323
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

مَنزِلِ جابِرٍ فَأَخرَجَ صَحيفَةً مِن رَقٍّ۱، فَقالَ: يا جابِرُ انظُر في كِتابِكَ لِأَقرَأَ أنَا عَلَيكَ، فَنَظَرَ جابِرٌ في نُسخَتِهِ۲ فَقَرَأَهُ أبي، فَما خالَفَ حَرفٌ حَرفا.
فَقالَ جابِرٌ: فَأَشهَدُ بِاللّه‏ِ أنّي هكَذا رَأَيتُهُ فِي اللَّوحِ مَكتوبا:
«بِسمِ اللّه‏ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، هذا كِتابٌ مِنَ اللّه‏ِ العَزيزِ الحَكيمِ، لِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ ونورِهِ وسَفيرِهِ وحِجابِهِ ودَليلِهِ، نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمينُ مِن عِندِ رَبِّ العالَمينَ، عَظِّم يا مُحَمَّدُ أسمائي، وَاشكُر نَعمائي ولا تَجحَد آلائي، إنّي أنَا اللّه‏ُ لا إلهَ إلاّ أنَا قاصِمُ الجَبّارينَ، ومُديلُ۳ المَظلومينَ، ودَيّانُ الدّينِ. إنّي أنَا اللّه‏ُ لا إلهَ إلاّ أنَا، فَمَن رَجا غَيرَ فَضلي أو خافَ غَيرَ عَدلي، عَذَّبتُهُ عَذابا لا اُعَذِّبُ بِهِ أحَدا مِنَ العالَمينَ، فَإِيّايَ فَاعبُد وعَلَيَّ فَتَوَكَّل. إنّي لَم أبعَث نَبِيّا فَاُكمِلَت أيّامُهُ وَانقَضَت مُدَّتُهُ، إلاّ جَعَلتُ لَهُ وَصِيّا، وإنّي فَضَّلتُكَ عَلَى الأَنبِياءِ، وفَضَّلتُ وَصِيَّكَ عَلَى الأَوصِياءِ، وأَكرَمتُكَ بِشِبلَيكَ وسِبطَيكَ حَسَنٍ وحُسَينٍ، فَجَعَلتُ حَسَنا مَعدِنَ عِلمي، بَعدَ انقِضاءِ مُدَّةِ أبيهِ، وجَعَلتُ حُسَينا خازِنَ وَحيي وأَكرَمتُهُ بِالشَّهادَةِ، وخَتَمتُ لَهُ بِالسَّعادَةِ، فَهُوَ أفضَلُ مَنِ استُشهِدَ وأَرفَعُ الشُّهَداءِ دَرَجَةً، جَعَلتُ كَلِمَتِيَ التّامَّةَ مَعَهُ، وحُجَّتِيَ البالِغَةَ عِندَهُ، بِعِترَتِهِ اُثيبُ واُعاقِبُ:
أوَّلُهُم عَلِيٌّ سَيِّدُ العابِدينَ وزَينُ أولِيائِيَ الماضينَ. وَابنُهُ شِبهُ جَدِّهِ المَحمودِ مُحَمَّدٌ الباقِرُ عِلمي وَالمَعدِنُ لِحِكمَتي. سَيَهلِكُ المُرتابونَ في جَعفَرٍ، الرّادُّ عَلَيهِ كَالرّادِّ عَلَيَّ، حَقَّ القَولُ مِنّي لاَُكرِمَنَّ مَثوى جَعفَرٍ، ولَأَسُرَّنَّهُ في أشياعِهِ وأَنصارِهِ وأَولِيائِهِ. اُتيحَت بَعدَهُ موسى۴ فِتنَةٌ عَمياءُ حِندِسٌ۵، لِأَنَّ خَيطَ فَرضي لا يَنقَطِعُ، وحُجَّتي لا تَخفى،

1.. الرَّقُّ : ما يُكتب فيه ، وهو جلد رقيق الصحاح : ج ۴ ص ۱۴۸۳ « رقق » .

2.. في الطبعة المعتمدة : «نسخة» ، والتصويب من طبعة دار الحديث .

