لايُطعن عليهم ولا طريق إلى ذمّ واحد منهم.۱
وذكره ابن الغضائريّ ـ وهو المشهور بتضعيف الرواة ـ بلطفٍ وأثنى عليه قائلاً:
زياد هو صاحب المقام، حديثه في حديث أصحابنا أكثر منه في الزيديّة، وأصحابنا يكرهون ما رواه محمّد بن سنان عنه، ويعتمدون ما رواه محمّد بن بكر الأرحبيّ.۲
وقول ابن الغضائريّ ينمّ عن قبوله لأحاديث أبي الجارود، لكنّه يعتقد بأنّ العلماء لايقبلون ممّا روى إلاّ الأحاديث التي نقلها عنه محمّد بن سنان، وهذا مع اختلاف طبقتيهما، وتضعيف محمّد بن سنان لا علاقة له بعدم توثيق أبي الجارود.
كما أنّ علماء رجاليّين مشهورين ـ كالنجاشيّ والشيخ الطوسيّ ـ لم يضعّفوه من حيث نقل الروايات، سوى الكشّي وحده في رجاله نقل أحاديث عن الإمام الصادق عليهالسلام أشار فيها إلى انقلابه وإعراضه عن الحقّ وكذّبه۳، ولكنّ ضعف أسناد جميع تلك النصوص أدّت إلى قلّة الاطمئنان بها.۴
فتثبت وثاقة أبي الجارود نظراً إلى مجموع القرائن المذكورة وبخاصّة رواية أجلاّء علماء الشيعة عنه، وتوثيق الشيخ المفيد العامّ له، ومدح ابن الغضائريّ مدحا نسبيّا له، وعدم تصريح الرجاليّين بتضعيفه.
ويجدر القول بأنّ كتاب معجم رجال الحديث قوّى توثيق أبي الجارود؛ بسبب وقوعه في أسناد كامل الزيارات وتفسير عليّ بن إبراهيم القميّ۵، ولكن لا يُعتنى بهذا النوع من التوثيق؛ لعدم القبول بهذا الأصل في التقييم، ولكون ادّعاء حضور أبي الجارود في أحاديث كتاب
1.. جوابات أهل الموصل في العدد والرواية الرسالة العدديّة: ص ۲۶. تعرّض الشيخ المفيد لبيان أحاديث رؤة هلال شهر رمضان، ثمّ ذكره بالوصف السابق، ونقل بعض الروايات ومنها رواية محمّد بن سنان عن أبي الجارود.
2.. رجال ابن الغضائريّ : ص ۶۱ح ۵۱ .
3.. راجع : رجال الكشّي: ج ۲ ص ۴۹۵ الرقم ۴۱۳ ـ ۴۱۹ .
4.. راجع: معجم رجال الحديث: ج ۷ ص ۳۲۴.
5.. راجع: المصدر السابق .