329
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

ب ـ بكر بن صالح: كثير الرواية، نُقل عنه في الكتب الأربعة مئتان وعشرون حديثاً تقريباً، وروى عنه بعض العلماء، مثل: حسين بن سعيد، وأحمد بن محمّد بن عيسى، وعليّ بن مهزيار، ومحمّد بن يحيى العطّار.

وعلى الرغم من تضعيف النجاشي له۱، إلاّ أنّ اطمئنان مؤّفي الكتب الحديثيّة الشيعيّة الأربعة به والرواة الكبار الذين ذكرنا أسماءهم، أدّت إلى توثيق شخصيّته وأحاديثه.

۳ ـ رواية جابر بن يزيد الجُعفي عن الإمام الباقر عليه‏السلام، ونُقل سندها في كمال الدين والغيبة للشيخ الطوسي، وبعض رواته مجهول أو مهمل، مثل: محمّد بن نعمة السلولي، وعبد اللّه‏ بن قاسم، و عبد اللّه‏ بن خالد؛ وعليه فسند هذا الحديث غير معتبر من وجهة نظر رجاليّة.

وتأسيساً على ذلك حتّى لو اعتبرنا الراوي الثاني لهذا الحديث ـ وهو أبو السفاتج ـ معتبراً، فلا أثر له في تقوية السند.

۴ ـ رواية محمّد بن سنان عن الإمام الصادق عليه‏السلام ۲ ضعيفة السند؛ لاشتمالها على بعض المجاهيل، بالإضافة إلى أنّها ليست ثابتة ولايوجد لها نظير.۳

۵ ـ رواية أبي نضرة في شهادة الإمام الباقر عليه‏السلام ۴، وهي غير معتبرة من ناحية السند والمتن، فإضافة إلى وجود أشخاص مجهولين ومهملين في سندها، يواجهها إشكال تاريخيّ؛ لأنّها نقلت حضور جابر بن عبد اللّه‏ الأنصاري شهادةَ الإمام الباقر عليه‏السلام وفي حضور الإمام الصادق عليه‏السلام، في حين أنّ جابر بن عبد اللّه‏ توفّي سنة ۷۸ للهجرة۵ واستشهد الإمام الباقر سنة ۱۱۴ للهجرة، وبناء عليه لايمكن اجتماع هؤاء الأشخاص الثلاثة في مجلس

1.. رجال النجاشي: ج۱ ص ۲۷۰ الرقم ۲۷۴.

2.. راجع: الأمالي للطوسي: ص ۲۹۱ ح ۵۶۶.

3.. راجع: معجم رجال الحديث: ج ۱۶ ص ۱۵۱.

4.. راجع: عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: ج۱ ص۴۷ ح۱.

5.. رجال الطوسيّ : ص ۳۱ الرقم ۱۳۴.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
328

ولشهرة هذا الحديث وصراحته حريٌّ بنا أن نقف على سنده ودلالته كما ستكشف عن ذلك الأبحاث التالية:

أوّلاً: بحث في سند حديث اللوح

نُقل هذا الحديث بخمسة أسناد مختلفة في مصادر الحديث الشيعيّة، وهي:

۱ ـ رواية أبي الجاورد عن الإمام الباقر عليه‏السلام: «محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن أبي الجاورد».

وهو أشهر أسناد حديث اللوح المنقولة في الكتب الشيعيّة المهمّة باختلافات يسيرة.۱

وهذا الطريق أفضل طرق حديث اللوح، فرواة سنده من كبار علماء الشيعة وأجلاّئهم وموثّقيهم، سوى الراوي الأوّل في السند ـ أي أبي الجارود ـ الذي ينبغي أن يخضع توثيقه للتمحيص والتدقيق، وسوف نتطرّق إلى ذلك في ثنايا البحث.

۲ ـ رواية أبي بصير عن الإمام الصادق عليه‏السلام، وسند هذه الرواية طويل جدّاً وبالنحو التالي: «محمّد بن يحيى ومحمّد بن عبد اللّه‏، عن عبد اللّه‏ بن جعفر، عن حسن بن ظريف وعليّ بن محمّد، عن صالح بن أبي حمّاد، عن بكر بن صالح، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي بصير».

ويُقسّم هذا السند إلى عدّة فروع، وأكثر الرواة الواردين فيه ثقات، وصحّة هذا الطريق منوط بقبول أحاديث الراويين في آخر السند.

أ ـ عبد الرحمن بن سالم: ضعّفه ابن الضغائري فقط من بين علماء الرجال، غير أنّ هذا التضعيف الذي انفرد به ابن الغضائري لم ينل قبول علماء الشيعة، فقد نُقل عن عبد الرحمن أكثر من ۲۳ رواية في الكتب الأربعة، وروى عنه علماء كبار، مثل: ابن أبي عمير، والبزنطي، وأحمد بن محمّد بن عيسى۲؛ فتثبت وثاقته بناءً على نقل ابن أبي عمير والبزنطي.

1.. راجع: ص ۳۲۵ ح ۱۵۳ ـ ۱۵۴.

2.. معجم رجال الحديث: ج ۱ ص ۳۵۸ الرقم ۶۲۸۷.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15251
صفحه از 485
پرینت  ارسال به