المنزلة العلميّة لأهل البيت أيضاً.۱
يُضاف إلى ذلك تصريح حديث الثقلين في بيان المرجعيّة العلميّة لأهل البيت عليهمالسلام إلى جانب القرآن الكريم، إذ ورد فيه:
إنّي تارِكٌ فيكُمُ الثَّقَلَينِ أَما إِن تَمَسَّكتُم بِهِما لَن تَضِلُّوا: كِتابَ اللّهِ وَعِترَتي أَهلَ بَيتي.۲
ومعنى هذا أنّ المرجعيّة العلميّة لأهل البيت عليهمالسلام إلى جانب القرآن الكريم يُفضي إلى الحصانة من الضلال في المسائل الدينيّة، ومن لايعترف بمرجعيّتهم العلميّة لايمكنه الاطمئنان بمجموعة عقائده الدينيّة.
الثالثة: الملازمة بين الإعراض عن أهل البيت والقرآن
حديث الثقلين ـ في الحقيقة ـ وصيّة رسول اللّه السياسيّة الربّانيّة، فالنبيّ صلىاللهعليهوآله يعلم جيّداً أنّ المرجعيّة العلميّة لأهل البيت لا تتحقّق عمليّاً بإقصائهم عن القيادة السياسيّة، ومادامت قيادة الأُمّة غير مناطة بهم فلن يستطيع المجتمع الإسلاميّ وسائر مجتمعات العالم أن ينهلوا بجدارة من بحار علمهم التي لاحدود لها؛ ولهذا يحمل حديث الثقلين للأُمّة الإسلاميّة هذا البيان السياسيّ الربّاني الخطير، وهو: أنّ مصير القرآن والعترة مترابطان مع بعضهما.
وبعبارة أُخرى: لايمكن للقرآن (وهو رسالة الكمال المادّي والمعنويّ للبشر) أن ينفصل عن العترة (وهم الذائدون عن هذه الرسالة وديمومة السنّة النبويّة)، وفي كلمة واحدة: الدين ليس مفصولاً عن السياسة، والإعراض عن أحد الثقلين (القرآن أو العترة) في المجتمع