شهرة نقله عن طرق مختلفة على عدم عناية الصحابة بهذا الموضوع المهمّ.

۲. زمان ومكان صدور الحديث

ورد في صحيح مسلم أنّ حديث رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عن الخلفاء من بعده صدر عنه يوم الجمعة عند رجم الأسلميّ^۱؛ وبما أنّ هذه الحادثة وقعت في المدينة^۲، فيمكن القول بأنّ مكان صدور حديث الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله كان في مسجد المدينة المنوّرة.

أمّا مسند ابن حنبل، فذكر أنّ زمان صدور الحديث كان في عرفة، ومكانه في أرض عرفات^۳، وفي رواية أُخرى أنّه كان في مِنىً.^۴

ويبدو بعد إمعان النظر في النصوص المرتبطة بهذه الحادثة، أنّ جابر بن سمرة نقل حادثة واحدة، ويُستبعد احتمال تعدّدها نظراً إلى خصائص المتن.

۳. الاختلاف في نصّ الحديث

نُقل حديث جابر بن سَمُرة بروايات مختلفة، أكثرها «اثنا عَشَرَ خَليفَةً»، وفي صحيح البخاري: «اثنا عَشَرَ أميراً»^۵، وفي روايات أُخرى: «اثنا عَشَرَ إماماً»^۶، و«يَملِكُ اثنا عشر»^۷، و«اثنا عَشَرَ قَيِّماً»^۸، وجاء متن الحديث وفقاً لبعض الروايات بعبارة: «لا يَزالُ أَمرُ النّاسِ ماضياً ما وَلِيَهُم اثنا عَشَرَ رَجُلاً».^۹

إضافة إلى اعتبار الألباني صحّة بعض طرق هذا الحديث^۱، كما روي الحديث نفسه في صحيح مسلم^۲ وصحيح البخاريّ^۳، وروايتهما معتبرة لدى أهل السنّة، على الرغم من مجيء عبارة «اثنا عشر أميراً» بدلاً من «اثنا عشر خليفة» في رواية البخاريّ.

ج ـ جاء نقل جابر بن سَمُرة في المصادر الحديثيّة للشيعة^۴ بالأسناد نفسها الواردة في مصادر أهل السنّة.

د ـ إضافة إلى رواية جابر بن سَمُرة^۵، نقلت الأحاديث المشار إليها عن طريق عبد اللّه‏ بن عمر^۶، وعبد اللّه‏ بن مسعود^۷، وعبد اللّه‏ بن عمرو بن العاص^۸، وأنس بن مالك^۹، وعبد اللّه‏ بن أبي أوفى^۱۰، لكنّ المصادر التي روت هذه الأحاديث مصادر شيعيّة.^۱۱

هـ ـ الأمر الذي يحتاج إلى إمعان نظر هو أنّه لماذا لم يهتمّ الصحابة حقّ الاهتمام بهذا الحديث المصيريّ الخطير الذي يقرّر مستقبل الإمامة في المجتمع الإسلاميّ، فأقلّوا من نقله بحيث عُرف حديث «الاثني عشر خليفة» بحديث جابر بن سَمُرة؟!

ولاريب في أنّ لمحتواه السياسيّ أثراً في عدم نقل أصحاب النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله له، ولهذا يدلّ عدم