عَلِيٌّ عليهالسلام فَسَلَّمَ ولَم يَستَطِع أن يَتَخَطّاهُم إلَيهِ، ولَم يُوَسِّعوا لَهُ، فَلَمّا رَأى رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله ذلِكَ، رَفَعَ مِخَدَّتَهُ وقالَ: إلَيَّ يا عَلِيُّ، فَلَمّا رَأَى النّاسُ ذلِكَ زَحَمَ بَعضُهُم بَعضا وأَفرَجوا حَتّى تَخَطّاهُم، وأَجلَسَهُ رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله إلى جانِبِهِ، ثُمَّ قالَ:
«يا أيُّهَا النّاسُ ! هذا أنتُم تَفعَلونَ بِأَهلِ بَيتي في حَياتي ما أرى، فَكَيفَ بَعدَ وَفاتي ؟ ! وَاللّهِ لا تَقرُبونَ مِن أهلِ بَيتي قُربَةً إلاّ قَرُبتُم مِنَ اللّهِ مَنزِلَةً، ولا تَباعَدونَ عَنهُم خُطوَةً وتُعرِضونَ عَنهُم إلاّ أعرَضَ اللّهُ عَنكُم». ثُمَّ قالَ:
«أيُّهَا النّاسُ ! اسمَعوا ما أقولُ لَكُم، ألا إنَّ الرِّضا وَالرِّضوانَ وَالجَنَّةَ لِمَن أحَبَّ عَلِيّا وتَوَلاّهُ، وَائتَمَّ بِهِ وبِفَضلِهِ وبِأوصِيائي بَعدَهُ، وحَقٌّ عَلى رَبّي أن يَستَجيبَ لي فيهِم، إنَّهُمُ اثنا عَشَرَ وَصِيّا، ومَن تَبِعَهُ فَإِنَّهُ مِنّي، إنّي مِن إبراهيمَ وإبراهيمُ مِنّي، وديني دينُهُ، ودينُهُ ديني، ونِسبَتُهُ نِسبَتي، ونِسبَتي نِسبَتُهُ، وفَضلي فَضلُهُ، وأَنَا أفضَلُ مِنهُ ولا فَخرَ، يُصَدِّقُ قَولي قَولُ رَبّي: «ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ»۱».۲
۳ / ۵
ما رُوِيَ بِلَفظِ «اثنا عَشَرَ مُحَدَّثا»
۱۳۳.الكافي: مُحَمَّدُ بنُ يَحيى وأَحمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَن مُحَمَّدِ بنِ الحُسَينِ، عَن أبي طالِبٍ، عَن عُثمانَ بنِ عيسى، عَن سَماعَةَ بنِ مِهرانَ، قالَ:
كُنتُ أنَا وأَبو بَصيرٍ ومُحَمَّدُ بنُ عِمرانَ مَولى أبي جَعفَرٍ عليهالسلام في مَنزِلِهِ بِمَكَّةَ، فَقالَ مُحَمَّدُ بنُ عِمرانَ: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليهالسلام يَقولُ: «نَحنُ اثنا عَشَرَ مُحَدَّثا»، فَقالَ لَهُ أبو بَصيرٍ: سَمِعتَ مِن أبي عَبدِ اللّهِ عليهالسلام ؟ فَحَلَّفَهُ مَرَّةً أو مَرَّتَينِ، [فَحَلَفَ۳] أنَّهُ سَمِعَهُ،