَ ما جاءَ بِهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ هُوَ الحَقُّ المُبينُ، وَالتَّصديقُ بِهِ وبِجَميعِ مَن مَضى قَبلَهُ مِن رُسُلِ اللّهِ وأَنبِيائِهِ وحُجَجِهِ، وَالتَّصديقُ بِكِتابِهِ الصّادِقِ العَزيزِ الَّذي «لاَّ يَأْتِيهِ الْبَطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ»۱، وأَنَّهُ المُهَيمِنُ۲ عَلَى الكُتُبِ كُلِّها، وأَنَّهُ حَقٌّ مِن فاتِحَتِهِ إلى خاتِمَتِهِ، نُؤِنُ بِمُحكَمِهِ ومُتَشابِهِهِ، وخاصِّهِ وعامِّهِ، ووَعدِهِ ووَعيدِهِ، وناسِخِهِ ومَنسوخِهِ، وقِصَصِهِ وأَخبارِهِ، لا يَقدِرُ أحَدٌ مِنَ المَخلوقينَ أن يَأتِيَ بِمِثلِهِ.