3.. الإدالة : الغلبةُ ، اُديل لنا على أعدائنا : أي نصرنا عليهم النهاية : ج ۲ ص ۱۴۱ «دول» .

4.. في طبعة دار الحديث : «بموسى» .

5.. حِندِس : أي شديد الظُّلمة النهاية : ج ۱ ص ۴۵۰ «حندس» .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
322

وُلدِ رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.۱

راجع: ص ۲۵۶ (الفصل الثاني / معنى العترة وأهل البيت)

و ص ۳۰۷ (الفصل الثالث / ما روى بلفظ إثنا عشر إماما)

و ص ۴۲۸ (القسم الثاني / الفصل الأوّل / المهديّ عليه‏السلام هو التاسع من ولد الحسين عليه‏السلام).

۳ / ۹

حَديثُ اللَّوحِ

۱۵۲.الكافي: مُحَمَّدُ بنُ يَحيى ومُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللّه‏ِ، عَن عَبدِ اللّه‏ِ بنِ جَعفَرٍ، عَنِ الحَسَنِ بنِ ظَريفٍ وعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، عَن صالِحِ بنِ أبي حَمّادٍ، عَن بَكرِ بنِ صالِحٍ، عَن عَبدِ الرَّحمنِ بنِ سالِمٍ، عَن أبي بَصيرٍ، عَن أبي عَبدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام، قالَ:
قالَ أبي لِجابِرِ بنِ عَبدِ اللّه‏ِ الأَنصارِيِّ: إنَّ لي إلَيكَ حاجَةً، فَمَتى يَخِفُّ عَلَيكَ أن أخلُوَ بِكَ فَأَسأَلَكَ عَنها ؟ فَقالَ لَهُ جابِرٌ: أيَّ الأَوقاتِ أحبَبتَهُ. فَخَلا بِهِ في بَعضِ الأَيّامِ فَقالَ لَهُ: يا جابِرُ، أخبِرني عَنِ اللَّوحِ الَّذي رَأَيتَهُ في يَدِ اُمّي فاطِمَةَ عليهاالسلام بِنتِ رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وما أخبَرَتكَ بِهِ اُمّي أنَّهُ في ذلِكَ اللَّوحِ مَكتوبٌ.
فَقالَ جابِرٌ: أشهَدُ بِاللّه‏ِ، أنّي دَخَلتُ عَلى اُمِّكَ فاطِمَةَ عليهاالسلام في حَياةِ رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَهَنَّيتُها بِوِلادَةِ الحُسَينِ، ورَأَيتُ في يَدَيها لَوحا أخضَرَ، ظَنَنتُ أنَّهُ مِن زُمُرُّدٍ، ورَأَيتُ فيهِ كِتابا أبيَضَ، شِبهَ لَونِ الشَّمسِ، فَقُلتُ لَها: بِأَبي واُمّي يا بِنتَ رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، ما هذَا اللَّوحُ ؟ فَقالَت: هذا لَوحٌ أهداهُ اللّه‏ُ إلى رَسولِهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فيهِ اسمُ أبي وَاسمُ بَعلي وَاسمُ ابنَيَّ وَاسمُ الأَوصِياءِ مِن وُلدي، وأَعطانيهِ أبي لِيُبَشِّرَني بِذلِكَ.
قالَ جابِرٌ: فَأَعطَتنيهِ اُمُّكَ فاطِمَةُ عليهاالسلام فَقَرَأتُهُ وَاستَنسَختُهُ.
فَقالَ لَهُ أبي: فَهَل لَكَ يا جابِرُ، أن تَعرِضَهُ عَلَيَّ ؟ قالَ: نَعَم. فَمَشى مَعَهُ أبي إلى

1.. الكافي : ج ۱ ص ۵۳۰ ح ۶ ، كمال الدين : ص ۳۱۸ ح ۱ ، الاُصول الستّه‏عشر : ص ۱۳۹ ح ۳۷ ، بحار الأنوار : ج ۵۷ ص ۲۰۲ ح ۱۴۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15563
صفحه از 485
پرینت  ارسال به