331
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

لايُطعن عليهم ولا طريق إلى ذمّ واحد منهم.۱

وذكره ابن الغضائريّ ـ وهو المشهور بتضعيف الرواة ـ بلطفٍ وأثنى عليه قائلاً:

زياد هو صاحب المقام، حديثه في حديث أصحابنا أكثر منه في الزيديّة، وأصحابنا يكرهون ما رواه محمّد بن سنان عنه، ويعتمدون ما رواه محمّد بن بكر الأرحبيّ.۲

وقول ابن الغضائريّ ينمّ عن قبوله لأحاديث أبي الجارود، لكنّه يعتقد بأنّ العلماء لايقبلون ممّا روى إلاّ الأحاديث التي نقلها عنه محمّد بن سنان، وهذا مع اختلاف طبقتيهما، وتضعيف محمّد بن سنان لا علاقة له بعدم توثيق أبي الجارود.

كما أنّ علماء رجاليّين مشهورين ـ كالنجاشيّ والشيخ الطوسيّ ـ لم يضعّفوه من حيث نقل الروايات، سوى الكشّي وحده في رجاله نقل أحاديث عن الإمام الصادق عليه‏السلام أشار فيها إلى انقلابه وإعراضه عن الحقّ وكذّبه۳، ولكنّ ضعف أسناد جميع تلك النصوص أدّت إلى قلّة الاطمئنان بها.۴

فتثبت وثاقة أبي الجارود نظراً إلى مجموع القرائن المذكورة وبخاصّة رواية أجلاّء علماء الشيعة عنه، وتوثيق الشيخ المفيد العامّ له، ومدح ابن الغضائريّ مدحا نسبيّا له، وعدم تصريح الرجاليّين بتضعيفه.

ويجدر القول بأنّ كتاب معجم رجال الحديث قوّى توثيق أبي الجارود؛ بسبب وقوعه في أسناد كامل الزيارات وتفسير عليّ بن إبراهيم القميّ۵، ولكن لا يُعتنى بهذا النوع من التوثيق؛ لعدم القبول بهذا الأصل في التقييم، ولكون ادّعاء حضور أبي الجارود في أحاديث كتاب

1.. جوابات أهل الموصل في العدد والرواية الرسالة العدديّة: ص ۲۶. تعرّض الشيخ المفيد لبيان أحاديث رؤة هلال شهر رمضان، ثمّ ذكره بالوصف السابق، ونقل بعض الروايات ومنها رواية محمّد بن سنان عن أبي الجارود.

2.. رجال ابن الغضائريّ : ص ۶۱ح ۵۱ .

3.. راجع : رجال الكشّي: ج ۲ ص ۴۹۵ الرقم ۴۱۳ ـ ۴۱۹ .

4.. راجع: معجم رجال الحديث: ج ۷ ص ۳۲۴.

5.. راجع: المصدر السابق .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
330

واحد.

واستناداً إلى ما ذُكر نقول: يمكن لنا قبول السند الأوّل والثاني من حديث اللوح؛ لأنّ المصادر المعتبرة التي نقلت الحديث المذكور، وتعدّد الطرق وصحّة بعضها، تُعتبر قرائن واضحة على صدوره. إلاّ أنّ وضع أبي الجارود من وجهة نظر علم الرجال له أثر في قبول سند المتن الأوّل؛ ولذلك سنتحدّث عنه بمزيد من التفصيل.

أبو الجاورد

هو زياد بن المنذر المشهور بأبي الجارود، محدّث بصير من أصحاب الإمام الباقر ورواة الإمام الصادق عليهماالسلام، اشتهرت أحاديثه التفسيريّة عن الإمام الباقر عليه‏السلام ۱، ونُقل كثير منها في كتاب تفسير القمّي، ويبدو أنّ شخصاً أدخل كتاب تفسير أبي الجارود في تفسير عليّ بن إبراهيم القميّ.

أبو الجارود زيديّ المذهب، ومؤّس فرقة الجاروديّة.۲

نُقل عنه أكثر من مئة حديث في الكتب الأربعة۳، وروى عنه محدّثون مشهورون، مثل: الحسن بن محبوب، وعبد اللّه‏ بن سنان، وأبان بن عثمان، وعبد اللّه‏ بن المغيرة، ومحمّد بن سنان.۴

وأثنى عليه الشيخ المفيد رضى‏الله‏عنه وعلى بعض رواة أحاديث عدد الأئمّة ورؤة هلال شهر رمضان، فقال:

من الأعلام الرؤاء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام، الذين

1.. رجال النجاشيّ : ج ۱ ص ۳۸۷ الرقم ۴۴۶.

2.. الفهرست للطوسيّ : ص ۱۳۱ الرقم ۳۰۳.

3.. معجم رجال الحديث: ج ۲۱ ص ۷۷ و ج ۷ ص ۳۲۳.

4.. المصدر السابق : ج ۲۱ ص ۷۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15285
صفحه از 485
پرینت  ارسال به