لأنّ أصحاب الرسول صلىاللهعليهوآله أُولئك الذين عاشوا في زمان النبيّ صلىاللهعليهوآله لايشملهم عنوان الخلفاء الاثني عشر، وبناء عليه يخرج من هذه المجموعة الخلفاء الأربعة ومعاوية ومروان بن الحكم، ويبقى الاثنا عشر شخصاً.۱
ولتوضيح كلامهما ينبغي الإشارة إلى أنّ عدد الحكّام الأُمويّين خمسة عشر شخصاً، بدأ حكمهم بعد ثلاثة عشر عاماً من وفاة الرسول صلىاللهعليهوآله ؛ لأنّ عثمان استلم الخلافة في نهاية سنة ۲۳ للهجرة. ولكي يعالج الخطّابيّ وابن الجوزيّ مشكلة عدد أفراد بني أُميّة وزمن حكومتهم، ألحقا أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآله به ولم يعتبرانهم جديرين بعنوان «خلافة النبيّ»، ومن ثمّ خرج من هذا الحكم الخلفاء الأربعة ومعاوية ومروان، وبقي الاثنا عشر شخصاً التالين لهم.
وينبغي الإشارة إلى أنّ ابن الجوزيّ ذكر في بداية كلامه أنّه لايمكن العثور على المعنى الأساسيّ لقول النبيّ صلىاللهعليهوآله وإدراكه.۲
نقد الرأي الرابع
يؤذ على هذا الرأي أنّه ينطوي على الإشكالات التالية:
۱. إخراج الخلفاء الأربعة من عنوان الخلفاء الاثني عشر لايستند إلى أيّ دليل.
۲. ذكرت مصادر أهل السنّة أنّ عهد خلافة الرسول صلىاللهعليهوآله يستمرّ إلى ثلاثين عاماً بعده، ورووا عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله قولَه: «الخِلافَةُ في أُمَّتي ثَلاثونَ سَنَةً، ثُمَّ مُلكٌ بَعدَ ذَلِكَ».۳
في حين أنّ هذا الرأي صوّر الخلافة بعد سنة ۶۰ للهجرة وموت معاوية.