ج ـ اعتبر الحاكم النيشابوري أصل حديث الثقلين صحيحاً، والرواية بلفظ «سُنَّتي» غريبة، قائلاً:
وهذا الحديث لخطبة النبيّ صلىاللهعليهوآله متّفق على إخراجه في الصحيح: «يا أيُّها النّاسُ، إِنِّي قَد تَرَكتُ فيكُم ما لَن تَضِلُّوا بَعدَهُ إِن اعتَصَمتُم بِهِ: كِتابَ اللّهِ وَأَنتُم مَسؤلونَ عَنهُ، فما أنتم قائلون»، وذِكرُ الاعتصام بالسنّة في هذه الخطبة غريب و يحتاج إليها.۱
ولهذا فالرواية المذكورة عن حديث الثقلين ليست معتبرة، ولا يمكنها أن تكون بديلاً عن عبارة «كِتابَ اللّهِ وعِترَتي».
د ـ جاءت في بعض أحاديث الشيعة عبارة «كِتابَ اللّهِ وَسُنَّتي» بدلاً من «كِتابَ اللّهِ وَعِترَتي». نقل هذا النصّ الشيخ الصدوق عن أبي هريرة في كتاب كمال الدين بعد ذكره للرواية المشهورة ۲. وسند هذا الحديث ضعيف، ويُحتمل أنّه نقله للإشارة الى الفرق المذكور؛ لأنّ هذه الخطوة ليست منسجمة مع هدفه من تأليف كتاب كمال الدين، ومن عنوان باب «اتّصال الوصيّة من لدن آدم عليهالسلام».
ملاحظات
من المفيد إدراج بعض الملاحظات الآتية في خاتمة البحث:
۱ ـ إنّ حديثنا السابق لاينفي حجّية سنّة النبيّ صلىاللهعليهوآله ؛ لأنّ الأدلّة القرآنيّة والروائيّة والعقليّة لسنّة الرسول صلىاللهعليهوآله في غاية الاتّقان والقوّة، بحيث تُلغي أيّ احتمال لعدم اعتبارها، وبناء عليه فلا يعني إنكار صدور هذه الروايات إنكاراً لحجّية سنّة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله.
۲ ـ يدلّ وجوب التمسّك بالعترة إلى جانب حجّية القرآن والسنّة، على أنّ الرسول صلىاللهعليهوآله في صدد بيان إمكانيّة هداية القرآن والسنّة بالتمسّك بالعترة، وربّما هناك قراءات مختلفة ل