ونظراً إلى الأدلّة الّتي طُرحت في الصفحات السابقة، يُستنتج أنّ حديث «الخلفاء الاثني عشر» لاينطبق إلاّ على نظريّة الشيعة الاثني عشرية، وأمّا ما سواها من التحليلات والتنظير فهي نادرة شاذّة؛ لاشتمالها على إشكالات عديدة.
جواب عن إشكالين
يواجه الرأي الذي اخترناه في شرح حديث «الاثني عشر خليفة» إشكالان سنعرض لهما مع الإجابة عنهما فيما يأتي:
۱. أغلب أئمّة الشيعة لم يتصدوا للخلافة
الإشكال الأوّل هو أنّ الإمامين (عليّاً والحسن عليهماالسلام) هما من تصدّيا للخلافة فقط من بين الأئمّة الاثني عشر الذين يؤن بهم شيعة أهل البيت عليهمالسلام، وبناءً عليه كيف يمكن اعتبارهم خلفاء للنبيّ صلىاللهعليهوآله ؟
والجواب عن ذلك هو، أنّ الإمامة والخلافة منصب إلهيّ استناداً إلى الأحاديث المعتبرة التي مرّ قسم منها، وقد عيّن الرسولُ بأمر اللّه اثني عشر شخصاً من أهل البيت عليهمالسلام ليؤّوا هذه المسؤليّة، وأمّا عدم اتّباع أغلب الناس لهم فهو لايتعارض مع خلافتهم الحقيقيّة.
وبتعبير آخر: أخبر النبيّ عن جدارة أئمّة أهل البيت عليهمالسلام للخلافة وعيّنهم خلفاء له استناداً إلى الأحاديث المعتبرة السابقة، ومن بينها حديث «الخلفاء الاثني عشر»، ولكن هل يرتضي الناس ذلك أم لا هو موضوع آخر تنبّأ الرسول صلىاللهعليهوآله بشأنه في أحاديث أُخرى صورّت مستقبل الأُمّة الإسلاميّة، وأخبرت عمّا ستفعله تلك الأُمّة بأهل بيته.۱
۲. عدم اتّفاق الأُمّة على خلافة أئمّة الشيعة
الإشكال الثاني هو مجيء العبارة التالية في بعض روايات حديث «الخلفاء الاثني عشر»: