333
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

تأييد اعتقاده بإمامة زيد بن عليّ. على أنّ انتساب عقائد فرقة الجاروديّة إلى شخص أبي الجارود لا يُمكن إثباته. تأسيساً على ذلك، ونظراً لشهرة حديث اللوح وكبار رواته، فبوسعنا تعزيز أنّ أبي الجارود كان إماميّاً، واتُّهم بالزيدية؛ لدفاعه عن ثورة الشهيد زيد بن عليّ وميوله السياسيّة له.

ثانيا: بحث في نصّ حديث اللوح

جاءت بعض روايات حديث اللوح في غاية الإيجاز، وبعضها الآخر على درجة عالية من التفصيل، وتعتبر رواية أبي بصير من أكثرها شرحاً لهذه الحادثة.

في حين تنوّعت روايات أبي الجارود، فوردت في إحداها إشارة إلى اثني عشر وصيّاً من أبناء فاطمة عليهاالسلام۱، ممّا أثار اعتراض بعض العلماء۲، ونظراً للرأي القائل بكون أبي الجارود زيديّاً، ذهبوا إلى أنّه حرّف «أحد عشر» إلى «اثني عشر» ؛ ليثبت إمامة زيد بن عليّ أيضاً.

غير أنّ التمعّن في هذا القول يُثبت مفارقته للصواب؛ لأنّ أحداً من الزيديّة لم يقبل بإمامة الأئمّة الاثني عشر مع زيد بن عليّ، فهم يعتقدون بأوّل أربعة من الأئمّة ولا يقرّون بالمتأخّرين منهم.

كما يبرز التدقيق في عبارة «اثني عشر وصيّاً من أبناء فاطمة» احتمالات أُخرى، هي:

۱. جاءت عبارة «اثني عشر» على نحو التغليب؛ لأنّ أحد عشر من اثني عشر وصيّاً لرسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله هم من أبناء فاطمة؛ لذلك جاء هذا الوصف التغليبيّ لهم.

۲. أنّ كون الإمام عليّ عليه‏السلام وصيّاً معلوم ويقينيّ لدى جابر بن عبد اللّه‏ الذي كان في صدد عّد بقيّة الأوصياء وذكر أسمائهم، وقد أخطأ في العدّ، ولهذا السبب صرّح بأنّ ثلاثة منهم

1.. الكافي: ج ۱ ص ۵۳۲ ح ۹.

2.. الأخبار الدخيلة: ص ۱۰.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
332

تفسير القميّ غير تامّ.۱

وأمّا فيما يتعلّق بمذهب أبي الجارود فيمكن القول أيضاً بأنّ الأخبار الرجاليّة دلّت على صحّة مذهبه في بداية عمره وفي عهد الإمام الباقر عليه‏السلام، كما صرّحت المصادر الرجاليّة الشيعيّة أيضاً بكونه زيديّاً۲ أو بتغيير مذهبه إلى الزيديّة.۳

وأفضت هذه الأخبار إلى بروز أسئلة حول أبي الجارود، نشير إليها فيما يلي:

۱ ـ كيف يمكن لشخص أن ينقل حديثاً صريحاً وفاعلاً في عدد الأئمّة ولا يعتقد بهم؟

۲ ـ هل هو زيديّ بالفعل؟ ولو كان فكيف ينقل حديث اللوح؟

۳ ـ هل ترك في نهاية حياته مذهب الزيديّة واتّجه إلى مذهب الإماميّة، استناداً إلى إدراك حسن بن محبوب لأواخر حياة أبي الجارود، وسماعه لهذا الحديث عنه في تلك المدّة؟

ونتيجة ذلك هي أنّه سمع حديث اللوح عن الإمام الباقر عليه‏السلام، ثمّ عمل بخلافه في السنوات اللاّحقة واعتنق مذهب الزيديّة، ثمّ عاد ثانية إلى المذهب الحقّ في أواخر حياته.

ويبدو أنّ ادّعاء كونه زيديّاً أو تأسيسه فرقة الجاروديّة ناشئ من ميوله السياسيّة، حيث أيّد انتفاضة وثورة الزيديّين وروّج لها۴؛ ولهذا طُرحت شبهة انتمائه إلى الزيديّة في الأعوام التي نشطوا بها.

وتجدر الإشارة إلى عدم الدقّة الكافية للبحوث الموجودة في كتب الملل والنحل؛ لأنّهم في صدد تكثير الفرق والمذاهب وفقاً لمقتضيات كتبهم، فيعرّفون فرقاً جديدة لمجرّد الاحتمال أو الأقوال، ولذلك يمكن قبول انتماء أبي الجارود إلى الزيديّة، ولكن لايمكن

1.. راجع: كلّيات فى علم الرجال: ص ۳۰۹ ـ ۳۲۰.

2.. الفهرست للطوسيّ : ص ۱۳۱ الرقم ۳۰۲، رجال الطوسي: ص ۱۳۵ الرقم ۱۴۰۹.

3.. رجال النجاشي: ج ۱ ص ۳۸۸ الرقم ۴۴۶.

4.. راجع: دائرة المعارف بزرگ اسلامى بالفارسيّة: ج ۵ ص ۲۹۰.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15326
صفحه از 485
پرینت  ارسال به