303
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

لأنّ أصحاب الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أُولئك الذين عاشوا في زمان النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لايشملهم عنوان الخلفاء الاثني عشر، وبناء عليه يخرج من هذه المجموعة الخلفاء الأربعة ومعاوية ومروان بن الحكم، ويبقى الاثنا عشر شخصاً.۱

ولتوضيح كلامهما ينبغي الإشارة إلى أنّ عدد الحكّام الأُمويّين خمسة عشر شخصاً، بدأ حكمهم بعد ثلاثة عشر عاماً من وفاة الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؛ لأنّ عثمان استلم الخلافة في نهاية سنة ۲۳ للهجرة. ولكي يعالج الخطّابيّ وابن الجوزيّ مشكلة عدد أفراد بني أُميّة وزمن حكومتهم، ألحقا أصحاب النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله به ولم يعتبرانهم جديرين بعنوان «خلافة النبيّ»، ومن ثمّ خرج من هذا الحكم الخلفاء الأربعة ومعاوية ومروان، وبقي الاثنا عشر شخصاً التالين لهم.

وينبغي الإشارة إلى أنّ ابن الجوزيّ ذكر في بداية كلامه أنّه لايمكن العثور على المعنى الأساسيّ لقول النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وإدراكه.۲

نقد الرأي الرابع

يؤذ على هذا الرأي أنّه ينطوي على الإشكالات التالية:

۱. إخراج الخلفاء الأربعة من عنوان الخلفاء الاثني عشر لايستند إلى أيّ دليل.

۲. ذكرت مصادر أهل السنّة أنّ عهد خلافة الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يستمرّ إلى ثلاثين عاماً بعده، ورووا عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قولَه: «الخِلافَةُ في أُمَّتي ثَلاثونَ سَنَةً، ثُمَّ مُلكٌ بَعدَ ذَلِكَ».۳

في حين أنّ هذا الرأي صوّر الخلافة بعد سنة ۶۰ للهجرة وموت معاوية.

1.. راجع: فتح الباري: ج ۱۳ ص ۲۱۲.

2.. راجع: فتح الباري: ج ۱۳ ص ۲۱۲.

3.. سنن الترمذي: ج ۴ ص ۵۰۳ ح ۲۲۲۶، سنن أبي داود: ج ۴ ص ۲۱۱ ح ۴۶۴۶ ـ ۴۶۴۷، مسند ابن حنبل: ج ۸ ص ۲۱۳ ح ۲۱۹۷۸، السنن الكبرى للنسائي: ج ۵ ص ۴۷ ح ۸۱۵۵، صحيح ابن حبّان: ج ۹ ص ۳۵ ح ۶۶۵۷، سلسلة الأحاديث الصحيحة: ج ۱ ص ۷۴۲ ح ۴۵۹.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
302

أو على نطاق واسع أبداً.

الرأي الثالث: الاثنا عشر خليفة غير مُعيّنين إلى يوم القيامة

قال ابن الجوزي في هذا الصدد:

إنّ المراد وجود اثني عشر خليفة في جميع مدّة الإسلام إلى يوم القيامة يعملون بالحقّ، وإن لم تتوالَ أيّامهم.۱

ودافع ابن كثير في تفسيره عن هذا الرأي أيضاً.۲

نقد الرأي الثالث

الإشكالات الموجّهة إلى هذا الرأي هي:

۱ ـ يمكن لإضفاء عدم الشفافيّة على قول رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أن يعالج بعض الإشكالات الواردة على الآراء السابقة، لكنّ ذلك لا يأتي لنا بحصيلة جليّة ومحدّدة. ونتيجة هذا الرأي هي: قول الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لجملة غامضة وملغّزة لم يكن و لا يكون لها أيّ دور في وعي المجتمع الإسلاميّ وعمله!

۲ ـ يهدف قول رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إلى تأسيس مسار ممهّد للوصول إلى هدف عظيم هو اتّباع الناس لهؤاء القادة، ممّا يفضي بهم إلى استكشاف سواء السبيل ونيل الهداية، أمّا في حالة افتراض عدم تعيين الاثني عشر خليفة فلن يتحقّق هذا الهدف مطلقاً، بل يؤّي إلى إرباكهم وحيرتهم في تعرّف من يقتدون به، وإلى استغلال المادّيّين والانتهازيّين لهم.

الرأي الرابع: خلفاء بني أُميّة

قال الخطابيّ وابن الجوزيّ بأنّ ما عناه النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله من الخلفاء الاثني عشر هم خلفاء بني أُميّة؛

1.. فتح الباري: ج ۱۳ ص ۲۱۳، مسائل خلافيّة: ص ۸ .

2.. تفسير ابن كثير: ج ۶ ص ۸۵.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15462
صفحه از 485
پرینت  ارسال به