281
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

ـ عَليٌّ مَعَ القُرآنِ وَالقُرآنُ مَعَ عَليٍّ، لَن يَتَفَرَّقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ.۱

ـ عَلِيٌّ مَعَ الحَقِّ وَالحَقُّ مَعَهُ، لايَفتَرِقانِ حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ.۲

وبناء على ذلك فإذا كان ظاهر حديث الثقلين صحيحاً في الاستدلال على إثبات استمرار إمامة أهل البيت عليهم‏السلام، فيجب القول ببقاء الإمام عليّ عليه‏السلام على قيد الحياة إلى يوم القيامة وفقاً للحديثين السابقين!

الجواب عن هذه الشبهة: إنّ قياس ذينك الحديثين مع حديث الثقلين قياس مع الفارق؛ لأنّ جملة «لَن يَفتَرِقا» في حديث الثقلين مسبوقة بالجملتين: «إنّي تارِكٌ فيكُمُ الثَّقَلَينِ» و «إِن تَمَسَّكتُم بِهِما لَن تَضِلُّوا»، وهما قرينتان ساطعتان على استمرار إمامة أهل البيت، وغير موجودتين في الحديثين الآنفين.

وبعبارة أُخرى: لو طُرحت ملازمة الإمام للقرآن والحقّ مع موضوع الخلافة وضرورة التمسّك بالخليفة، فلها معنىً معيّن، ولو طُرحت بدون ذلك الموضوع فلها معنىً آخر، فقد وردت ملازمة أهل البيت للقرآن مع خلافتهما لرسول اللّه‏ ووجوب التمسّك بهما في حديث الثقلين إلى يوم القيامة؛ ولهذا دلالة على استمرار حياة أحد أهل البيت عليهم‏السلام إلى اليوم المذكور، في حين أنّ ملازمة الإمام عليّ عليه‏السلام للقرآن والحقّ لم تطرح في الحديثين السابقين مع موضوع خلافته ووجوب التمسّك به إلى يوم القيامة، ولهذا فالملازمة المذكورة لا تُفصح إلاّ عن عدم الانفصال الأكيد للإمام عن مسيرة القرآن والحقّ.

1.. المستدرك على الصحيحين: ج ۳ ص ۱۳۴ ح ۴۶۲۸، المعجم الأوسط: ج۵ ص ۱۳۵ ح ۴۸۸۰، المعجم الصغير: ج ۱ ص ۲۵۵ ح ۷۰۵، كنز العمّال: ج۱۱ ص۶۰۳ ح ۳۲۹۱۲؛ الأمالي للطوسي: ص ۴۶۰ ح ۱۰۲۸، الطرائف: ص ۱۰۳ ح۱۵۲، الصراط المستقيم: ج ۳ ص ۱۶۳، كشف الغمّة: ج ۱ ص ۱۴۸.

2.. الخصال: ص ۴۹۶ ح ۵، الأمالي للصدوق: ص ۱۵۰ ح ۱۴۶، المناقب لابن شهرآشوب: ج۳ ص۶۲، الطرائف: ص۱۰۳ ح۱۵۰، الصراط المستقيم: ج۱ ص۲۷۵؛ تاريخ بغداد: ج ۱۴ ص ۳۲۱ الرقم ۷۶۴۳، تاريخ دمشق: ج ۴۲ ص۴۴۹ الرقم ۹۰۲۵.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
280

لابدّ من بيان ثلاثة أُمور:

الأوّل: غيبة إمام العصر عليه‏السلام

حديث الثقلين ـ في الحقيقة ـ أحد أدلّة إمامة الإمام المهديّ عليه‏السلام وغيبته أيضاً، ويمكن إثبات ذلك بمقدّمتين:

المقدّمة الأُولى: كما سيبقى نصّ القرآن إلى يوم القيامة وفقاً لهذا الحديث، سيظلّ أيضاً أحد أئمّة أهل البيت عليهم‏السلام حيّاً إلى جانبه.

وفي نصّ حديث الثقلين ثلاث قرائن تثبت القول السابق:

أ ـ لا يختصّ الخطاب ـ دون أدنى شكّ ـ في جملة «إِنّي تارِكٌ فيكُمُ الثَّقَلَينِ» بأصحاب النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، بل يشمل جميع الأُمّة الإسلاميّة، وفي خلاف ذلك لا يبقى معنى لجملتي «لَن تَضِلُّوا» و «حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ».

وبناء عليه، يجب أن يبقى واحد من أهل البيت عليهم‏السلام حيّاً إلى يوم القيامة لكي تصدق جملة «إِنّي تارِكٌ...».

ب ـ وجملة «إن تَمَسَّكتُم بِهِما لَن تَضِلُّوا» قرينة أُخرى على استمرار إمامة أحد أهل البيت عليه‏السلام إلى الأبد؛ لأنّه لو لم يوجد أحدهم إلى جنب القرآن إلى يوم القيامة، فلن يكون لوجوب استمرار التمسّك بأهل البيت أيّ معنى.

ج ـ وتدلّ على هذا المطلب جملة: «لَن يَفتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ» إلى جانب الجملتين السابقتين، فأُولئك الأشخاص الذين نصّبهم النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله خلفاً له وأوصى بالتمسّك بهم إلى يوم القيامة، هم أنفسم لن ينفصلوا عن القرآن إلى اليوم المذكور.

إجابة عن إحدى الشبهات

قد يقال: إنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أطلق نظير هذا التعبير في شأن الإمام عليّ عليه‏السلام في الحديثين التاليين:

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15576
صفحه از 485
پرینت  ارسال به