299
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

لم ألقَ أحداً يقطع في هذا الحديث ـ يعني بشيء معين ـ.۱

وأيّد ابن حجر إجمالاً عدم فهم الحديث المذكور.۲

وفي الواقع حاول بعض من ذُكر أن يبيّن ما المراد من الخلفاء الاثني عشر حتّى على نحو الاحتمال، ولكنّ التمعّن فيما صدر عنهم من أقوال يُنبئ عن أنّها لاتتوافق مع قول الرسول لا في العدد ولا في الخصائص. والموضوع الآتي يستعرض بعض آرائهم.۳

آراء غير منطبقة أحاديث «اثنا عشر خليفة»

الرأي الأوّل: الحكّام في عهد السلطة السياسيّة للإسلام

قال البيهقيّ۴ والقاضي عيّاض۵ بأنّ المعنيّ بالخلفاء الاثني عشر هو من يتولّى الحكم في مرحلة عظمة الخلافة واقتدارها، ويُجمِع عليه الناس، واستمرّت هذه الفترة إلى حكومة يزيد بن عبد الملك.

وبناء على هذا الرأي، يكون مصاديق الخلفاء الاثني عشر كلّ من: الخلفاء الراشدين، ومعاوية، ويزيد، وعبد الملك، والوليد، وسليمان، وعمر بن عبد العزيز، ويزيد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك، والوليد بن يزيد!

نقد الرأي الأوّل

وُجّهت إلى نظريّة البيهقيّ والقاضي عيّاض عدّة إشكالات نعرضها فيما يلي:

۱ ـ لم يُقدّم أيّ برهان على هذه النظريّة.

1.. فتح الباري: ج ۱۳ ص ۲۱۱.

2.. المصدر السابق: ج ۱۳ ص ۲۱۲.

3.. لمزيد من الاطّلاع راجع : فتح الباري: ج ۱۳ ص ۲۱۱ ـ ۲۱۵ فما بعدها ومسائل خلافيّة: ص ۱۵ ـ ۳۸.

4.. دلائل النبوّة: ج ۶ ص ۵۲۰.

5.. فتح الباري: ج ۱۳ ص ۲۱۳.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
298

وهذا في حين أنّ الحكومة مجرّد وسيلة وأداة اعتمدها الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لنشر هدفه، وقد أدّى مهمّته سواء عند استلامه للحكم أو عدم استلامه خلال المرحلة الشاقّة في مكّة.

إنّ المبرّرات والتأويلات اللاّحقة التي نقلها علماء الحديث من أهل السنّة تكشف عن عنايتهم بالمعنى الشائع للخليفة دون الاهتمام بالعلّة الغائيّة لبعثة الأنبياء، فسعوا وراء خليفة من بين الحكّام والمتسلّطين، وبديهي أنّ الظَّلَمة وسفّاكي الدماء منهم ـ كيزيد وعبد الملك ـ لايمكن أن يكونوا خليفةَ أعظمِ الأنبياء وخاتمهم.

ولاريب في أنّ هدف النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله من هذا الحديث هو التعريف بأفضل من يخلفه وله الكفاءة الكاملة لقيادة الأُمّة الإسلاميّة، وبما أنّ مقام النبوّة منزّه عن اللغو وحياكة الألغاز، فالمسألة المهمّة في فقه الحديث وفهم كلام رسول اللّه‏ هي تعيين مصاديق الخلفاء الاثني عشر الذين عرّفهم على أنّهم جديرون بخلافته.

جواب هذه المسألة لايشوبه غموض في رؤة شيعة أهل البيت عليهم‏السلام ؛ لأنّهم يعتقدون بأنّ خلفاء الرسول الاثني عشر هم الاثنا عشر إماماً من أهل بيته، أوّلهم الإمام عليّ عليه‏السلام وآخرهم الإمام المهديّ عليه‏السلام، وهو مازال حيّاً، وسيملأ العالم قسطاً وعدلاً في يوم آت لا ريب فيه.۱

في حين خلت كنانةُ محدّثي أهل السنّة من جواب يُفصح عن مصاديق الخلفاء الاثني عشر بالرغم من اعتقادهم بصحّة حديث جابر بن سَمُرة، بحيث قال ابن الجوزي في كتاب كشف المشكل:

هذا الحديث قد أطلت البحث عنه، وطلبته مظانّه، وسألت عنه، فما رأيت أحداً وقع على المقصود به.۲

كما صرّح المهلّب بما يلي:

1.. راجع: ص ۳۱۸ (ما روي في بيان عدد الأئمة وأسمائهم).

2.. كشف المشكل: ج ۱ ص ۴۴۹، فتح الباري: ج ۳ ص ۲۱۲.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15278
صفحه از 485
پرینت  ارسال به