275
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول

مصاديق «أهل البيت» ليست منحصرة بأصحاب الكساء الذين استشهد آخرهم ـ وهو الإمام الحسين عليه‏السلام ـ بعد خمسين عاماً من وفاة الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، بل صُرّح في كثير من روايات أهل البيت بإضافة تسعة من أبناء الحسين عليه‏السلام إليهم، فقال الإمام عليّ عليه‏السلام في توضيح معنى عترة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله:

أنا وَالحَسَنُ والحُسَينُ وَالأئِمَّةُ التِّسعَةُ مِن وُلدِ الحُسَينِ، تاسِعُهُم مَهدِيُّهُم وَقائِمُهُم، لا يُفارِقونَ كتابَ اللّه‏ وَلا يُفارِقُهُم حَتَّى يَرِدوا عَلى رَسولِ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله حَوضَهُ.۱

وعلى الرغم من أنّ الأحاديث المعتبرة لأهل السنّة لم تطبِّق بصراحة «العترةَ» على الاثني عشر شخصاً من أُسرة الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، لكنّ الأحاديث التي رووها والتي تؤّد أنّ خلفاء رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله اثنا عشر خليفة، ليس لها ما يبرّرها إلاّ على ما يطابق الأُصول الاعتقاديّة لشيعة أهل البيت عليهم‏السلام ۲، نذكر فيما يلي نموذجان من تلك الأحاديث:

لا يَزالُ الدِّينُ قائِماً حَتّى تَقومَ السّاعَةُ، أَو يَكونَ عَلَيكُم اثنا عَشَرَ خَليفَةً، كُلُّهُم مِن قُرَيشٍ.۳

لا يَزالُ الإِسلامُ عَزيزاً إلى اثني عَشَرَ خَليفَةً.۴

وهكذا يمكن القول بأنّ هذا النوع من الأحاديث ينطوي على إشارة إلى شمول مفهوم «العترة» لسائر الأئمّة، مثلما صرّحت به أحاديث أهل البيت عليهم‏السلام.

سادساً: معنى حديث الثقلين

ذكرت المصادر المعتبرة التي أُشير إليها، أنّ رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في آخر عمره الشريف خاطب الأُمّة الإسلاميّة إلى يوم القيامة، فقال:

1.. راجع: ص ۲۶۰ ح ۱۱۰ (عيون أخبار الرضا عليه‏السلام).

2.. راجع: ص ۲۹۳ (الفصل الثالث / دراسة في أحاديث الاثني عشر خليفة).

3.. راجع: ص ۲۸۸ ح ۱۱۳ صحيح مسلم.

4.. راجع: ص ۲۸۷ ح ۱۱۱ صحيح مسلم.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
274

أهل البيت عليهم‏السلام أنفسهم في تفسير «أهل البيت»۱، يبدو أنّ مجموعة مخصّصة فقط من أقارب النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مشمولة بعنوان أهل البيت، حتّى إنّ زوجاته لاينضوين تحته، وبهذا لايبقى سبيل لأدنى شكّ في المقصود من «أهل البيت» لدى الباحث المنصف.۲

ومن ناحية أُخرى فإنّ مضمون آية التطهير وسياقها يؤيّد الأحاديث المفسّرة لـ «أهل البيت» بأنّهم مجموعة خاصّة من أقارب النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، إضافة إلى السيرة العمليّة لرسول اللّه‏ في تفسير هذه الآية الشريفة ـ منذ أن منع التحاق زوجته الجليلة أُمّ سلمة بأصحاب الكساء؛ ليردّ احتمال دخول أزواجه في عنوان «أهل البيت» إلى وفاته۳ـ بحيث لايترك أيّ نوع من الخلاف باقياً في مفهوم ومصداق «أهل البيت»، ولم يدّع أحد هذا العنوان في حياته سوى نخبة خاصّة من المقرّبين للنبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله والمؤّلين علميّاً وعمليّاً لقيادة الأُمّة الإسلاميّة وإرشادها.۴

وتأسيساً على ذلك، فإنّ أيّ نوع من الشبهات المفهوميّة والمصداقيّة الحائمة حول «أهل البيت» في آية التطهير وحديث الثقلين تفقد قيمتها العلميّة حيال كلمات النبيّ الصريحة الساطعة وسيرته العمليّة في تفسير هذا العنوان.

كما أنّ مضمون حديث الثقلين وتأكيد رسول اللّه‏ أنّ القرآن وأهل البيت لايفترقان عن بعضهما إلى يوم القيامة، وأنّ على المجتمع الإسلاميّ لزوم اتّباعهما، يدلّ بجلاء على أنّ

1.. راجع: أهل البيت في الكتاب والسنّة: ص ۵۷ (القسم الأوّل / الفصل الثالث : أهل البيت عليهم‏السلامومعنى أهل البيت) .

2.. بديهيّ أنّ «أهل البيت» في آية التطهير تشمل النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أيضاً، خلافاً لحديث الثقلين الذي قدّم «أهل البيت» بصفتهم خلفاء للنبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وهو خارج عنهم.

3.. راجع: أهل البيت في الكتاب والسنّة: ص ۶۵ (القسم الأوّل / الفصل الرابع : تسليم النّبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهعلى أهل البيت وتخصيصهم بالأمر بالصلاة) .

4.. راجع لمزيد من المعلومات: أهل البيت في الكتاب والسنّة: ص ۲۵ القسم الأوّل : معنى أهل البيت .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الاول
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    01/01/1398
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15590
صفحه از 485
پرینت  ارسال به