المقدّمة الثانية: بقاء أيّ واحد من أهل البيت عليهمالسلام إلى جانب القرآن يشمل حضوره وغيابه، وإذ لم يوجد إمام من أهل البيت حاضر وظاهر من بعد الإمام الحسن بن عليّ العسكريّ عليهالسلام إلى الآن، فمقتضى حديث الثقلين وجود إمام غائب من أهل البيت عليهمالسلام ؛ لأنّه خلافاً لذلك سينفصل القرآن عن العترة، وهذا الإمام الغائب ليس إلاّ الإمام المهديّ عليهالسلام.
الثاني: ماذا يعني التمسّك بأهل البيت عليهمالسلام ؟
أكّد رسول اللّه ضرورة التمسّك بأهل البيت من بعده في أحاديث كثيرة أُخرى۱ إضافة إلى حديث الثقلين، ولا ريب في أنّ معنى التمسّك بالنبيّ صلىاللهعليهوآله إبّان حياته هو اتّباعه دينيّاً وسياسيّاً، وبناء عليه يدلّ بوضوح وجوب التمسّك بأهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآله من بعده على مرجعيّتهم الدينيّة والسياسيّة ووجوب اتّباعهم.
وطبيعيّ أن يتباين التمسّك والتبعيّة الدينيّة والسياسيّة فيما يرتبط بالإمام الحاضر والغائب، كما سيأتي توضيحه فيما بعد.
الثالث: كيفيّة التمسّك بالإمام الغائب
اتّضح إلى هنا بقاء أهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى يوم القيامة، ووجوب التمسّك بهم في الدين والسياسة استناداً إلى حديث الثقلين، ولكنّ القضية المهمّة هي: كيف يتمسّك المجتمع الإسلاميّ بإمام غائب؟
وينكشف بتأمّل يسير أنّ التمسّك بالإمام الغائب يعني اتّباع نوّابه الخاصّين والعامّين، والدعوة والترويج لمذهب أهل البيت عليهمالسلام، ومجابهة العراقيل الحائلة دون ظهوره، والسعي لتثبيت الصلة بين القرآن والعترة والدين والسياسة، ومن ثمّ توفير الأرضيّة الثقافيّة والسياسيّة والاقتصاديّة للحكومة الإسلاميّة العالميّة بقيادة أهل البيت، وهو عمل خطير