الرأي الثاني: حكّام صدر الإسلام إلى عصر عمر بن عبد العزيز
بعد كلام لابن حجر العسقلاني يذكر فيه ضبابية المطلب لديه، قال في المقصود من «الخلفاء الاثني عشر»:
الأولى أن يُحمل قوله صلىاللهعليهوآله: «يَكونُ بَعدي اثنا عَشَرَ خَليفَةً» على حقيقة البَعديّة، فإنّ جميع من ولي الخلافة من الصدّيق إلى عمر بن عبد العزيز أربعة عشر نفساً، منهم اثنان لم تصحّ ولا يتهما ولم تطل مدّتهما، وهما معاوية بن يزيد ومروان بن الحكم، والباقون اثنا عشر نفساً على الولاء كما أخبر صلىاللهعليهوآله.
وصرّح في مواصلة كلامه قائلاً:
ولا يقدح فى ذلك قوله: «يَجتَمِعُ عَلَيهِ النّاسُ» لأنّه يحمل على الأكثر الأغلب، لأنّ هذه الصفة لم تُفقَد إلاّ في الحسن بن عليّ عليهالسلام وعبد اللّه بن الزبير مع صحّة ولايتهما، والحكم بأنّ من خالفهما لم يثبت استحقاقه إلاّ بعد تسليم الحسن وبعد قتل ابن الزبير، واللّه أعلم.۱
نقد الرأي الثاني
واجه الرأي الثاني عدّة إشكالات إضافة إلى بعض ما ورد على الرأي الأوّل، نعرضها في ما يلي:
۱ ـ برّر ابن حجر خروج معاوية بن يزيد ومروان بن الحكم من الخلفاء الاثني عشر بأنّ مدّة حكميهما لم تدم طويلاً.
ووفقاً لهذا الرأي يجب إخراج الإمام الحسن عليهالسلام من هذه الجموعة أيضاً؛ لقصر مدّة حكومته.
۲ ـ عُدّ عبد اللّه بن الزبير جزءاً من الخلفاء الاثني عشر، في حين أنّ حكمه لم يكن شاملاً