مصاديق «أهل البيت» ليست منحصرة بأصحاب الكساء الذين استشهد آخرهم ـ وهو الإمام الحسين عليهالسلام ـ بعد خمسين عاماً من وفاة الرسول صلىاللهعليهوآله، بل صُرّح في كثير من روايات أهل البيت بإضافة تسعة من أبناء الحسين عليهالسلام إليهم، فقال الإمام عليّ عليهالسلام في توضيح معنى عترة النبيّ صلىاللهعليهوآله:
أنا وَالحَسَنُ والحُسَينُ وَالأئِمَّةُ التِّسعَةُ مِن وُلدِ الحُسَينِ، تاسِعُهُم مَهدِيُّهُم وَقائِمُهُم، لا يُفارِقونَ كتابَ اللّه وَلا يُفارِقُهُم حَتَّى يَرِدوا عَلى رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله حَوضَهُ.۱
وعلى الرغم من أنّ الأحاديث المعتبرة لأهل السنّة لم تطبِّق بصراحة «العترةَ» على الاثني عشر شخصاً من أُسرة الرسول صلىاللهعليهوآله، لكنّ الأحاديث التي رووها والتي تؤّد أنّ خلفاء رسول اللّه صلىاللهعليهوآله اثنا عشر خليفة، ليس لها ما يبرّرها إلاّ على ما يطابق الأُصول الاعتقاديّة لشيعة أهل البيت عليهمالسلام ۲، نذكر فيما يلي نموذجان من تلك الأحاديث:
لا يَزالُ الدِّينُ قائِماً حَتّى تَقومَ السّاعَةُ، أَو يَكونَ عَلَيكُم اثنا عَشَرَ خَليفَةً، كُلُّهُم مِن قُرَيشٍ.۳
لا يَزالُ الإِسلامُ عَزيزاً إلى اثني عَشَرَ خَليفَةً.۴
وهكذا يمكن القول بأنّ هذا النوع من الأحاديث ينطوي على إشارة إلى شمول مفهوم «العترة» لسائر الأئمّة، مثلما صرّحت به أحاديث أهل البيت عليهمالسلام.
سادساً: معنى حديث الثقلين
ذكرت المصادر المعتبرة التي أُشير إليها، أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله في آخر عمره الشريف خاطب الأُمّة الإسلاميّة إلى يوم القيامة، فقال: