تفسير القميّ غير تامّ.۱
وأمّا فيما يتعلّق بمذهب أبي الجارود فيمكن القول أيضاً بأنّ الأخبار الرجاليّة دلّت على صحّة مذهبه في بداية عمره وفي عهد الإمام الباقر عليهالسلام، كما صرّحت المصادر الرجاليّة الشيعيّة أيضاً بكونه زيديّاً۲ أو بتغيير مذهبه إلى الزيديّة.۳
وأفضت هذه الأخبار إلى بروز أسئلة حول أبي الجارود، نشير إليها فيما يلي:
۱ ـ كيف يمكن لشخص أن ينقل حديثاً صريحاً وفاعلاً في عدد الأئمّة ولا يعتقد بهم؟
۲ ـ هل هو زيديّ بالفعل؟ ولو كان فكيف ينقل حديث اللوح؟
۳ ـ هل ترك في نهاية حياته مذهب الزيديّة واتّجه إلى مذهب الإماميّة، استناداً إلى إدراك حسن بن محبوب لأواخر حياة أبي الجارود، وسماعه لهذا الحديث عنه في تلك المدّة؟
ونتيجة ذلك هي أنّه سمع حديث اللوح عن الإمام الباقر عليهالسلام، ثمّ عمل بخلافه في السنوات اللاّحقة واعتنق مذهب الزيديّة، ثمّ عاد ثانية إلى المذهب الحقّ في أواخر حياته.
ويبدو أنّ ادّعاء كونه زيديّاً أو تأسيسه فرقة الجاروديّة ناشئ من ميوله السياسيّة، حيث أيّد انتفاضة وثورة الزيديّين وروّج لها۴؛ ولهذا طُرحت شبهة انتمائه إلى الزيديّة في الأعوام التي نشطوا بها.
وتجدر الإشارة إلى عدم الدقّة الكافية للبحوث الموجودة في كتب الملل والنحل؛ لأنّهم في صدد تكثير الفرق والمذاهب وفقاً لمقتضيات كتبهم، فيعرّفون فرقاً جديدة لمجرّد الاحتمال أو الأقوال، ولذلك يمكن قبول انتماء أبي الجارود إلى الزيديّة، ولكن لايمكن