ولشهرة هذا الحديث وصراحته حريٌّ بنا أن نقف على سنده ودلالته كما ستكشف عن ذلك الأبحاث التالية:
أوّلاً: بحث في سند حديث اللوح
نُقل هذا الحديث بخمسة أسناد مختلفة في مصادر الحديث الشيعيّة، وهي:
۱ ـ رواية أبي الجاورد عن الإمام الباقر عليهالسلام: «محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن أبي الجاورد».
وهو أشهر أسناد حديث اللوح المنقولة في الكتب الشيعيّة المهمّة باختلافات يسيرة.۱
وهذا الطريق أفضل طرق حديث اللوح، فرواة سنده من كبار علماء الشيعة وأجلاّئهم وموثّقيهم، سوى الراوي الأوّل في السند ـ أي أبي الجارود ـ الذي ينبغي أن يخضع توثيقه للتمحيص والتدقيق، وسوف نتطرّق إلى ذلك في ثنايا البحث.
۲ ـ رواية أبي بصير عن الإمام الصادق عليهالسلام، وسند هذه الرواية طويل جدّاً وبالنحو التالي: «محمّد بن يحيى ومحمّد بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن جعفر، عن حسن بن ظريف وعليّ بن محمّد، عن صالح بن أبي حمّاد، عن بكر بن صالح، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي بصير».
ويُقسّم هذا السند إلى عدّة فروع، وأكثر الرواة الواردين فيه ثقات، وصحّة هذا الطريق منوط بقبول أحاديث الراويين في آخر السند.
أ ـ عبد الرحمن بن سالم: ضعّفه ابن الضغائري فقط من بين علماء الرجال، غير أنّ هذا التضعيف الذي انفرد به ابن الغضائري لم ينل قبول علماء الشيعة، فقد نُقل عن عبد الرحمن أكثر من ۲۳ رواية في الكتب الأربعة، وروى عنه علماء كبار، مثل: ابن أبي عمير، والبزنطي، وأحمد بن محمّد بن عيسى۲؛ فتثبت وثاقته بناءً على نقل ابن أبي عمير والبزنطي.